الخوف من المجهول
الخوف من المجهول
نحن نخاف المجهول لأننا نخاف ما لا نعرفه أو نفهمه، وهذا أمر طبيعي ويعود إلى سمة نفسية تطورية تجعل هذا الخوف إحدى غرائزنا البدائية والأساسية، فمن الطبيعي أن نخاف لأننا لا نعرف هل يوجد ما يهدد وجودنا ويشكل خطورة علينا أم لا، ولكن عندما يتسرب هذا الخوف إلى كل شيء في حياتنا ويجعلنا نشك في كل شيء حولنا، فإنه سيتسبب في مشكلة كبيرة، إذ يمكن اعتبار الخوف من المجهول خوفًا من الحياة، لأن الحقيقة أننا لا نعرف كل شيء، ولن نستطيع. توجد سبع استراتيجيات تساعدك على التغلب على خوفك من المجهول، أول استراتيجية تتمثل في فهم خوفك، فالخوف جزء من حمضنا النووي البشري وليس غريبًا أن نشعر به عندما نقترب من شيء مجهول، ولكن يجب أن ندرك أن خوفنا في أغلب الأحيان ليس له دليل، فتقبل أن تراودك أفكار مخيفة، لكن تصرف بناءً على الواقع ولا تدع ذلك يشلّ حياتك.
من المهم كذلك أن تبحث عن سبب خوفك، فهناك خوف جيد يحميك وينُبِّهَك إذا كنت في موقف خطر، أما الخوف الآخر الذي يمنعك عيش حياتك بشكل صحيح يجب أن تعرف سببه وجذوره، ثم فكر في كيفية تقليل المخاطر والطرائق التي يمكنك استخدامها للتغلب على العقبات التي قد تواجهك. ثم استجوب خوفك، فإذا كنت خائفًا من شيء ما، اسأل نفسك: ما الدليل الذي يدعم خوفي من المجهول؟ ما الحالات التي نجحت فيها في التغلب على حالة عدم اليقين؟ ما الدليل على أنني سأفشل وأن خوفي سيكون حقيقيًّا؟ وتقبل أيضًا الفشل على أنه احتمال، فبالتأكيد يمكن أن تفشل، والأفضل لك أن تتقبل ذلك الاحتمال.
المرحلة التالية هي ركوب موجة الخوف، ويعني ذلك تجربة أي شيء جديد حتى وإن كان يصاحبه شعور بعدم الراحة والارتباك والشك، وبالتأكيد لا بد من تعلُّم تقبل التغيير بكل سرور، فلا يمكنك تجنب التغيير في حياتك لأنه هو الثابت الوحيد. وأخيرًا مارس اليقظة الذهنية، فخوفك من المجهول ينشأ من أفكارك ومعتقداتك الموجودة في عقلك وبالطبع لن تختفي سريعًا، وسيتطلب الأمر التزامًا وتدريبًا وتمرينًا منك حتى تعيد ترتيب عقلك وتشعر بالسلام وتكون قادرًا على إدارة ضجيج الأفكار في عقلك بنجاح، وإبعاد هذه الأفكار السلبية.
الفكرة من كتاب الوحش الذي يسكنك يمكن أن يكون لطيفًا: واجه مخاوفك الشخصية وجهًا لوجه
هل سبق لك أن استلقيت مستيقظًا عندما كنت طفلًا، خائفًا من الوحوش التي قد تكمن تحت سريرك أو خلف الخزانة؟ أنت لست بمفردك، هذه تجربة عالمية، تتجاوز الحدود من مصر إلى جبال سويسرا. وتتمتع كل ثقافة بمجموعتها الخاصة من الوحوش والعفاريت التي تتغذى على الأطفال الذين يسيئون التصرف.
ومع تقدمنا في السن، خضعت هذه الوحوش إلى تحول عميق. إن الأمر المخيف حقًّا عن مرحلة البلوغ هو أن تلك المخلوقات الخيالية التي اعتقدنا ذات يوم أنها تتجول حولنا قد اختفت، وبدلًا من ذلك، وجدت مكانًا جديدًا للسكن داخل عقولنا، وتظهر في صورة مخاوف شخصية، مثل وحوش الفشل والنجاح والتغيير والمجهول والرفض، وهذا هو موضوعنا اليوم.
مؤلف كتاب الوحش الذي يسكنك يمكن أن يكون لطيفًا: واجه مخاوفك الشخصية وجهًا لوجه
مجموعة مؤلفين: يتكوَّن الكتاب من عدة مقالات لعدد من المؤلفين، تتحدث عن الخوف وأنواعه المختلفة، كل مقال لكاتبٍ مختلف، جمعتها المترجمة إيناس سمير في كتابٍ واحد، وأضافت طابعها الخاص على الكتاب.
معلومات عن المترجمة:
الدكتورة إيناس سمير: مترجمة، وطبيبة أسنان مصرية، تخرجت في كلية طب وجراحة الفم والأسنان عام 2019 بجامعة طنطا، وترجمت عددًا من الأعمال الذائعة الصيت لدار عصير الكتب للترجمة والنشر والتوزيع. ومن ترجماتها:
كُن الشخص الذي يجعلك سعيدًا.
إلى كل الأولاد الذين أحببتهم.
آن في المرتفعات الخضراء.