الحلم من وجهة نظر علمية
الحلم من وجهة نظر علمية
حاول العلماء التوصل إلى تعريف علمي تجريبي للحلم، وأول من حاول ذلك هما العالمان أزرينسكي وناتيال كليتمان اللذان توصلا إلى أن الحلم لا ينتج إلا في لحظة النوم المفارق، لكن بعد سنوات قليلة وجد ديفيد فولكس أن الأحلام تتكوَّن من سبعة مستويات تصاعدية أولها عدم وجود ذكرى للحلم ثم الحلم الأبيض، وهو الذي يتذكر فيه المرء أنه حلم ولكن ينسى تفاصيله، ثم رؤية مشهد واحد ثم أكثر من مشهد، ثم الحلم المنسجم، ثم الحلم المُفصَّل ثم السيناريو الطويل بصور غير منظمة وهلوسية وأخيرًا السيناريو الطويل ذي الصور الكثيرة والمضامين المفصلة، وبالطبع العنصر السابع والأخير يُعد الأكثر تأثيرًا، وتبعًا لأنواع النوم كما وضحنا، فإن المرء بإمكانه استذكار أكثر من 80% من حلمه إذا كان في النوم المفارق، ونحو 50 بالمائة في حالة النوم البطيء، ويصعب تذكر الحلم إذا وصل إلى النوم البطيء العميق.
إن استذكار الأحلام وجمعها يتم إما باستغلال اليقظة العفوية للنائم وتسجيل أحداث حلمه صوتيًّا بسرعة قبل أن ينساها بعد دقائق، وإما بطريقة أخرى تتمثَّل في إفاقة النائم بعد عشر دقائق من مرحلة نوم معينة، وتُطبَّق هذه الطريقة في مختبرات مجهزة للنوم، حيث يوضع جهاز يوصل بالرأس ويُسميه الأمريكيون “طربوش النوم” ويسمح بالتفريق بين يقظة النوم البطيء والنوم المفارق.
والطبيعي أن ذكرى الحلم تُمحى بسرعة فائقة فور استيقاظ صاحبه، فقد وُجد أن نحو عشرين بالمائة من الناس لا يتذكرون أحلامهم نهائيًّا، كما وُجد أن 0.38 بالمائة لم يحلموا قطُّ وهم أشخاص طبيعيون بلا أي مرض عصبي.
الفكرة من كتاب كيف نحلم؟
ينام الإنسان ويستغرق في نومِه وهو يشبه الميت، حيث لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، وتظل أعضاؤه في حالة من الخمول والارتخاء، ورغم هذا هناك عضو لا ينفكُّ يُدبِّر لنا سيناريوهات عجيبة نعيشها نحن بداخله، فنتحرَّك فيها ولا يُخرجنا منها إلا يقظة مفاجئة، فنُسميها حُلمًا، وسواء اعتبرها الإنسان على مر الزمان رؤية أم رسالة ذات مغزى، فإننا لم نرَ رأي العلم الذي بدأ يتقصَّى خفايا الحلم حديثًا.. يُقدم هذا الكتاب نظرة علمية تجريبية للنوم والحلم، محاولًا الوصول إلى تفسير حقيقي!
مؤلفة كتاب كيف نحلم؟
إيزابيل أرنولف Isabelle Arnulf: طبيبة فرنسية متخصصة في أمراض الجهاز العصبي واضطرابات النوم، وأستاذة علم الأعصاب في جامعة بيير وماري كوري في باريس، ورئيسة عيادة اضطرابات النوم في مستشفى بيتيه سالبيرتير في باريس. من أهم مؤلفاتها:
كيف ننام؟
الفسيولوجيا العصبية.