التميز
يلتفت الناس دومًا وينجذبون حول الشخص المميز، والتميز لا يأتي عفوًا، فلا يمكن لشخص أن يقضي يومه فى سماع الأفلام الهابطة والأحاديث التي لا جدوى منها ثم يتعجب أنه لا يملك مهارة في الحوار أو خبرة في الحياة، أين ستكتسب المهارة فى تلك الحالة؟!ولا تنظر إلى قمم الجبال على أنها مستحيلة، فمن صعدها لم يكن سوى بشري مثلك، ولا تستسلم للأخطاء والتجارب الفاشلة، وحين تعرف الطريق لا تتراجع عنه، ولا تكن مثل رجل يجلس في المجلس يفتخر أنه كان يومًا يجلس مع الشيخ ابن باز (رحمه الله)، بل كن أنت ابن باز فإن العزيمة والإصرار من أصول التميز.
نعم.. لا يمكننا أن ننكر أن سنة الحياة في أن يتقلَّب المرء بين الفرح والحزن، لكن علينا ألا نترك بابًا إلا ونتعلم منه حتى ولو كان حزنًا، وتعلم ألا تقتل نفسك بالهم وارضَ بما قسم الله لك، فإن الهم لا يخفِّف من المصيبة، وانظر إلى أحوال من هم دونك واعتبر! فكم من أقوام ذلُّوا بعد عز وافتقروا بعد غنى، وكن على يقين من عدل الله في توزيع الأرزاق؛ يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، وتعلم التفاؤل، فدومًا هناك جزء للسعادة.
ففي وسط عناء الحياة كُن دومًا ثابتًا على مبادئك، فهذا هو التميُّز، فإن الشخص الثابت قد ينتقد ويتهم بالجمود، إلا إنه في نهاية الأمر يُحترم في النفوس، ولطالما عشق الناس الشخص الثابت، وقد يلجأ الناس إليه فى الاستشارة لحل المشاكل، وهذا ينطبق على الجنسين.
فها هو رسول الله (ﷺ) يعلمنا كيف يكون الثبات على المبادئ حين يتعلَّق الأمر بالعقائد والشرف، عندما أقبلت قبيلة ثقيف على الإسلام كان لهم صنم اسمه “الربَّة” يصفونه بالطاغية، وهو معظَّم عندهم، فأخبرهم الرسول (ﷺ) أن عليهم هدم الأصنام، فساوموه أن يسلموا ويترك لهم الربَّة ثلاثة أعوام فرفض النبي (ﷺ)، فظلوا يقلِّلون من المدة حتى قالوا: دعه لنا شهرًا فرفض وثبت على موقفه، واستسلموا.
الفكرة من كتاب استمتع بحياتك
كم من أناس محبوبين يفرح الناس بلقائهم، فكيف يمكن لرجل أن يحبه أهله ويحترمه أصدقاؤه والأطفال يعتبرونه قدوة، ولماذا إذا تكلم أحدنا لم يهتم الناس لكلامه وتكثر الأحاديث الجانبية؟ وفي حين تكلم آخر ينصت الجميع على الرغم من أن الأول قد يكون أكثر علمًا منه؟
الفرق هنا في المهارات وفن التعامل والتميز في الإلقاء، دعونا في هذا الكتاب نلقِ نظرة على من وصف الله (عز وجل) خُلقه فقال: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ لندرس فنون الحياة في المدرسة المحمدية (صلى الله على محمد).
مؤلف كتاب استمتع بحياتك
محمد عبدالرحمن العريفي: هو داعية إسلامي سعودي حاصل على دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة، وأستاذ مساعد في كلية المعلمين بجامعة الملك سعود بالرياض.
وله العديد من المؤلفات مثل: كتاب “ضع بصمتك”، وكتاب “المفيد في تقريب أحكام المسافر”، وكتاب “عاشق في غرفة العمليات”.