العلاقة بين تصالحك مع ذاتك وتربية أطفالك
العلاقة بين تصالحك مع ذاتك وتربية أطفالك
هناك كثير من التناقضات بين أولياء الأمور، فتجد أحدهم يحب أولاده غير أنه أحيانًا ما تراوده مشاعر ضيقٍ تجاههم، بسبب مخالفتهم إياه وإثارتهم للمشكلات، وهذا ينتج من ضعف اتصال المربي بذاته الحقيقية، مما يؤثر تبعًا في مشاعره وسلوكياته مع نفسه ومع أطفاله بعد ذلك فيصبح متناقضًا، ولمعالجة ذلك التناقض يجب أن يتصل المربي بذاته ويسمع شعوره جيدًا، ويجعله يأخذ مجراه، ويبحث عن القناعة التي توصله إلى شعوره السلبي، ويبدأ بالتعديل من تلك القناعة، حتى يستطيع أن يصل إلى تقبل الأمر وحل ذلك التناقض، ولا شك في أن اتصال المرء بذاته الحقيقية من أهم سبل الراحة التي يبحث عنها المربي، لأنها أول خطوة له تجاه الوصول إلى قناعاته الخاطئة، ومن ثم يقدر على فهمها وتغييرها، لذلك لا بد أن يحرص المربي على ألا يقطع ذلك الاتصال بمشاعره الحقيقية أبدًا، فهي سبيله لفهم نفسه ومشاعره ومن ثم أطفاله.
واتصال المربي بذاته يظهر في تناغمه مع ذاته وما يشعر به، مما يدفع عنه الإصابة بكثير من الأمراض النفسية والجسمانية، ويُعدّل من الصورة الذهنية التي يرى بها الناس من حوله، ويبني عليها أحكامًا خاطئة، فيصبح قادرًا على فهم أطفاله بشكل أفضل، فالمربي غالبًا لا يمكنه أن يتحكم في تصرفات غيره -أي أطفاله- رغم أنهم مصدر راحته، غير أنه يمكنه أن يعمل على التحكم في تصرفاته هو وتركيزه على أمرٍ دون سواه، فإن اخترت الاهتمام بأبنائك فستتحمل الجهد الواقع عليك جراء ذلك من حرص على متابعة صحة أطفالك ودراستهم وحتى تغيراتهم النفسية.
ويجب على المربي ألا يعتقد أن الحياة ستخلو من الآلام أو المتاعب، فالألم عاملٌ ضروري في تكوين شخصية الإنسان عند تربيته لأطفاله وفي إكسابهم خبرات عديدة، كل ما يجب عليه فقط أن يكون مستعدًّا للمعاناة من أجل أولاده.د
الفكرة من كتاب الذكاء العاطفي في التربية
للذكاء أنواعٌ مختلفةٌ ومتعددة، والذكاء العاطفي أحد هذه الأنواع وأكثرها تأثيرًا في حياة الفرد، فهو يسهم بشكلٍ كبيرٍ في نجاحه وتقدمه من خلال الوعي الذي يكسِبه إياه، وحُسن إدارة الفرد لنفسه وللعلاقات التي في حياته.
وقد خصّت الكاتبة بالذكر هنا حديثها عن الذكاء العاطفي المرتبط بالتربية والأطفال بوجه خاص، على أمل أن تساعد الآباء والأمهات في القيام بدورهم التربوي بشكلٍ أفضل.
مؤلف كتاب الذكاء العاطفي في التربية
إيناس فوزي: خبيرة تربوية واختصاصية تعديل سلوك، أسست لنفسها مدرسة خاصة بها في علم تربية الطفل، إذ تبدأ فيها بمعالجة رأس الأمر وهو “المربي” قبل أن تبدأ بمعالجة الطفل نفسه، فهي ترى أن المربي إذا أجاد فهم نفسه أولًا، سهلت عليه عملية التربية، ويبدو رأيها هذا جليًّا واضحًا في مؤلفاتها، التي منها:
ابني مُشتَّت الانتباه.
الـذكـاء التربـوي.
التربية الجنسية.