الصراع الذي يعيشه الطفل
الصراع الذي يعيشه الطفل
تكون حاجات الطفل إما جسدية وإما نفسية مثل الاحتياج إلى الأمن والمحبة والاحترام والتقدير والراحة والتسلية، وعندما يصعب تلبية هذه الاحتياجات للطفل بسبب الظروف التي يعيشها، يحدث له توتر نفسي، وهذا التوتر يحدث نتيجة سببين؛ الأول: الصراع النفسي الذي يقع فيه الطفل نتيجة عدم حصوله على الإشباع الشعوري الذي يحتاج إليه، أو نتيجة وجود رغبتين متضادتين في نفس الوقت، فإما أن يحاول التغلب على إحدى الرغبتين، وهو الحل الصحيح الذي يلجأ فيه إلى التفكير المنطقي، وإما أن يكبت إحدى الرغبتين في عقله الباطن.
أما السبب الثاني فهو حدوث الإحباط النفسي، وذلك لتعدد رغبات الطفل وعدم إمكانية تحقيقها، أو لوجود خلل في الطفل نفسه سواء كان جسديًّا أم عقليًّا يجعله يكرر الفشل، ويُلاحظ أن الأطفال الذين يعانون الصراع النفسي والإحباط يلجؤون إلى بعض المجهودات العقلية والحيل الدفاعية اللاشعورية، التي تخفِّف أثر الصراع النفسي، ويرجع ذلك إلى حاجتهم إلى شيء من الاحتياجات البيولوجية الأولية وهي الحاجة إلى الحب والأمن والانتماء والتقدير وتحقيق الذات.
ولتحقيق هذه الحاجات يلجأ الطفل إلى عقله الباطن بدلًا من عقله المدرك ليصل إلى الطمأنينة ولو لبعض الوقت، فيلجأ إلى الإنكار للوصول إلى نسيان الأمر أو الكبت مثل تعرض الطفل لموت أحد والديه فيتجه إلى الإنكار ليتخلَّص من آلامه، أو التعويض بأن يلجأ إلى نقيض الشيء الذي يفقده ويعتبر هذا مقبولًا نفسيًّا واجتماعيًّا، ومن الحيل أيضًا التعالي أو التسامي، والإسقاط والتبرير والاستغفال بأن يبرر لنفسه أسباب فشله أو حزنه ليشعر بالراحة، والانتكاسة هي رجوعه إلى سلوكيات قديمة قد تخلَّى عنها، وإلى أحلام اليقظة.
الفكرة من كتاب الأمراض النفسية والعقلية والاضطرابات السلوكية عند الأطفال
كل ما نعطيه للأطفال من تربية واهتمام أو إهمال وعنف هو بذرة نزرعها في تربة الزمن، وقد يأتي الحصادُ طيبًا مختلفًا ألوانه، وترى الثمرات التي زرعتها ناضجة، أو يأتي خبيثًا سامًّا، يؤذيك ويؤذي نفسه ويؤذي كل من يقترب منه.
والأسرة هي التربة الأولى لنمو الطفل ولتربية طفل سوي خالٍ من العقد والمشكلات النفسية، فيجب الاهتمام بفترة طفولته والمشكلات التي يتعرض لها، وفي هذا الكتاب يحاول المؤلفان عرض المشكلات النفسية والعقلية التي يتعرض لها الأطفال سواء كانت بسبب أحداث يمر بها الأطفال أو معاملة سيئة، أو بسبب اضطراب هرموني أو نفسي لأنه بمعرفة المشكلة نكون وصلنا إلى أولى طرق الحل من أجل تربية سوية وحياة صحية للأطفال.
مؤلف كتاب الأمراض النفسية والعقلية والاضطرابات السلوكية عند الأطفال
الدكتور عبد المجيد الخليدي هو الأمين العام المساعد السابق للأطباء النفسيين العرب سابقًا وعضو الرابطة الدولية لأمراض الصرع، وهو المؤسس الأول للطب النفسي في اليمن، توفي في مايو 2018 وما زال مركزه للطب النفسي مفتوحًا لمساعدة الناس.
الدكتور كمال حسن وهبي هو باحث وأستاذ جامعي في مجال الطب النفسي.