التوحيد
التوحيد
في ظل الصوفية تطور مفهوم التوحيد من الإقرار بوحدانية الله إلى حال يسمى الفناء، تغيب فيه تمامًا فردية الإنسان ولا يبقى أمامه إلا الله، والفناء حال تختفي فيه الإرادة والشعور بالذات ولا يرى فيه الإنسان إلا الله وإرادته وأفعاله، وللفناء جانب آخر ملازم له وهو البقاء، فالبقاء بالله مرتبط بالفناء عما سواه، والصوفي يفنى عن مساوئ الأخلاق ويبقى بمكارم الأخلاق، ويفنى عن علمه وقدرته وإرادته ويبقى بعلم الله وقدرته وإرادته، ويفنى عن نفسه والعالم ويبقى بالله.
فرق الصوفية بين علم التوحيد وعين التوحيد، فعلم التوحيد يقصد به توحيد الله بالعقل والاعتقاد، وهو توحيد جميع من يوحد الله ولا يشرك معه أحدًا، أما عين التوحيد تعني وحدة الشهود وهي تجربة يعيشها الصوفي لا تعتمد على العلم أو العقل ولا يمكن وصفها أو تفسيرها، وهي أفضل صورة للحياة الصوفية، وتُسمى بالفناء.
وتعني وحدة الوجود وحدة الحقيقة الوجودية، وظهرت في نظرية كاملة على يد محيي الدين بن عربي، وهو ممثل هذا المذهب، وتفرعت عن نظريته مسائل في الفلسفة والتصوف، وهو يرى أن الوجود له حقيقة واحدة على الرغم من الموجودات المتعددة التي ندركها من حولنا، ووضع لها ثلاث مراتب، المرتبة الأولى هي الأحدية المطلقة وفيها لا نعرف شيئًا عن الذات الإلهية وتكون بالنسبة إلينا مجردة من الأسماء والصفات، والمرتبة الثانية هي الواحدية التي نعرف فيها أسماء الذات الإلهية وصفاتها وندرك معانيها والمرتبة الثالثة هي شهود الحق التي يزول فيها كل شيء ولا نرى إلا الله، ونعرفه من خلال الاتصال به فالله أصل كل شيء، وكل شيء في الكون يفتقر إليه.
الفكرة من كتاب التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
يتناول الكاتب منهج أناس كان حب الله باعثهم على العبادة، آمنوا بحب الله وبإمكانية اتصالهم به، وكان منهجهم هذا ثورة على ما كان سائدًا من الالتزام بتعاليم الإسلام وعبادة الله بدافع الخوف، وكانت لهم مدارس ونظريات مختلفة، يعرضها الكاتب ويتناول أيضًا معنى التصوف ونشأته ومراحله.
مؤلف كتاب التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
أبو العلا عفيفي، مفكر وعالم بالفلسفة والتصوف الإسلامي، تخرج في دار العلوم وحصل على منحة في إنجلترا لدراسة التربية وعلم النفس ليحصل على درجة الدبلوم، وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة في جامعة كامبريدج، ثم عاد إلى مصر وعين مدرسًا للفلسفة في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وترقى ليتم تعيينه رئيسًا لقسم الفلسفة، انتدب للتدريس في جامعة الإسكندرية وجامعة لندن وكلية هاملتون بأمريكا لتدريس الفلسفة الإسلامية والمنطق والتصوف، وكان عضوًا في المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية.
نشر العديد من البحوث والمقالات العربية والإنجليزية في المجلات العلمية، وله العديد من المؤلفات منها (الملامتية والصوفية وأهل الفتوة) (فصوص الحكم لابن عربي مع التعليق عليه)، وترجم العديد من البحوث والمقالات العلمية والمؤلفات ومنها (فلسفة المحدثين والمعاصرين) (المدخل إلى الفلسفة).