العمل العميق ذو قيمة

العمل العميق ذو قيمة
النجاح في الاقتصاد الجديد يتطلَّب قدرتين أساسيتين، وهما: القدرة على إتقان الأشياء الصعبة بسرعة، والقدرة على الإنتاج بمستوى متميز، وتطوير هاتين القدرتين الجوهريتين يعتمد على قدرة الشخص على أداء العمل العميق، ويساعدك العمل بعمق على تعلم الأشياء الصعبة عن طريق صب كامل تركيزك بدقة على مهارة معينة، ومحاولة تطويرها، أو فكرة ومحاولة إتقانها، إضافةً إلى القيام بدراسة متأنِّية تحدد الموضوع الأكثر إنتاجية، وتحويل كامل تركيزك إليه، ويكمن السر في كون العباقرة عظماء لأنهم تمكَّنوا من جلب كامل قوتهم للتأثير في النقطة التي قرَّروا أن يُظهِروا فيها كامل قدراتهم، ولذا لكي تتعلم أشياء صعبة بسرعة فلا بد من تركيز متواصل غير مشتَّت.

كما يساعد العمل العميق على الإنتاج بمستوى ممتاز عن طريق الجمع بين العمل العقلي الصعب والمهم في الوقت ذاته لفترات طويلة متصلة، مثلما كان بعض العلماء يفرضون على أنفسهم عزلة صارمة حتى يكملوا المهمة التي بين أيديهم، وهنالك معادلة مفادها أن: الإنتاج عالي الجودة = (وقتًا مستنفذًا) × (تركيز شديد)، وتحقيق تلك المعادلة يكون عن طريق رفع درجة التركيز وقت العمل، ما يعمل على رفع مستوى النتائج خلال الوقت المستغرق في إتمام هذا العمل، وبالتالي فإن نمط العمل الذي يحسِّن أداءك هو العمل العميق.
وربما يتساءل البعض إن كان العمل العميق مهمًّا جدًّا، فكيف يقوم بعض الأفراد المشتَّتين بعمل جيد وينجحون به؟ ويجب حينئذٍ أن نتوقَّف لكي نذكِّر أنفسنا أن طبيعة سمات الشخصيات تختلف، وأولئك الذين ينجحون وسط التشتُّت من مدراء تنفيذيين وغيرهم؛ تكون حياتهم العملية تعتمد بشكل كبير على الملهيات، وتعد سلوكياتهم من سمات أدوارهم الخاصة كقادة لشركات ضخمة، وهذا استثناء فرضته عليهم ظروف عملهم وفقط، ولا يتنافى مع كون العمل العميق ركيزة أساسية في أداء الأعمال بشكل ممتاز من أول مرة، ولهذا يلجأ إليه أغلب العلماء والمفكرين.
الفكرة من كتاب عمل عميق.. قواعد لتحقيق نجاح مركز في عالم مشتَّت
يمثل العمل العميق حاليًّا أهمية كبرى يغفل عنها الجميع، فهو ضروري للنجاح لأنه يدفع قدرات الشخص المعرفية إلى أقصى مدى، مما يجعل الفرد قادرًا على أداء أغلب المهام الصعبة، ويطوِّر من نفسه، على عكس العمل السطحي.
والعمل العميق مهم لدرجة أننا يمكن أن نعتبره “القوى العظمى في القرن الحادي والعشرين”، ولأن القدرة على أداء عمل عميق أصبحت نادرة بشكل متزايد، فقد قام هذا الكتاب بمناقشة أهمية العمل بعمق، كما قدَّم طرق اكتساب تلك المهارة، وصقلها، وكيفية تغيير عادات العمل، وجعلها أكثر إنتاجية، وحياة عميقة تعني حياة جديدة.
مؤلف كتاب عمل عميق.. قواعد لتحقيق نجاح مركز في عالم مشتَّت
كال نيوبورت : كاتب، وعالم حاسوب أمريكي، وُلد في عام 1982، وحصل على الدكتوراه من معهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا في عام 2009، ويعمل حاليًّا أستاذًا مشاركًا في علم الحاسوب في جامعة “جورجتاون”، ويتركز عمله على خوارزميات التواصل الصعبة، ودراسة أنظمة الاتصالات في الطبيعة، وله مدونة باسم “Study Hacks”، تهتم بمواضيع النجاح الأكاديمي والمهني، وقام بتأليف العديد من كتب تطوير الذات.
من أهم أعماله:
Digital Minimalism.
Time-Block Planner.
How to win at college.
A World Without Email.
So Good They Can’t Ignore You.