الخوف في العلاقات
الخوف في العلاقات
تنشأ من الأنماط غير الآمنة مجموعة من المخاوف، مثل الخوف من الحب، فهو حيلة دفاعية لا واعية أمام الرفض والهجر، ليس الأمر أننا لا نحتاج إلى الحب، بل نخاف التقرب منه ومن حالات الضعف والاحتياج، واللا مكترث هو الأكثر خوفًا منه لحماية نفسه من الألم، ويظهر القلق خوفه في محاولات التملك والتحكم حتى لا يتكرر الهجر، فكل منهما يعيش في أزمة تعلق نشأت من مرحلة الطفولة جعلته خائفًا دائمًا خلال العلاقة.
والخوف من الالتزام والارتباط والمسؤولية شائع مع الأنماط غير الآمنة لتجنب الخلافات والتوترات داخل العلاقة، فعلاقة الخائف قصيرة، يقلق بمجرد البدء ويريد الهروب والرجوع عازبًا لا يفكر في مستقبل العلاقة ولا يعد أو يخطط، يستخدم إطفاء المشاعر حاجزًا بينه وبين الحب والالتزام، لأن لديه توقعات سليبة عن العلاقات ويتوقع فشلها دائمًا.
كذلك الخوف من الهجر والترك وحيدًا نابع من فترات الطفولة ويؤثر في تصرفات الأشخاص في العلاقة، فبشكل غير واعٍ، يختار مَن تعرض للهجر تكرارَ التجربة نفسها بشكل قسري، فخوفه هذا يتحقق بشكل لا إرادي بمجرد الدخول في علاقة، فيجد شبح الهجر متجسدًا أمامه.
الفكرة من كتاب أزمة تعلق: أنماط التعلق والعلاقات الحميمية
الإنسان كائن اجتماعي يتشكل ويتكون بوجود الآخرين والتفاعل معهم، ويمارس إنسانيته من خلالهم، فيعيش في العلاقات ويطورها ويعيد صياغتها وتشكله العلاقات وتطوره، وعلاقته بالأم هي الأهم؛ تصوغ داخلَه وترشده في بقية العلاقات، وفي العلاقات لا تسير الأمور دائمًا على ما يرام، فقد يكوّن الإنسان نمطًا آمنًا من العلاقات يساعده على الانطلاق والنجاح، وربما يكوّن نمطًا غير آمن يسبب له الخوف الذي يصاحبه في حياته وفي كل العلاقات.
ولأهمية العلاقات يقدم إلينا هذا الكتاب شرحًا وافيًا لنظرية أنماط التعلق وتأثير ذلك في العلاقات الحميمية، كما يساعدنا على فهم خريطة الحب التي صيغت داخلنا، ومعرفة طريقة العلاج من الأنماط والنماذج المعطوبة داخلنا.
مؤلف كتاب أزمة تعلق: أنماط التعلق والعلاقات الحميمية
ماهر عبد الحميد: تخرج في كلية الطب جامعة المنيا، استشاري الطب النفسي وحاصل على الزمالة العربية في الطب النفسي، اشتهر بكتاباته النفسية المبسطة على منصات التواصل الاجتماعي.