الأحمري بين أحوال المسلمين في أمريكا وانتشار الإسلام
الأحمري بين أحوال المسلمين في أمريكا وانتشار الإسلام
عندما وصل الأحمري إلى أرض شيكاغو، وجد مؤتمرًا للمسلمين بمنطقة “روزمونت” لاحظ فيه قلة ظهور الملابس البيضاء الإسلامية المنتشرة بالهند والباكستان ربما لحساسية الأجواء آنذاك، كما لاحظ التزام المسلمات بحجابهن برغم هذه الفترة الصعبة، وتذكر لجوء النساء اليهوديات إلى حيلة بخصوص الحجاب، حيث قرَّرن لبس الباروكة كنوع من ستر الشعر المحرَّم ظهوره، وبالطبع هذا محرم عند المسلمين.
في فترة ما بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، انتشرت بعض الإحصائيات بأن إقبال الناس على الإسلام قد ازداد بشكل ملحوظ، وقد اتفق الكاتب مع ذلك، إذ نبهت الصدمة الناس للتعرف على الإسلام هذا الذي رأوه مصدر خطر، وبعدما عرفوه ورأوا حقيقته التي هي عكس ما يُشاع عنه تأثروا به، ولم ينسَ الكاتب دور بعض وسائل الإعلام المضلِّلة مثل محطة “فوكس نيوز” المملوكة للتاجر اليهودي الأسترالي “مردوخ”.
في رفوف قاعة المؤتمر، وجد الكاتب كتبًا باللغة العربية والإنجليزية والأردية، والتي يقوم بنشرها معهد الفكر الإسلامي في واشنطن، وهو المعهد الوحيد في الغرب كله الذي يهتم بنشر هذه الكتب آنذاك، كما وجد كتبًا قيِّمة اهتمَّت بأحوال المسلمين في هذه البلاد، وما لفت انتباهه هو كتاب لمقتدر خان يتحدث فيه عن تشتُّت المسلمين في الولايات المتحدة بين قضية فكرية تكمن في سؤال: “هل المسلمون في أمريكا مسلمون أمريكيون، أم أمريكيون مسلمون؟”، بمعنى أن الولاء الأول يكون لمن في ظل هذا الوضع الصعب للجالية المسلمة؟
الفكرة من كتاب أيام بين شيكاغو وباريس
في ثنايا الكتب وأدب الرحلات نرى البلاد بتفاصيلها وإن فصلتنا عنها الحدود والبحار، فنعلم أحوالها وألوانها وشوارعها لدرجة تجعلنا نصفها ونعيش أحداثها برغم المسافات، وهذا ما أراده “الأحمري” في كتابه هذا، ولكن ما سيُضفي قيمة إلى ذلك هو أنه جعلها في خضم أحداثٍ عصيبة على المستوى العالمي، وهي أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م، وفي هذه الأثناء يصف “الأحمري” رحلته في شيكاغو الأمريكية، ثم في باريس الفرنسية.
مؤلف كتاب أيام بين شيكاغو وباريس
محمد بن حامد الأحمري، هو كاتب ومفكر سعودي قطري، حصل على الماجستير والدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر لمنطقة شمال أفريقيا، كما شغل منصب رئيس التجمع الإسلامي لأمريكا الشمالية.
ومن أهم مؤلفاته: “الحرية والفن عند علي عزت بيجوفيتش”، و “ملامح المستقبل”، كما شارك في تأليف عدة كتب أهمها “العرب وإيران”.