الصين
يُعتقد أن اسمها يرجع إلى أسرة تشن التي حكمت الصين في حقبة زمنية من تاريخها، أو أنه مشتق من تسان وتعني أرض الحرير، وكانت تسمى بلاد الإمبراطورية السماوية، أثرت معتقداتهم في العفاريت بثقافتهم وبناء مساكنهم التي يجب أن تكون كلها على مستوى ارتفاع واحد وسقفها ملتوٍ، وكذلك الجسور تُبنى فوق النهر ملتوية طردًا للجن، وعلى الرغم من ذلك فتديُّنهم قليل وليس لديهم تعصب ديني، ولا يثقون بآلهتهم ويغيِّرونها إن سارت الأحداث عكس ما يتمَّنون.
الصينيون يتمسَّكون بالقديم ويعتقدون أن أجدادهم كانوا كاملين وهم بالنسبة لهم المثل الأعلى، والعائلة تربطها العادات والدين والقوانين، ويجب الإخلاص لها، وطاعة الأب واجبة ولا يجوز معارضته، والأم دورها مهمَّش والفتاة مضطهدة، وعندهم الزواج مبكر، والعزوبية منبوذة اجتماعيًّا، والذكور فقط هم الذين يرثون، وما يقرب من نصف النساء يواجهن صعوبة في المشي والجري لأن الأقدام الصغيرة علامة الجمال لديهم، وتتعرَّض الطفلة إلى عملية تشويه القدم كل يوم لمدة ثمانية عشر شهرًا، وأفضل الطعام لديهم زعانف السمك وأحشاؤه ولحم الكلاب والفئران والضفادع وعش طائر السنونو ولحم الخنزير، وتقطع إلى قطع صغيرة وتخلط بالحساء.
تتميز اللغة الصينية بالإيجاز في التعبير والتعمُّق في المعاني ومراعاة التأدُّب في الكتابة وبخاصةٍ مع كبار السن والمكانة، وتبدأ من اليمين في أسطر رأسية ولها شكلان؛ عادي وزخرفي، ويفهم الجميع لغة الكتابة ولكنهم يختلفون في نطقها من مكان إلى آخر، واللغة الرسمية ماندرين، وكل لغات الصين صعبة، وتحتوي أربعة آلاف رمز تقريبًا، والكلمة الواحدة مقطع واحد، وتختلف معانيها حسب الشكل الذي كُتِبَت به، وتُحسَب الشهور بالتقويم الرقمي وليس لها أسماء بل أرقام، وفي الكتابة الراقية يستخدمون التقويم الزهري ولكل شهر اسم زهرة.
الفكرة من كتاب جولة في ربوع آسيا بين مصر واليابان
يأخذنا الكاتب في رحلته إلى آسيا التي بدأت في يونيو عام ١٩٣٢، وانتهت بعودته في سبتمبر لنعيش معه ما يراه من جمال الطبيعة وغريب العادات، وما خلَّفته الحضارات والأمم من آثار، ويعرض كل ذلك بنظرة مصرية في أثناء تنقُّله بين بلاد الهند والملايو واليابان وكوريا والصين.
مؤلف كتاب جولة في ربوع آسيا بين مصر واليابان
محمد ثابت: رحالة مصري، خريج مدرسة المعلمين العليا، وكان مُعلِّمًا للمرحلة الثانوية، وتم تعيينه في وزارة التربية مراقبًا للنشاط الاجتماعي، وعميدًا لمعهد المعلمين الابتدائي في الزيتون، وكان محاضرًا في المواد الاجتماعية بكلية النصر.
جمع في مؤلفاته بين الجغرافيا والتاريخ السياسي وعلم الاجتماع، وكان ذلك بغرض تعليمي ووطني لتسير مصر والدول العربية على خطى تلك الدول، ومن مؤلفاته: “جولة في ربوع أوروبا.. بين مصر وأيسلندا”، و”رحلاتي في مشارق الأرض ومغاربها”، و”نساء العالم كما رأيتهن”.