التسويق والإبداع
التسويق والإبداع
يُطلق على العصر الحالي “عصر الإبداع”، لذلك تُولي جميع الشركات مفهوم الإبداع اهتمامًا كبيرًا، وتجعله على رأس أولوياتها لتحقيق أهدافها الاستراتيجية التي تسعى إليها، لما له من ميزة تنافسية تستخدمها الشركات في مواجهة منافسيها في السوق، وكثير من الناس لا يُميزون بين مفهوم الإبداع ومفاهيم أخرى كالابتكار والتحسين، فالإبداع هو القيام بالأنشطة والأعمال بطريقة مختلفة بالكليّة عما هي عليه عند المنافسين الآخرين، بهدف تحقيق مكاسب تجارية لكل من الزبون والشركة، ومن ثم يتمثل الإبداع في تحقيق قيمة مضافة للمشتري أو البائع مقارنة بالبدائل والخيارات الموجودة عند المنافسين، وبناءً على ذلك يُعد الإبداع وثيق الصلة بالميزة التنافسية التي تسعى إليها الشركة، ويمكن أن يتحقق الإبداع باكتشاف منتج جديد، أو الدخول في أسواق جديدة، كما يمكن أن يكون تكنولوجيًّا أو اقتصاديًّا أو حتى اجتماعيًّا من خلال إقامة العلاقات الخارجية.
ويُعد الإبداع مهمًّا للشركات ورجال التسويق على حدٍّ سواء، لأنه يلعب دورًا رئيسًا في دورة حياة المنتج بداية من تقديم المنتج للزبون، ومرورًا بإطالة عُمر المنتج في السوق، وانتهاءً بالحفاظ على استمرار الطلب عليه، كما يُتيح للشركات الحصول على حصة سوقية كُبرى وتحقيق أرباح أعلى، هذا إلى جانب الدخول إلى أسواق جديدة لم تدخلها من قبل، وينقسم “الإبداع” إلى ثلاثة أنواع، النوع الأول: “الإبداع المُعرقل” الذي يواجه ضعف أداء السوق ودخوله في حالة من الركود، ما يعوق تحقيق أهداف الشركة، النوع الثاني: “الإبداع المتقطِّع” الذي يعمل على نقل الشركة إلى مكانة أعلى تجعلها من بين المنافسين الكبار، النوع الثالث: “الإبداع المُتزايد” الذي يقوم على التحسين والتطوير المستمر للمنتج خطوة بخطوة عبر الزمن.
وتطبيقًا على ذلك، استطاعت شركة “تويوتا” لصناعة السيارات أن تجمع بين تحقيق الميزة التنافسية والإبداع معًا، ما دفع كثيرًا من الشركات إلى تقليدها، وكان تميُّز شركة “تويوتا” راجعًا إلى استراتيجيتها التنافسية التي قامت على صناعة سيارات وعُرفت باسم “السيارات الهجينة” الصديقة للبيئة، التي تعمل على تقليل نسبة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، وقد بدأت الفكرة في هذا النوع من السيارات الصديقة للبيئة في أواخر القرن العشرين، وظهرت في السوق في عام 2000م وأصدرت الشركة منها أجيالًا عدة ذات مواصفات متطورة على مدار السنين اللاحقة، وبهذه السيارات استطاعت “تويوتا” أن تتجاوز شركة “فورد” للسيارات وتحتل المرتبة الثانية عالميًّا في صناعة السيارت، كما حققت من ورائها أرباحًا طائلة، وسر ذلك يكمن في نظام إنتاج “تويوتا” الذي يقوم على خمسة مجالات رئيسة، وهي: التكلفة الأقل، والجودة الأعلى، والتسليم في الوقت المتفق عليه، والأمان في استخدام المنتج، ورفع الروح المعنوية.
الفكرة من كتاب قضايا معاصرة في التسويق
يستعرض الكاتب مجموعة من القضايا الخاصة بالتسويق، ويُبين أنه في ظل المنافسة الشديدة بين الشركات يتعين على كل شركة أن تعمل على التفرُّد من خلال التسويق بالعلاقات بجعل علاقتها بالزبون لا تتوقف عند مرحلة الشراء، وأن على الشركة أيضًا أن تحقق ميزة تنافسية تجمع بين الإبداع والاستدامة، كما يوضح أنه بات من الهام أن تعتنق الشركات مفهوم التسويق الأخضر بإيجاد منتجات وسلع صديقة للبيئة يمكن إعادة استخدامها وتدويرها.
مؤلف كتاب قضايا معاصرة في التسويق
ثامر البكري: هو أستاذ دكتور حاصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة بغداد، وحصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، وكذلك درجة الدكتوراه من الجامعة نفسها في فلسفة إدارة الأعمال، من كتبه:
إدارة التسويق.
استراتيجيات التسويق الأخضر.
تسويق الخدمات المالية.
تسويق الخدمات الصحية.
التسويق والمسؤولية الاجتماعية.
بحوث التسويق.. أسس وحالات.