الخرطوميات
الخرطوميات
أسهم حب البشر الشديد للفيلة في البحث عن ماضيها، إذ بدأت منذ فترة طويلة رحلة البحث والتنقيب عن الفيلة القديمة وكل ما يندرج تحت سلالتها، ومع تغير العوامل الطبيعية والأزمنة، نتج عن هذا التنقيب بعض الرسومات الجدارية، التي توضح ظهور نوع من الفيلة في العصر الميوسيني منذ 24 مليون سنة، لينشأ بعدها مصطلح “عائلة الخرطوميات” التي توضح أن هناك سلالات قديمة مختلفة قد اندثرت.
وبعدها نشأ مصطلح عائلة الفيليات Elephantidae عام 1821، ويقال إن أسلافًا للفيلة قد ظهرت في أفريقيا، وعرف هذا من خلال اكتشاف أقدام منذ 40 مليون سنة في مصر، تحديدًا في رمال الفيوم، وكانت هذه العائلة تضم إليها اثنين وعشرين نوعًا من الأنواع المعروفة، مثل الماموث المغطى بالصوف، ويبين هذا الأمر أن الماموث وُجد أيضًا في أفريقيا مثلما كان موجودًا في النصف الشمالي من الأرض في أمريكا وسيبيريا، ومع استمرار الاكتشافات؛ عُثِر على قوالب كثيرة بداخلها أجسام الماموث متجمدة، ومن أشهر ما عُثِر عليه قالب ثلج لماموث صغير اسمه “ديما”، وكان سليم الجسد من الداخل، واستطاع العلماء أخذ حمض DNA منه لاستنساخ الماموث من جديد.
أحدث انقراض الماموث لغزًا كبيرًا في عالم الحيوانات، مما أثار لدى الكاتب سؤالًا مهمًّا: ما الذي تسبَّب بالفناء المباغت لفيلة الماموث؟
لم تثبت إجابة قطعية عن هذا السؤال، ولكن وجدت نظريات تحمل إجابات محتملة الحدوث مثل نظرية ريم 1860، وتفيد أنه قد حدث تحول مفاجئ في محور دوران الأرض، والنظرية الأخرى هي فرضية حدوث طوفان كبير أغرق سيبيريا، وهناك عديد من النظريات الأخرى التي تعطي احتمالية أن هذا الانقراض حدث بفعل التغيرات المناخية، أو سيطرة البشر على بعض المناطق الخاصة بهم وقتلهم، ولكن هذه الاحتمالية خيالية نوعًا ما من الجانب العلمي، ولكن ما اكتشف الباحثون أنه يميل إلى الحقيقة هو حدوث العصر الجليدي منذ مليون سنة، فأدى هذا إلى هجرة الفيليات بأنواعها إلى أماكن جغرافية مختلفة، فمنهم من استطاع التأقلم والعيش مع التطور الغذائي والمناخي والجغرافي، ومنهم من لم يستطع فانقرض.
الفكرة من كتاب الفيل – التاريخ الطبيعي والثقافي
كثير من البشر يقعون في حب الفِيَلَة من النظرة الأولى، فلديها في عيونها حزنًا ساحرًا، يجذبك بتعاطف شديد نحوها، ومن ثم تنشأ العلاقة بينكما، والانطباع الأول عنها أنها حيوانات لطيفة ودودة، تفتنك بهدوئها رغم ضخامة أحجامها.
كم منا يحمل هذه الصورة الظاهرية عن الفيل، ويشعر أنه أكثر الحيوانات لطفًا وسلمًا على وجه الأرض، ولكن هل هذه هي الصورة الصحيحة فعلًا؟ أم أنه يملك الكثير من العنف بداخله؟ هل الأسد ملك الغابة الحقيقي؟ أم من الممكن أن يكون الفيل؟
كل هذه الأسئلة يوضحها الكاتب، ويبين حقائق عديدة لا يعلمها كثير من البشر، ومن الممكن أن تغير مشاعر الحب لهم إلى مشاعر خوفٍ وحذر.
مؤلف كتاب الفيل – التاريخ الطبيعي والثقافي
دان وايلي Dan Wylie: ولد في بولاوايو، زيمبابوي في 22 من مايو عام 1959، يعمل محاضرًا في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة رودس في جراهامستاون، وله عدد كبير من الكتب والمؤلفات، من أبرزها:
Crocodile.
Dead Leaves: Two Years in the Rhodesian War.
Myth of Iron: Shaka in History.
معلومات عن المترجم:
جولان حاجي: ولد في سوريا، مدينة عامودا الحسكة في 26 نوفمبر 1977، ويعمل طبيبًا وشاعرًا ومترجمًا، صدر له أكثر من ديوان شعر مثل “ميزان الأذى”، و”ثمة من يراك وحشًا”، كما أن له العديد من الترجمات، منها كتاب “المرفأ المظلم”.