اجعل النجاح عادة من عاداتك
اجعل النجاح عادة من عاداتك
تتكون الشخصية من مجموعة من العادات، وإذا أردنا أن نلخص شخصيتك نستطيع أن نقول هي مجموعة من العادات، والعادات هي فعل متكرر تقوم به غالبًا دون أن تشعر دوريًّا وبانتظام، فينتج عنه أن نكون فاعلين أو غير فاعلين.
وحتى نكون هذه العادات لا بد من توافر سببين وهما: أن لا يوجد ما يمنع (حرام، تقاليد..)، وأن نكرر الفعل، لكن اعلم أن من العادات ما هو حسن ومنها ما هو قبيح، فإذا أردت التخلص من العادات غير المرغوب فيها، لا بد من كسر الطوق من خلال السببين السابقين لتكون العادات، فعلى سبيل المثال، العادات التي تتكون بسبب عدم وجود مانع من الدين أو العادات والتقاليد، لا بد لكي نتخلص منها من إحياء تلك الموانع في نفوسنا، وأن نتوقف عن تكرار الأفعال المؤدية بالنهاية إلى تشكل هذه العادات.
وحتى تكتسب العادات لا بد من السلم الثلاثي (المعرفة، والمهارة، والإرادة)، والمعرفة مستمدة من الفقه، روي في الحديث: «الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا»، والمهارة لازمة، ومن أهم المهارات المطلوبة للنجاح مهارة التفكير السليم والخيال المبدع، فكم من فكرة صنعت نجاحًا.
الشيء الآخر الذي ذكرناه، لا بد من توافر الرغبة (الإرادة) الصادقة، فدون الإرادة لا معنى للمعرفة أو المهارة، وإليك هذا المثال العملي، هب أنك تريد التخلص من عادة سيئة مثل التدخين، فما الخطوات لذلك؟ الخطوة الأولى (المعرفة)، لا بد أن تعرف أن التدخين مضر بالصحة، الخطوة الثانية (المهارة والقدرة)، بأن تكتسب طرقًا ووسائل للاقتناع كأن تنجب طفلًا وتخاف عليه، الخطوة الثالثة (الرغبة والإرادة) بأن توقظ التقوى في قلبك وتعرف أنه حرام فتتوقف عن التدخين، وهذا لا يكون إلا بالمجاهدة، وهو ما عبر عنه أبو حامد الغزالي حين قال: لو أردنا قمع العادات بالكلية حتى لا يبقى لها أثر لم نقدر عليه أصلًا، ولو أردنا سلاستها وقودها بالرياضة والمجاهد قدرنا عليها).
أما اكتساب الأخلاق الحسنة فتارة تكون بالطبع والفطرة، وتارة يكون باعتياد الأفعال الجميلة، وتارة بمشاهدة أرباب الأفعال الجميلة ومصاحبتهم، وهم قرناء الخير وإخوان الصلاح.
الفكرة من كتاب متعة النجاح
إذا كان النجاح هو قاعدة السعادة، فلماذا يشتكي كثير من الناجحين أنهم ليسوا سعداء بالقدر الكافي؟! ولماذا نرى كثيرًا من المشاهير والناجحين ينهون حياتهم بالانتحار؟!
في هذا الكتاب سنعرف العلاقة بين السعادة والنجاح، وهل السعادة تنبع من الارتباط بالقيم والمبادئ، أم أننا نستطيع أن نكون سعداء ونستمتع بالنجاح بغض النظر عن الوسيلة التي حصلنا بها على هذا النجاح؟
مؤلف كتاب متعة النجاح
أكرم رضا: خبير أسري وتربوي، وباحث مفكر، ولد في محافظة القاهرة عام 1959م، ويعدُّ من أفضل استشاريي التنمية البشرية وتطوير الذات في الوطن العربي، حصل على الماجستير والدكتوراه في الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، كما حصل على دبلوم الإدارة التنفيذية “EMD” في الجامعة الأمريكية في القاهرة، له العديد من المؤلفات المختلفة التي تناولت موضوعات كثيرة مثل: “كيف تجاهدين نفسك وشيطانك؟”، و”كيف تحل مشكلاتك وتتخذ القرار الفعال؟”، و”الحلال الطيب حتى يستجاب الدعاء”، و”كيف تكونين مثقفة فكرًا وعملًا وسلوكًا؟”.