الفهم العميق
الفهم العميق
الآن بعد أن عرفنا الطرائق التي علينا اتباعها خلال التعلم، حان الوقت للسؤال عن كيفية الاحتفاظ بكل هذه الأشياء التي نتعلمها والمهارات المُكتسبة، ونحمي أنفسنا من النسيان، لكن قبل التطرق إلى الطرائق العملية لاستذكار المعلومات وتخزينها في الذاكرة الطويلة الأمد، علينا أن نعرف لماذا ننسى ما نتعلمه من الأساس. توصل علماء النفس خلال السنوات الماضية إلى أن النسيان يحدث نتيجة إحدى هذه النظريات الثلاثة: أولًا نظرية “الاضمحلال” التي تُشير إلى أن الذكريات تضمحل مع مرور الزمن، فالنسيان هنا تآكل حتمي يحدث بمرور الزمن كما الرمل في الساعة الرملية، أما النظرية الثانية فهي “التداخل”، وتُشير إلى أن الذكريات تتداخل عند تخزينها في الدماغ، فتبعًا لهذه الطريقة يحدث تنافس بين الذكريات التي تتشابه وتتمايز، فإذا كُنت تتعلم البرمجة وتدرس أداة التكرار “for loop” وأدوات أخرى تفعل الشيء نفسه مثل “while loop”
فقد يحدث تداخل مع قدرتك على تذكر شروط ما تفعله “for loop”، والتداخل نوعان: تداخل استباقي يجعل عملية تذكر معلومة جديدة أمرًا صعبًا، وتداخل رجعي يفعل العكس، فالمعلومات الجديدة تُزيل المعلومات القديمة أو تكبح تذكرها، والنظرية الثالثة هي “الإشارات المنسية” التي تُشير إلى أن المعلومات لا تُنسى، لكن الوصول إليها يُصبح صعبًا بسبب غياب الإشارات المُرتبطة بهذه المعلومة خلال تخزينها، والمُلاحظ أن النظريات الثلاث تفسر أن النسيان أمر حتمي وليس استثناءً، ومن هنا ظهرت تقنيات الذاكرة لحفظ المعلومات وتخزينها في الذاكرة الطويلة الأمد
وأشهرها تقنية “التباعد” التي تعتمد عليها أنظمة التكرار المتباعد “SRS” المستخدمة في تطبيقات تعلم اللغة مثل “دولينجو | Duolingo” و”بيمسلور | Pimsleur”، وتوجد تقنية يستعملها أغلبنا دون وعي وهي “الإجرائية”، التي تعني جعل ما تتعمله يحدث بشكل تلقائي كقيادة السيارة، وأغلب المهارات تبدأ بمعرفة تقريرية ثم مع التدريب تصبح إجرائية بشكل جزئي، وهنا يُشير الكاتب إلى أن تذكر المعرفة في الواقع لا يكفي ليُعَد المُتعلم ذا معرفة كاملة، بل عليه اكتساب ما يُعرف بالحدس الذي يُمكن اكتسابه بتطبيق تقنية “فاينمان | Feynman” التي تعتمد على دفعك إلى توضيح الفكرة بشكل مُفصل وأسلوب بسيط لأي شخص.
الفكرة من كتاب التعلم الفائق: أتقن المهارات المهنية – تفوق في المنافسة – سارع إلى تحقيق الإنجازات
حينما نستمع لقصة شخص تعلم أربع لغات في عام، نظنه ذا مهارات وقدرات استثنائية، لكن الكاتب يقول لنا إن هذا الشخص وغيره من الأشخاص الذين نراهم استثنائيين هم في الواقع متعلمون فائقون، اتبعوا مجموعة من المبادئ خلال رحلة تعلمهم مكنتهم من تحقيق هذه الإنجازات، ويمكن لأي شخص السَّير على نهجهم وتحقيق أهدافه الشخصية والمهنية التي يحلم بها.
مؤلف كتاب التعلم الفائق: أتقن المهارات المهنية – تفوق في المنافسة – سارع إلى تحقيق الإنجازات
سكوت هـ. يونج: كاتب مهتم بالتدوين عن الموضوعات الخاصة بالتعلم وزيادة الإنتاجية منذ عام 2006م، عُرف بتوثيق تحدياته الخاصة بالتعلم الفائق، منها: دراسته المواد الخاصة بعلوم الكمبيوتر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام واحد بدلًا من أربعة أعوام، واجتياز جميع الاختبارات وتسليم المشاريع البرمجية، وتعلمه أربع لغات خلال عام، وأخيرًا تعلمه رسم الصور الشخصية خلال ثلاثين يومًا.
من مؤلفاته:
Learn More, Study Less
Holistic Learning: How to Study Better, Understand More and Actually ‘Get’ What You Want to Learn