الخوف من الرفض
الخوف من الرفض
كلنا نخشى الشعور بالرفض أو الإقصاء أو التعرض لتعليقات قاسية من أشخاص آخرين، لكن في كثير من الحالات تكون القضية شخصية كما نتخيل، وعندما ننظر وراء الخوف من الرفض، نواجه مشاعر الرفض والهجر، لكن يمكننا تغيير طريقة تفكيرنا في الرفض ومن ثم ما نشعر به، لأننا بكل بساطة، لا يمكننا التحكم في أقوال أو أفعال من حولنا، ولكن يمكننا التحكم في إدراكنا لما يحدث ونقرر ما إذا كنا سنسمح للآخرين بتحديد هويتنا أو مشاعرنا تجاه أنفسنا.
نحن جميعا نحب أن نشعر بالاهتمام ممن حولنا، وهذه حاجة إنسانية فطرية وأساسية في داخلنا، وخصوصًا الاهتمام الذي يأتي على شكل تقدير وفهم وقبول، ويساعدنا على النمو والازدهار نفسيًّا وجسديًّا، لكن هذه الرغبة في القبول غالبًا ما تُقابل بالخوف من الرفض، وهذا ما يبرر أننا أحيانًا نخفي شخصياتنا الحقيقية خوفًا من الرفض، مع أن هناك درجة معينة من الرفض لا يمكن تجنبها في حياتنا، ومع ذلك، يمكن أن يظل الرفض مشكلة كبيرة عندما يستمر لفترة طويلة أو يتكرر كثيرًا، أو إذا كان الشخص حساسًا للرفض، ويمكن أن يؤدي إلى نقص احترام الذات وزيادة الاكتئاب والقلق.
كيف تتغلب على الخوف من الرفض إذًا؟ هناك عدة أدوات يمكن أن تساعد، أولاها أن تُدرك أن الآخرين لا يهتمون بك حقًّا، وهي حقيقة قاسية، لكن هذا هو واقع الحياة، كل شخص يهتم بنفسه فقط، كما يجب عليك تجنب إضفاء الطابع الشخصي على تجربة الرفض التي مررت بها، ويجب عليك اتخاذ قرار استباقي للبدء في مواجهة مخاوفك. ويجب أن تتذكر أن الناس كلهم يخافون فكرة الرفض، لذلك أنت لست وحدك، كما أن أحكام الناس تعكس مخاوفهم أكثر مما تعكس أي شيء عنك، إذ يعكس الناس مخاوفهم وأخطاءهم على الآخرين، لذا لا تأخذ أي انتقاد على محمل شخصي، وتُزعج نفسك بلا سبب، فتقبًّل نفسك مهما حدث، واعمل على فهمها بممارسة التأمل واليقظة الذهنية. وبالتأكيد عليك بالتعاطف مع نفسك وفهم جذور الخوف، وتجنب التعامل معه على أنه مَرَضِي فلا تمنحه حجمًا أكبر من حجمه، وفي الحقيقة إنك مهما فعلت سيحكم عليك الآخرون، وبالتأكيد ستجد شخصًا ما لا يُعجب بك وهذا طبيعي، فلا تدع هذه الأحكام تُحدِّد هويتك، وتُغيِّر نظرتك إلى نفسك.
الفكرة من كتاب الوحش الذي يسكنك يمكن أن يكون لطيفًا: واجه مخاوفك الشخصية وجهًا لوجه
هل سبق لك أن استلقيت مستيقظًا عندما كنت طفلًا، خائفًا من الوحوش التي قد تكمن تحت سريرك أو خلف الخزانة؟ أنت لست بمفردك، هذه تجربة عالمية، تتجاوز الحدود من مصر إلى جبال سويسرا. وتتمتع كل ثقافة بمجموعتها الخاصة من الوحوش والعفاريت التي تتغذى على الأطفال الذين يسيئون التصرف.
ومع تقدمنا في السن، خضعت هذه الوحوش إلى تحول عميق. إن الأمر المخيف حقًّا عن مرحلة البلوغ هو أن تلك المخلوقات الخيالية التي اعتقدنا ذات يوم أنها تتجول حولنا قد اختفت، وبدلًا من ذلك، وجدت مكانًا جديدًا للسكن داخل عقولنا، وتظهر في صورة مخاوف شخصية، مثل وحوش الفشل والنجاح والتغيير والمجهول والرفض، وهذا هو موضوعنا اليوم.
مؤلف كتاب الوحش الذي يسكنك يمكن أن يكون لطيفًا: واجه مخاوفك الشخصية وجهًا لوجه
مجموعة مؤلفين: يتكوَّن الكتاب من عدة مقالات لعدد من المؤلفين، تتحدث عن الخوف وأنواعه المختلفة، كل مقال لكاتبٍ مختلف، جمعتها المترجمة إيناس سمير في كتابٍ واحد، وأضافت طابعها الخاص على الكتاب.
معلومات عن المترجمة:
الدكتورة إيناس سمير: مترجمة، وطبيبة أسنان مصرية، تخرجت في كلية طب وجراحة الفم والأسنان عام 2019 بجامعة طنطا، وترجمت عددًا من الأعمال الذائعة الصيت لدار عصير الكتب للترجمة والنشر والتوزيع. ومن ترجماتها:
كُن الشخص الذي يجعلك سعيدًا.
إلى كل الأولاد الذين أحببتهم.
آن في المرتفعات الخضراء.