الأمية التربوية
الأمية التربوية
لا يقترن الإنجاب بقدرة الشخص على التربية، فالتربية فن له قواعده وأصوله، ويجب تعلُّمه قبل الزواج، وأغلب فساد الأبناء نتاج الأمية التربوية لدى الأبوين، والسؤال هنا: كيف سيتشرَّب الولد معاني الدين ويحمل هم عقيدته، والمسؤول عن تربيته يجهل أبجديات التربية؟!
والأمية التربوية درجات؛ أولاها سياسة الأسلوب الواحد، وهو وضع الأبوين أسلوبًا وطريقة محددة لتربية كل الأبناء، وتغافل الحقيقة الإلهية وهي اختلاف نفوس البشر وعقولهم وأيضًا اختلاف وجوههم، وفي هذا الاختلاف فوائد كثيرة، لهذا فإن ما يصلح في التعامل مع أحد الأبناء، قد لا يصلح في التعامل مع أخيه، وتتمثَّل الدرجة الثانية في استخدام الأبوين لأسلوب “سأربِّيه كما رباني أبي”، فحتى لو كانت أساليب الآباء والأمهات جيدة، فما مضمون نجاح تلك الأساليب مع هذا الابن في ذلك العصر المتطور؟
أما الدرجة الثالثة فتتمثل في الصفر التربوي، وهذا أسلوب الغافل تمامًا عن شيء يسمى التربية، ويتجه كل نظره إلى نمو الطفل، فالآن يحبو، والآن يتكلم، لذا فليس كل من أنجب أصبح مربِّيًا، لكن الأصل هو تشبُّع الوالدين بخلفية ولو بسيطة عن عملية التربية بجوانبها الإيمانية والخلقية، والنفسية والجنسية، ومعرفة الخصائص العمرية لكل سن، وهذا الجهد التربوي لا يتحمَّله أي إنسان، فهو تعامل في عالم الإنسان، الذي يحتوي العديد من المتغيرات، فكيف يمكن إذن التعامل مع كل ذلك بالأساليب البدائية؟
وللأسف فإن أغلب المتزوجين لا يقرؤون في التربية إلا بعد إنجابهم بسنوات، وهذا خطأ كبير، فكيف يمكن إذن التعامل مع تلك النفس البشرية الجديدة؟ لذا من الضروري مطالعة الوالدين في كتب التربية، والاستعانة بمستشار تربوي ذي ثقة يساعدهم على حل مشكلات الأبناء، وتنشئتهم تنشئة صالحة سوية، وإلا فمع تلك الأمية ستخرج الأجيال مشوَّهة نفسيًّا تعاني وتنحرف في كل مظاهر الحياة، وهناك فرق بين الرعاية والتربية، فالرعاية هي توفير المأكل والملبس والمشرب، أما التربية فهي تعديل السلوك، والغرض المنشود هو تعديل السلوك وتقويم الأبناء، ولا يتم ذلك إلا بحصيلة معلوماتية عن التربية.
الفكرة من كتاب أبناء الملتزمين
مع بداية انتشار الوعي، وعزم جيل الصحوة على الزواج، ظنَّ الجميع أنهم سيخرجون جيلًا ينصر الأمة الإسلامية، لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، وأخرجوا جيلًا غير متوقع، إلا من رحم الله، ومن هنا يتحدث الكاتب عن بعض الأخطاء التربوية التي يقع فيها الملتزمون عندما يظنُّون أنهم هكذا يربون أبناءهم على الالتزام، ويصحِّح بعض الخبرات التربوية الخاطئة، ويشرح الفرق بين الهداية الفطرية والإرشادية والتوفيقية، وكيفية تقويم السلوكيات وزرع أرض تربوية أساسها المحبة بين الوالدين والأبناء.
مؤلف كتاب أبناء الملتزمين
عبد الرحمن ضاحي: كاتب صحفي ومدوِّن مصري، مهتم بقضايا التربية وكيف نربي النشء تربية صحيحة.
له العديد من المؤلفات والكتب منها:
– إنسان صح.
– حلم البراءة: مالكوم إكس عطاؤه الفكري ومنهجه الإصلاحي.