الانتباه الجمعي
الانتباه الجمعي
اهتم العلماء سنة 2016م بإجراء دراسة تجيب عن التساؤلات الواردة بشأن تقلص الانتباه الجمعي الذي يحدث خلال عصر التكنولوجيا، وهل كانت البداية مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، أم إن تدهور الانتباه يحدث مع كل عقد جديد، بدأت الأبحاث بتحليل البيانات الخاصة بموقع تويتر بمعرفة الوقت الذي ينفقه الناس في الحديث عن موضوع ما، فوجدوا أنه خلال عام 2013م كان الموضوع الواحد يبقى ضمن الموضوعات الخمسة الأكثر مناقشة مدة 17.5 ساعة، وفي عام 2016 وصلت المدة إلى 11.9 ساعة
مما يعني أن معدل تركيزنا على موضوع واحد يقل بمعدل متسارع، انطلق العلماء بعد هذا الاستنتاج لاكتشاف بداية هذا التدهور في التركيز باستخدام موقع “Google بوكس” لتحليل الكتب المكتوبة منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر حتى وقتنا، وذلك لمعرفة الوقت الذي كان يستغرقه الأشخاص وقتها في إقامة مناقشات حول موضوع كتاب ثم الانتقال إلى آخر، والمدهش أنهم اكتشفوا أن الخط البياني الذي توصلوا إليه مشابه للخط البياني لدراسة تويتر، مما يعني أنه لأكثر من مئة وثلاثين سنة تظهر الموضوعات وتختفي بسرعة بشكل مُتزايد، وهذا التسارع كان يسير ببطء خلال الأزمة الماضية، ولكن بحلول الإنترنت صار هذا الميل إلى التسارع أكبر.
دفع هذا العلماء إلى استكمال دراستهم لاكتشاف العامل المُسبب للتغيير، فأنشؤوا نموذجًا رياضيًّا مُعقدًا يُبين أثر البيانات في تراجع الانتباه الجمعي، ووجدوا أنه كلما زادت المعلومات التي يتعرض لها الناس تناقص زمن التركيز على أي جزء من أجزاء تلك المعلومات، فالمعلومات هي المُسبب للشعور بأن العالم كله في تسارع، والتسارع رغم أنه يُقلل من قدرتنا على التركيز فإنه يُشعرنا بالسرور، فنحن نستطيع العثور على أي شيء يخص موضوعًا ما، ونتوهم أن هذا يحدث دون تكلفة، والحقيقة أننا ندفع تكلفة غالية وهي فقدان القدرة على التعمق الذي يستدعي تفكيرًا وتأملًا، كما صرنا نلجأ إلى اختيار الأمور السهلة كأن نتصفح الهاتف، بدلًا من إنجاز الأمور المهمة لنا!
الفكرة من كتاب تركيزنا المسلوب.. لماذا صرنا نعاني مشكلة قلة الانتباه؟
يعتقد أغلبنا أن مشكلة قلة الانتباه بدأت مع ظهور شركات التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، وأن استعادة انتباهنا مشكلة فردية علينا التغلب عليها بالبحث في الكتب التي تتناول موضوعات تحسين التركيز وتقوية الإرادة، والحقيقة أن لهذه المشكلة جذورًا عميقة ينبغي معرفتها حتى نتمكن من إيجاد حل يدوم على المدى البعيد، ولهذا بدأ الكاتب رحلته في هذا الكتاب لتعريفنا القوى العميقة التي تعمل على الإضرار بانتباهنا، وذكر الحلول الفردية والمجتمعية التي تساعد على حلها.
مؤلف كتاب تركيزنا المسلوب.. لماذا صرنا نعاني مشكلة قلة الانتباه؟
يوهان هاري: صحفي وكاتب بريطاني سويسري، كتب لعديد من الجرائد والصحف العالمية مثل: “نيويورك تايمز” و”لوس أنجلوس تايمز”، ويتحدَّث بصورة منتظمة في أشهر البرامج الحوارية، كما حصل على عديد من الجوائز مثل: “صحفي الجريدة لمدة عامين من منظمة Amnesty”، ولديه عديد من الكتب التي تدور حول موضوعات الاكتئاب، والحرب على المخدرات، والنظام الملكي، وقدم أيضًا عديدًا من المحادثات حول مواضيع الإدمان، والاكتئاب والقلق على منصة TED. حققت أعماله أفضل المبيعات على مستوى العالم
وترجمت كتبه إلى ثمانٍ وثلاثين لغة، كما تحول كتابه الأول “ملاحقة الصرخة” إلى فيلم رُشح لجائزة الأوسكار، ووُضع كتابه الثاني “إخفاق التواصل” على قائمتي ساندي تايمز ونيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعًا، بالإضافة إلى تقديمه لقاء عن الإدمان والاكتئاب في TED Talks، شُوهد أكثر من 80 مليون مرة.
معلومات عن المترجم:
الحارث النبهان: مترجم سوري مقيم في بلغاريا، حاز إجازة جامعية في الهندسة الميكانيكية من جامعة دمشق، كانت بدايات عمله في الترجمة في سنة 1991، ترجم عديدًا من الكتب الإنجليزية المشهورة مثل: كتاب “فن اللامبالاة” لمارك مانسون، ورواية “1984” لجورج أورويل، وكتاب “سنة 501 الغزو مستمر” لنعوم تشومسكي.