احتياجات المراهقين

احتياجات المراهقين
أكثر المواقف التي تسبب صدامًا مع المراهقين تنبع من عدم تفهم الآباء لاحتياجات أبنائهم وعدم السعي إلى إشباعها، مما يجعل المراهق يعبر عنها بالضيق والألم والعدوان، ورفض المذاكرة، بل قد تصير الأمور إلى تعاطي المخدرات والاضطرابات العضوية والنفسية، على عكس حالة الاتزان النفسي والسعادة والإنتاج التي تأتي عند تفهم احتياجاتهم، لذا كيف تستطيع إشباع احتياجات ابنك المراهق؟

إليك الحاجة الأولى وهي الحب، يحتاج المراهق إلى أن يحبه الآخرون ويشعروه بقيمته، فيمكن للآباء والأمهات أن يعبروا عن حبهم لأبنائهم من خلال النظرة والبسمة والهدية والحِضن، وقضاء الوقت الممتع معهم، واللعب والتنزه والمزاح.
أما الحاجة الثانية فهي التقبل، إذ يبدأ المراهق بالشعور أن شكله أصبح غريبًا وأن تفكيره غير ناضج، وأن مشاعره ثائرة وثقته بنفسه مذبذبة، ويسعى إلى تحصيلها عن طريق تصفيف شعره واللبس بطريقة معينة، أو الانتماء إلى جماعة ما، ولذلك دور الأهل هنا هو تقبل أبنائهم أيًّا كانت خصائصهم الشكلية والجسمية والنفسية والعقلية والانفعالية والاجتماعية.
وثالث الاحتياجات للمراهقين هي التقدير من الوالدين، والمدرسين، والأصدقاء، والجنس الآخر، والمجتمع بصفة عامة، ويود المراهق أن ينتزع الاعتراف من الجميع بأنه أصبح رجلًا يتحمل المسؤولية، ودور الأهل هنا هو إشعاره بالتقدير والاحترام من خلال سماعه واحترام أفكاره ومشاعره، وإشعاره بقدرته على الإنجاز والاعتراف بإنجازاته أمام المجتمع، وذلك بالتعبير اللفظي، ويفضل كذلك أن يوجه الآباء أبناءهم إلى العمل خلال الإجازات.
ومن احتياجات المراهق أيضًا الخصوصية دون التعدي عليها باختراقها أو محاصرتها، حتى يتعلم احترام خصوصيات الآخرين، ومنحه مزيدًا من الثقة والتقدير والحرية والاستقلال، وفي الوقت نفسه إشعاره أنكم كتلة واحدة.
وحاجة الحفاظ على الحرية والاستقلالية تعزز شخصيته واعتماده على ذاته، وهنا على الأهل غرس قيمة مراقبة الله سبحانه وتعالى، وتوضيح مخاطر الحرية المنفلتة.
وكذلك الشعور بالأمن والاستقرار الذي يضمن له القدرة على التكيف مع المرحلة والواقع الذي يعيش فيه، وحاجة شعوره بالانتماء وأنه ليس وحيدًا بهذا العالم، مما يحميه من شعور الاغتراب والعزلة.
الفكرة من كتاب المراهقة وسنينها: برنامج عملي في فنون التعامل مع المراهقين ومهارات احتوائهم
غالبًا ما يواجه الآباء والأمهات مشكلات في التعامل مع سلوك أبنائهم المراهقين لدرجة قد تصل بهم إلى الصدام وبناء حواجز تحول بينهم، فتجد كل طرف يشتكي عدم تفهم الطرف الآخر، الآباء والأمهات يشتكون عناد أبنائهم وعدم طاعتهم لكلامهم وعصبيتهم المفرطة على أتفه الأسباب والرد بأسلوب غير لائق، أما الأبناء المراهقون فيشتكون أيضًا أن الآباء لا يستمعون لهم ولا يهتمون بمشكلاتهم النفسية ويتعاملون معهم على أنهم أطفال صِغار!
في حين أن حل هذه المشكلة بسيط ويكمن في وعي الآباء بطبيعة مرحلة المراهقة واحتياجاتها والتغيرات التي تطرأ خلالها، والابتعاد عن الأساليب الخطأ في التعامل، وبالخبرة والمعرفة سيصبح توجيههم لأبنائهم المراهقين أفضل، مما سيدفع المراهقين إلى تقديم أنفسهم لأهلهم بشكل أفضل، وهذا ما سنجده في الكتاب بشكل عملي وأسلوب سلس واضح.
مؤلف كتاب المراهقة وسنينها: برنامج عملي في فنون التعامل مع المراهقين ومهارات احتوائهم
مصطفى النجار: كاتب وباحث تربوي، واختصاصي تعديل السلوك، ألقى عديدًا من المحاضرات وقدم عديدًا من الدورات والندوات في مجال التربية، وشارك في المبادرة الثقافية مثل: تحدي القراءة للشباب والأطفال بالريف المصري.
له مؤلفات عدة، من أشهرها:
دليل الأسرة في مواجهة الإلحاد.
مراهقون بلا مشاكل: برامج عملية في علاج المشكلات المعاصرة للمراهقين.
كيف تربي أبناءك تربية نفسية سليمة؟
الأطفال المزعجون ومشكلاتهم.