الاستثمار من قبّعات ماو إلى الأسواق
الاستثمار من قبّعات ماو إلى الأسواق
إن أول منشأة تجارية تم تداول أسهمها قد تأسست في شنغهاي عام 1882، وقد أسس رجال الأعمال الغربيون رابطة شنغهاي لسماسرة الأسهم، وكانت بذلك أول سوق لتداول الأوراق المالية في الصين، ووصلت الاستثمارات فيها إلى الذروة حتى أطلق على شنغهاي “باريس الشرق”، لكن بحلول عام 1937 ومع القصف والاحتلال الياباني للصين، كُتبت نهاية هذه السوق، وبعد سيطرة الحزب الشيوعي على الصين وفي ظل الفوضى، باءت جميع محاولات إنشاء أسواق مالية صغيرة لمدة ثلاثة عقود بسبب العمل الجماعي المبني على الشمولية والتحكم الاقتصادي والملكية العائدة إلى دولة الزعيم ماو، وأصبحت الصين معزولة عن العالم، تزداد فقرًا فوق فقرٍ، إلى أن جاء الزعيم “دينج” الذي كان جنرالًا في الجيش الأحمر الصيني وقاد الإصلاح الصيني، إذ أيقن دينج أن الشيوعية تتهاوى وتنهار في جميع أنحاء العالم، كما رأي الرخاء والرفاهية التي تنعم بها الدول المعروفة “بالنمور الآسيوية”، فقال مقولته الشهيرة: “لا يهم لون الهِرّ إن كان أسود أو أبيض طالما ظل يصطاد الفئران”، فالهر هو الإقرار بالمنافسة الرأسمالية، وطريدته الرخاء.
بعد هذا القرار أصبح هناك كم عظيم من المبادلات التجارية في كل شيء عدا قبّعات ماو القديمة، وفي عام 1988 تم اختيار مدينة شينزن لتكون أول “منطقة اقتصادية خاصة” إذ تحولت المدينة في سنوات معدودة إلى مدينة تنعم بالرخاء، وباع مصرفها قرابة 500 ألف سهم، واستطاع أن يحصل في المقابل على الدولارات الأمريكية ودولارات هونغ كونغ، كما فتحت شنغهاي سوقها عام 1990 وكانت أنشطة التعامل تتم فيها وفق أحدث أساليب التقانة، وحتى عام 2002 كانت 75% من الأسهم مملوكة للدولة، لكن بعد دخول الصين منظمة التجارة العالمية، أصبحت الدولة تمتلك أقل من 50% من الأسهم بحلول عام 2006، إذ أن قرار الحكومة الصينية يهدف إلى تعويم جميع الأسهم لتكون قابلة للتداول، وخلال عقد ونصف تطورت بورصتا شينزن وشنغهاي، وأصبحت العديد من الشركات الضخمة المملوكة من الدولة مدرجة في سوق شنغهاي، كما أصبحت بورصة شينزن تضم بين جنباتها الشركات المصدِّرة للبضائع، والشركات المبتدئة.
الفكرة من كتاب مارد في الصين
ما زالت الصين منذ ثلاثة عقود مضت البلد الأسرع نموًّا في العالم بمعدل من الادخارات والاستثمار فاق نسبة 35%، واحتياطيات من النقد الأجنبي هي الأعلى في العالم، ومن ثمَّ يمكن القول إن الصين أصبحت راسخة القدم، ومؤهلة لأن تكون أهم دولة في مستقبل الجنس البشري، فكما كان القرن التاسع عشر قرن إنجلترا، والقرن العشرين كان ملكًا للولايات المتحدة الأمريكية، فإن القرن الحادي والعشرين من نصيب الصين لتضع قواعد اللعبة في العالم وتنفرد بالسيطرة، إذ بالنظر إلى الصين في العصر الحالي، يمكن أن نرى مُتسعًا فسيحًا من النمو أمام صناعتها، يشمل ذلك التقانة والطاقة والكهرباء، والسياحة، والتعليم، والصحة، والزراعة، والبنية التحتية، ولكي تجد الطريق كما وجده الصينيون، فكل ما عليك فعله، هو الأخذ بالمثل الصيني القائل: “إذا أردت معرفة الطريق أمامك، فما عليك سوى سؤال الذين سبق أن قطعوه من قبل”، وهذا ما يفعله المؤلف في هذا الكتاب.
مؤلف كتاب مارد في الصين
جيم روجرز، رجل أعمال أمريكي، وعضو مؤسس في شركة Quantum بصحبة رجل الأعمال الشهير جورج سوروس، كما أنه خبير اقتصادي ومستثمر مميز، فاجأ الجميع بتقاعده في سن السابعة والثلاثين، ومنذ ذلك الوقت قضى بعض وقته أستاذًا للتمويل في كلية الأعمال في جامعة كولومبيا، ومن كتبه:
السلع الأكثر تداولًا.
الرأسمالي المغامر.
سائق عجلة الاستثمار.
معلومات عن المترجم:
أيمن طباع، مترجم سعودي، من ترجماته:
مارد في الصين.
تعلم المحتوى: التعليم الاستراتيجي لتعلم استراتيجي.