الخوف من الفشل
الخوف من الفشل
جميعنا نكره الفشل، لكن بالنسبة إلى بعض الناس يُشكِّل الفشل تهديدًا نفسيًّا كبيرًا يجعل دوافعهم لتجنب الفشل أكبر من دوافع الرغبة في النجاح، وقد يؤدي هذا الخوف إلى أن يفقدوا فرص النجاح كذلك. ويرجع أساس هذا الخوف إلى الخوف من الخجل، لأن الفشل يسبب شعورًا بالخجل العميق، ومن ثم يجعلنا نحتقر أنفسنا ونكرهها، لذا نحاول تجنّبه بأي ثمن. وتوجد علامات عدة يمكن أن تدل على إصابتك بالخوف من الفشل، كأن تشعر بالقلق الشديد بشأن ما يعتقده الناس عنك، وأن تشك في قدرتك على السعي وراء المستقبل الذي تريده، وتشك في ذكائك وكفاءتك، وتميل كذلك إلى أن تخبر من حولك من البداية أنك لا تتوقع النجاح حتى تقلل من توقعاتهم، بالإضافة إلى الشعور بصداع أو آلام في المعدة تمنعك فعل ما تريد، والميل إلى المماطلة والتسويف.
السؤال المهم الآن: لماذا نخاف الفشل؟ يرجع الأمر إلى أسباب عدة، مثل: البيئات المثبطة، فمن الصعب أن تنجح إذا لم يكن لديك من يدعمك، ويمكن أن يكون السبب هو التركيز على الفشل السابق، مع أن الحقيقة أن هذا أمر طبيعي، وقد يكون السبب هو عدم الثقة بالنفس وقلة احترام الذات، أو ربما الكمالية الزائدة. إن مشكلة هذا النوع من الخوف أنه يحدث على مستوى اللا وعي، ولكن هناك طرائق كثيرة يمكن بها التغلب على الخوف من الفشل، أولها أن تعترف به، فيجب أن تتقبل أن الفشل يُشعرك بالخجل والخوف، وتحدث مع شخص ما عن ذلك، أمر آخر يمكنك فعله هو التركيز على الأشياء التي تقع ضمن سيطرتك، والعمل عليها.
ومن المهم للغاية أن تبحث عن أسباب هذا الخوف وتعرف جذور المشكلة، وقد يساعدك تخيل سيناريو الفشل في عقلك حتى يقل خوفك منه ومن ثم ترى الحلول له، وهذا ينقلنا إلى الطريقة التالية وهي إعداد خطة بديلة، فأيًّا كان ما تريده فلا تُعلّق كل آمالك عليه، وعدّ أي فشل فرصةً جديدة للتعلم، وأخيرًا تذكّر أنه أمر ضروري، وهو ما سيجعلك أقوى، كما ستتعلم كيف تغتنم الفرص بشكل أفضل عندما لا تعود خائفًا من الفشل، والفشل يجعل طعم النجاح أفضل بكثير، لأنك عندها فقط ستشعر أن كل ما مررت به كان يستحق العناء.
الفكرة من كتاب الوحش الذي يسكنك يمكن أن يكون لطيفًا: واجه مخاوفك الشخصية وجهًا لوجه
هل سبق لك أن استلقيت مستيقظًا عندما كنت طفلًا، خائفًا من الوحوش التي قد تكمن تحت سريرك أو خلف الخزانة؟ أنت لست بمفردك، هذه تجربة عالمية، تتجاوز الحدود من مصر إلى جبال سويسرا. وتتمتع كل ثقافة بمجموعتها الخاصة من الوحوش والعفاريت التي تتغذى على الأطفال الذين يسيئون التصرف.
ومع تقدمنا في السن، خضعت هذه الوحوش إلى تحول عميق. إن الأمر المخيف حقًّا عن مرحلة البلوغ هو أن تلك المخلوقات الخيالية التي اعتقدنا ذات يوم أنها تتجول حولنا قد اختفت، وبدلًا من ذلك، وجدت مكانًا جديدًا للسكن داخل عقولنا، وتظهر في صورة مخاوف شخصية، مثل وحوش الفشل والنجاح والتغيير والمجهول والرفض، وهذا هو موضوعنا اليوم.
مؤلف كتاب الوحش الذي يسكنك يمكن أن يكون لطيفًا: واجه مخاوفك الشخصية وجهًا لوجه
مجموعة مؤلفين: يتكوَّن الكتاب من عدة مقالات لعدد من المؤلفين، تتحدث عن الخوف وأنواعه المختلفة، كل مقال لكاتبٍ مختلف، جمعتها المترجمة إيناس سمير في كتابٍ واحد، وأضافت طابعها الخاص على الكتاب.
معلومات عن المترجمة:
الدكتورة إيناس سمير: مترجمة، وطبيبة أسنان مصرية، تخرجت في كلية طب وجراحة الفم والأسنان عام 2019 بجامعة طنطا، وترجمت عددًا من الأعمال الذائعة الصيت لدار عصير الكتب للترجمة والنشر والتوزيع. ومن ترجماتها:
كُن الشخص الذي يجعلك سعيدًا.
إلى كل الأولاد الذين أحببتهم.
آن في المرتفعات الخضراء.