الاستدانة في عصر الرخاء
الاستدانة في عصر الرخاء
يخبرنا الكاتب أن عصر إسماعيل باشا كان امتدادًا لعصر سلفه، حيث اتصف بتبديد الموارد الذاتية والسقوط في مستنقع الديون، ورغم أن إسماعيل باشا قد ورث تركة ثقيلة من سلفه سعيد باشا، فإنه كان بإمكانه تلافي كل هذه الأخطاء ولكنه لم يفعل، ويرجع سبب ذلك إلى:
صفات إسماعيل الشخصية من ميل طبيعي للبذخ والعمل على كسب رضا الأوروبيين، ومحاولة جعل مصر “قطعة من أوروبا”.
الفارق الكبير بين الزيادة في ديون مصر وبين ما تم إنفاقه على عملية التنمية لم يستلمه إسماعيل أصلًا بعد خصم مختلف أنواع السمسرة والعمولات.
حاجة أوروبا إلى الإقراض بسبب تزايد أهمية التجارة الخارجية أولًا، وأهمية منطقة الشرق الأوسط ثانيًا.
الزيادة الكبيرة فى حجم رؤوس الأموال الجاهزة للإقراض ونمو المؤسسات المصرفية الأوروبية التي وجهت المدخرات للاستثمار في الخارج.
التنافس بين الدول الأوروبية على كسب موضع قدم لها فيما وراء البحر ودعم وجودها السياسي والاقتصادي.
أما محاولة إسماعيل الأخيرة لاستعادة سيطرته، فقد كلفته عرشه، فعندما حاول أن يطبق مشروعه الخاص للإصلاح المالي أرسلت الحكومتان البريطانية والفرنسية مذكرتين متطابقتين تُحملان الخديوي مسئولية ما صنع، وتعتبر محاولته للتصرف في شئون الدين المصري وفق تصوره الخاص من قبيل الاعتداء المباشر والصريح على الاتفاقات الدولية، وسرعان ما سعت الحكومتان لدى الباب العالي العزلة، وهو ما تم بالفعل في ۲۹ یونیو ۱۸۷۹م.
الفكرة من كتاب قصة الاقتصاد المصري
يناقش الدكتور جلال أمين في هذا الكتاب تطور الاقتصاد المصري على مدى القرنين الماضيين، بدايةً من حكم محمد علي وحتى نهاية حكم مبارك، فالكتاب يستعرض الحقب الزمنية مقسمة تاريخيًّا وفق ولاية الحكام، فهو يعدُّ دراسة تاريخية مع التوثيق، مما يجعل منه مرجعًا لفهم درامية الاقتصاد المصري، وما مر به من عوامل الغباء الإداري والتآمر الاقتصادي للحد من نمو دولة لها العديد من الإمكانيات الكافية لتحقيق ذاتها.
مؤلف كتاب قصة الاقتصاد المصري
جلال الدين أحمد أمين، عالم اقتصاد وأكاديمي وكاتب مصري، ولد عام 1935، وتخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1955. حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة لندن، وشغل منصب أستاذ الاقتصاد بكلية الحقوق بجامعة عين شمس، كما عمل أستاذًا زائرًا للاقتصاد في جامعة كاليفورنيا، وأستاذًا للاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة حتى وفاته 25 سبتمبر 2018.له العديد من الكتب والمؤلفات أكثرها شهرة «ماذا حدث للمصريين؟» والذي شرح فيه التغير الاجتماعي والثقافي في حياة المصريين خلال الفترة من 1945 إلى 1995.