الحَبكة
الحَبكة
أصبح القص أحد مكونات الأدب القصصي الأساسية، فلا يسأل الناس عن شرعيته ولا عن أهميته، فغالبية الكتَّاب يستخدمون الوصف في الكتابة لأنهم يصادفون كثيرًا من الوصف عندما يقرؤون، فالأمر إذن لا يتعلق بالوصف وحده، بل بمدى وعي الكاتب بأدواته وكيفية توظيفها، وتوضح الكاتبة أن لحظة تخلق النص الأولى يكون فيها الجميع على درجة من السذاجة، ومعرضين لقوى تبدو باطنية، تستخدم كلمات مثل إلهام أو وحي أو ميلاد نص جديد، وما من قوة تستطيع التصدِّي لحتمية ولادة شيء سواء أكان فكرة أم نصًّا أدبيًّا أم كائنًا حيًّا.
والكتابة الأولى لا تكفي، وتحتوي طبقات عديدة من الكتابة، فهناك الكتابة الثانية، وهي اللحظة التي يسيطر فيها العقلُ على العاطفة، أي المرحلة التي يبدأ فيها التساؤل عمَّا تمت كتابته، وهل هو مناسب؟ هل تم الوصف على الطريقة المناسبة؟ وهذه هي اللحظة التي يشكِّك فيها الكاتب في أدواته ويسائلها، ويعتقد الكاتب ستيفن كينغ أن هناك ثلاثة عناصر أساسية لصناعة قصة أو رواية، وهي السرد والوصف والحوار، وأن بناء الشخصيات وظهور الحبكة آثار جانبية للسيطرة على عناصر الرواية المهمة الثلاثة، والحبكة ليست بناءً هندسيًّا يتم رسمه سابقًا.
ويقول ستيفن إنه لا يخطِّط لما سيحدث في رواياته، بل يسمح للأمور أن تحدث، وإنه لا يثق بالحبكة لأن البشر تعيش حيوات غير محبوكة، وأن الفكرة الأساسية للقصص أنها تصنع نفسها، وأن الحبكة هي الملجأ الأول للكاتب الأحمق، والملجأ الأخير للكاتب الجيد، وأن النجاح في أعماله لا يدع مجالًا للتشكيك في براعته ككاتب كافر بالحبكة.
الفكرة من كتاب الحقيقة والكتابة
توضح الكاتبة في هذا الكتاب سحر النص الأدبي، فتتناول الكتابة الوصفية وورشًا تطبيقية كاملة تحمل العديد من الأفكار عن لب العمل الروائي والقصصي والنقل السردي على نحو عام، بالحقيقة التي يبحث عنها الكتَّاب عبر كذبات متنوِّعة بين طيات أفكارهم واقتراحات لقراءات، لتصل بالقارئ في النهاية إلى تطوير قلمه الأدبي.
مؤلف كتاب الحقيقة والكتابة
بثينة العيسى: كاتبة وروائية كويتية، حصلت على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال تخصص التمويل من كلية العلوم الإدارية جامعة الكويت عام 2011. حازت جائزة الدولة التشجيعية عن روايتها “سعار” التي صدرت عام 2005، ومن أعمالها:
خرائط التيه.
ارتطام لم يُسمع له دوي.
عائشة تنزل إلى العالم السفلي.
عروس المطر، تحت أقدام الأمهات.