الدوافع والسلوك

يقول الكاتب “الحاجة هي نقطة البداية لإثارة الدافعية، والحفز إلى سلوك معين يؤدي إلى الإشباع”، أي أن حاجة الإنسان إلى الطعام تدفعه إلى إحضار طعام، لكن ما يجب أن نلاحظه هنا دافع الشخص ثم سلوكه في الإحضار، بمعنى أن كل فرد أمامه اختيارات سلبية وإيجابية مثل السرقة أو العمل، تبعًا لقيمه وعاداته، ففي حالة اكتمال منظومة القيم والمعتقدات عند الشخص بشكل مباشر مهما كانت حاجته، سوف يرفض الدافع السلبي مثل السرقة أو الرشوة أو الزنا، ويقبل الدافع الإيجابي مثل العمل أو الزواج.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ومعرفة دوافع الشخص في ما وراء سلوكه تجعلنا نكُف عن دور القضاة، وهذا اقتداءً بالنبي (صلى الله عليه وسلم)، الذي لم يتعجل قط في حكمه على شخص وقع في خطأ حتى يعلم دوافعه، كموقفه مع الصحابي حاطب بن أبي بلتعة، حين كتب كتابًا إلى قريش يخبرهم فيه بما سوف يُقدِم عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه، ثم أرسله مع امرأة فجعلته في رأسها، وفتلت عليه قرونها، ولما تبين للنبي (صلى الله عليه وسلم) الأمر من الله عز وجل، أرسل وراءها سيدنا علي بن أبي طالب وسيدنا الزبير بن العوام (رضي الله عنهما)، فأوقفاها وفتشا حقائبها ولم يجدا شيئًا، لكنهما أظهرا لها الشدة فأعطتهما إياه، وعادا إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) به، وجاءا بحاطب إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)

وأول ما قاله له (صلى الله عليه وسلم) “ما حملك على هذا؟”، حتى إنه منع عنه سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، الذي كان يريد ضرب عنقه، لكن النبي (صلى الله عليه وسلم) فهم دافعه بأنه كان خائفًا وبلا عشيرة ويبحث عن الأمان، فرد النبي (صلى الله عليه وسلم) على سيدنا عمر وقال “وما يدريك يا عمر، لعل الله قد اطلع إلى أصحاب بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم”، وأنزل الله عز وجل في حاطب “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ”.

وراء كل سلوك إنساني دافع ما، لذا لو أردت ضبط سلوكك فاضبط دوافعك، إذ تتوقف إرادة الإنسان على دوافعه، فحاجة الإنسان إلى الطعام والشراب وراءها دافع معنوي، وتحسين سلوكك يأتي من توجيه دوافعك كي تخدم أهدافك بوسائل أخلاقية نبيلة، وكل ذلك يحتاج إلى جهاد نفسي عظيم من الإنسان كي يغلب هواه ويفعل الخير للناس أجمعين، لذا يأخذنا الكاتب في رحلة للتعرف على بواعث السلوك الإنساني وأثرها، وكيفية ضبطها بما يتوافق مع المعايير الأخلاقية والدينية.

ناصر صابر عبد الرحمن: كاتب ومؤلف