القواعد في النظام الأسري

القواعد في النظام الأسري
القواعد هي القيم والمعتقدات والتقاليد التي نشأ عليها الآباء والأمهات، ويعتمدون عليها في وضع نظام داخل البيت للحد من الفوضى وتحديد سير العلاقات وتسهيل إدارة شؤون المعيشة.

هذه القواعد هي الطريقة المُثلى للحفاظ على التوازن والمرونة بين حاجة الوالدين إلى السيطرة على المراهق لإبقائه على الطريق الصحيح، وحاجته إلى الحرية، فهي تُعلِّم المراهق احترام الحدود وتحمُّل المسؤولية، مثلًا قاعدة “يجب أن ترتب غرفتك قبل مغادرتها” تحدد واجبات المراهق داخل البيت وتعلمه قيمة التعاون، وكذلك قاعدة “يجب الاستئذان قبل الخروج من المنزل” تعلمه الانضباط واحترام والديه.
وهذه القواعد هي القواعد المرنة التي تعتمد على مشاركة الأبناء في وضعها والتفاوض وإدارة المواقف بمرونة وتجاهُل الوالدين للأمور البسيطة التي لا تشكل خطرًا على مستقبلهم، والأهم اعتراف الوالدين بأخطائهما والاعتذار منها، من ثم فهي تبني علاقات جيدة بين الوالدين والأبناء. والقواعد الصلبة التي تعتمد على سلطة الوالدين وعدم التحاور مع المراهق، مما يؤدي إلى إضعاف شخصيته أو تمرده وارتكابه الأخطاء في غياب الوالدين. وعلى النقيض تتصف القواعد القليلة أو المنعدمة بالتساهل المفرط للوالدين، إما بسبب انشغالهما أو بسبب تدني المستوى الاجتماعي والتعليمي، مما يؤدي إلى حصول الأبناء على الحرية الزائدة وعدم قدرتهم على تحمل المسؤولية.
ولكي تحقق القواعد الأهداف المرجوة منها يجب أن تُطَبَّق بأساليب إيجابية، فعادةً ما تكون القواعد مثالية، لكن الأساليب التربوية السلبية تفسدها وتحطم النظام الأسري، كعدم قدرة الوالدين على قول “لا” تجنبًا لصراخ وتحايل الأبناء وشعورهما بالذنب أمام رغباتهم، مما يؤدي إلى عدم احترام الأبناء لقواعد البيت فيصبحون أنانيين فوضويين.
إن قول “لا” للأبناء مهم جدًّا في التربية لسلامتهم النفسية والاجتماعية، فهي توضح الحدود التي يجب أن يلتزم بها المراهق وتعلمه الصبر والتحكم في رغباته، بشرط أن يتفق عليها الأبوان معًا ولا يتراجعا عنها وأن تُقال بحزمٍ وقوة دون تبرير أو عنف، وفي حالة لجوء الابن إلى الصراخ والإلحاح فالحل هو التعاطف مع مشاعره والتفاوض لإيجاد حل وسط يرضي جميع الأطراف.
الفكرة من كتاب كيف تكسب ابنك المراهق تعلَّم كيف تتخطى مع أبنائك صعوبات مرحلة المراهقة
تعد مرحلة المراهقة مفترق طريقين؛ إما أن يسير المراهق في الطريق الصحيح، وإما أن يندفع نحو الطريق المظلم، وهنا يتجلى دور الوالدين في توجيه الأبناء وإرشادهم نحو الطريق المستقيم من خلال كونهما قدوةً صالحةً لهم، ومد جسر التواصل مع الأبناء منذ ولادتهم لبناء علاقة أُسرية قوية ناجحة، فينشأ الأبناء نشأة سوية تساعدهم على تجاوز مرحلة المراهقة بسهولة دون الوقوع في مشكلات وانحرافات خطيرة.
وهذا الكتاب كتاب توجيهي تربوي قائم على أبحاث ودراسات نفسية واجتماعية، أُعِدَّ من أجل مساعدة الوالدين على فهم شخصية ابنهما المراهق، ومعرفة الأساليب التربوية الإيجابية التي تمكنهما من بناء علاقة قوية مع الأبناء خلال مرحلة المراهقة وكيفية التعامل مع مشكلاتهم وتقويم سلوكياتهم بطريقة صحيحة تساعد على تنمية ثقتهم بأنفسهم.
مؤلف كتاب كيف تكسب ابنك المراهق تعلَّم كيف تتخطى مع أبنائك صعوبات مرحلة المراهقة
فاطمة الكِتاني: اختصاصية في العلاج النفسي ومستشارة في العلاقات العائلية، حصلت على الماجستير في علم النفس الاجتماعي من جامعة محمد الخامس بالرباط، كما حصلت على الدكتوراه في دراسات الطفولة من جامعة عين شمس في القاهرة، وهي عضوة في اللجنة التنفيذية لجمعية “حماية الأسرة المغربية” وعضوة في مكتب “منظمة المرأة الاستقلالية”، لها عديد من المقالات الصحفية والمقابلات التليفزيونية، ومن مؤلفاتها:
الاتجاهات الوالدية في التنشئة الاجتماعية وعلاقتها بالمخاوف.
القلق الاجتماعي والعدوانية لدى الأطفال.