العلاج من تجنب المشاعر
العلاج من تجنب المشاعر
التعامل مع المشاعر والتغلب على مشكلة تجنبها يبدأ برؤيتها بصورتها الحقيقية، لا بصورتها المشوهة داخلنا، وهي تمتلك لسانًا حكيمًا تعبر به ويمكن تدريبه وتطويره لتحقيق الاستقرار العاطفي، ينمو مع العقل المتطور الذي تضعف قدراته كلما اعتدنا وانغمسنا أكثر في الجسد وعالم الغرائز والأحاسيس، هكذا يُعمى الإنسان عن شعوره ويُعلي من جانبه الحيواني ويتجرد من إرادته الإنسانية.
والتعبير هو أول خطوات العلاج من تجنب المشاعر، إذ يتكسر الارتباط الشرطي بين الإحساس ورد الفعل المباشر، فتقف للحظات تنتبه لما يدور داخلك وتسمح لعقلك بأن يفهم ما يمر به ويتأمله، وبعد التعرف على شعورك يتعين عليك أن تميزه من إحساسك، فالشعور بالقلق لا يعني أن ما تقلق منه شيء حقيقي موجود، بعد ذلك يجب أن تعترف بالشعور وتتحلل من كل الاتهامات السيئة التي كنت توجهها إليه، ثم تعطل كل الأحكام التي تلقيها عليه.
والإحساس يشوه الواقع، فلا تستجِب أو تتخذ أي قرار في بداية أي موقف، بل يجب أن تدرب إرادتك، ثم تواجه تأثير إحساسك في جسدك، وتستعيد استقرار جسدك بمساعدة وسائل طبيعية كتنظيم التنفس، أو من خلال وضعية مريحة للجسد لتخفيف الضغط عليه، وبعد التأكد من هدوء جسدك يمكنك التعبير عن شعورك والاعتراف به لنفسك وللآخرين، وبعد المرور من الموقف وزوال الانفعال تمامًا أعطِ لنفسك فرصة لتقييم الموقف مرة أخرى، هكذا تعتني بعاطفتك وتتجنب ما يصيبها من تشوه أو مشاعر مكبوتة.
الفكرة من كتاب قطة العاطفة: رحلة بحث في ذاكرة المشاعر
لغة المشاعر هي أعلى اللغات أميةً في العالم، وهي لغة نتوارثها وتستقر داخلنا ويمكن أن نكبر دون تعلُّمها، وربما نتحدث بلسان مشوه خادع لا يكفي للتعبير عنها، أو تمييزها في أنفسنا وفهمها، فنلجأ إلى تجنبها، ومن ثم تتحول إلى مشكلة كبيرة داخلنا، أشبه بقطة شرسة تحاول تحطيم كل شيء في الداخل.
يأخذنا هذا الكتاب لنتعلم التعامل مع القطة العاطفية، وللاطلاع على طبيعتها وقصتها، لنعرف سبب شراستها، ثم نعرف طريقة ترويضها والعلاج من داء تجنبنا لمشاعرنا.
مؤلف كتاب قطة العاطفة: رحلة بحث في ذاكرة المشاعر
د. يَحيى موسى: مؤلف وباحث في مجال علم النفس، درس بكلية الطب جامعة بنها، ويعمل حاليًّا طبيبًا نفسيًّا.
من مؤلفاته:
ما وجدنا عليه آباءنا.
رغم أنف الذكريات.