التعافي من الفقد.. ملء الفراغ بالمكون الصحيح
التعافي من الفقد.. ملء الفراغ بالمكون الصحيح
يمكن لأي امرأة تندرج ضمن أي نمط للتعلق غير الآمن، اكتسابُ تعلق آمن، وتغيير نمط التعلق الخاص بها، وجهود التعافي تقوي العقل وتشفِي الجهاز العصبي وتملأ الفراغ المفتقر إلى الاتصال المبكر، ووجودُ علاقات صحية يساعد على ذلك بشكل كبير، ويبدأ الشفاء بتحديد الاحتياج الأساسي المفقود، فإذا كنتِ بحاجة شديدة إلى المودة وقضاء وقت مع شخص مميز، فأنتِ تفقدين التغذية، وإن كنتِ قلقة خائفة باستمرار، فأنت تفتقدين الحماية، وإن كنتِ تشعرين بالتشتت وعدم الإلهام فأنت تفقدين التوجيه، فالتعلق الآمن يُكتسَب من استبدال الاحتياجات الأساسية المفقودة، والتعافي يتحقق من معرفة المفقود لملء الفراغ بالمُكَوِّن الصحيح.
ولتعويض احتياج التغذية المفقود من المودة، ابدئي بالتغذية الصحية، والأطعمة الخالية من السكر والكافيين والأغذية المصنعة، كما يمكن الاستعانة بالمكوث في الماء، فالماء يشبه العناق، واستخدام الأغطية عند الذهاب إلى الفراش أو الاستلقاء على الأريكة، كما يفيد المشي في الطبيعة، وإشعال الشموع ذات الرائحة العطرية المفضلة، وشرب شاي الأعشاب الخالي من الكافيين ليلًا، واعتبار النوم أولوية، والنوم عند الإمكان، وكتابة الأفكار والمشاعر، فالكتابة لازمة للشفاء، وتقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتمرن على قضاء الوقت بمفردك والعزلة الصحية التي يتوافر فيها الوعي والحضور. وإذا كنتِ مفتقدة الحماية فإن جسمك بحاجة إلى الاسترخاء، لأنه كان متحفزًا ومستعدًّا للخطر طوال الوقت، ولتلبية هذه الحاجة ينبغي تجنب الأفلام والمشاهد العنيفة، والتوقف عن سماع الأخبار، بالإضافة إلى تحريك الجسم برفق، وقضاء الوقت مع أشخاص يبعثون على الشعور بالأمن، والبحث عن طرائق للاسترخاء، ووضع حدود في التعامل مع الأم إذا كانت مؤذية.
أما ما يتعلق بفقد التوجيه، فإن عديدًا من النساء يعشن حياة تجسد قيم الوالدين بدلًا من السعي إلى قيمهن الخاصة، فالآباء ينتظرون من أبنائهم تحقيق أهداف مُعلنَة وأخرى سِرية، فإذا كنتِ تشعرين بوجود حاجز بينك وبين الحياة التي ترغبين فيها، فأنت تحتاجين إلى الكشف عن الوعود الخفية التي عقدتِها مع والدتك وتعوق تقدمك، كحث الأم للابنة على أن تكون سعيدة، لكن ليست أسعد منها، أو حثها على كسب كثير من المال للاهتمام بها.
الفكرة من كتاب الجوع إلى الأمومة: في سبل معالجة الفقدان والتعافي منه
كيف يمكن وصف الشعور بالرغبة في شيء ما أو شخص ما لتسكين الشعور بالوحدة؟ وكيف يمكن التخفّف من عبء حزن عميق غير ظاهر يصعب الاعتراف به؟
يمكن وصف هذا الشعور بمصطلح «الجوع إلى الأمومة»، مصطلح صاغته الكاتبة لتعبر عن فقد النساء لحب أمهاتهن، فيكبرن يبحثن عن نوع معين من الحب، حب غير مشروط، مراعٍ، آمن، ملهم، وهو الحب الذي يحتاج إليه الإنسان لينطلق بقوة في الحياة، ونتيجة لهذا الفقد يشعرن بفراغ داخلي يبحثن عما يملَؤُه، فتوضح الكاتبة منشأ هذا الفقد وعلاقته بالتعلق بالأم في الطفولة، كما تُرشِد إلى كيفية تعويض هذا الفقد والتعافي منه.
مؤلف كتاب الجوع إلى الأمومة: في سبل معالجة الفقدان والتعافي منه
كيلي ماكدانيال: مستشارة مهنية متخصصة في علاج إدمان العلاقات والتعلق غير الآمن والحرمان من حب الأم لدى النساء، حصلت على درجتَي ماجستير إحداهما في الأدب الإنجليزي من جامعة جورج تاون، والأخرى في الإرشاد من جامعة سانت ماري، ولديها كتاب آخر بعنوان: «Ready to Heal: Breaking Free of Addictive Relationships»
معلومات عن المترجم:
منير عليمي: شاعر ومترجم تونسي، ومدير النّشر في مؤسسة صفحة سبعة للنّشر والتوزيع، ومترجم في دار «ملهمون»، ومؤسس لملتقى دراسات الترجمة، نال جائزة «أيام قرطاج الشعرية» على المجموعة الشعرية «مقبرة على قيد الحياة»، وترجم أعمالًا عديدة منها: «عزلة صاخبة جدًّا»، و«سجن بلا سقف».