إدارة المشاعر والأفكار السلبية

إدارة المشاعر والأفكار السلبية
في أثناء تحولك من ردود أفعال سلوكياتك المدفوعة بالمعتقدات إلى سلوكيات قائمة على القيم، ستبدأ بملاحظة أفكارك السلبية التي تدور بين تنبئوات مبنية على أفكار الهجر والرفض والفشل أو ذكريات الخسائر والإخفاقات الماضية أو الأحكام السلبية على نفسك والآخرين، وهذه الأفكار حالما تأتي يصعب إيقافها بل إذا حاولت مقاومتها زاد عددها، وإذا حاولت أن تشتت انتباهك عن هذه الأفكار قد ينجح الأمر مؤقتًا ولكنها سرعان ما ستعود، الحل السليم هو تقبل هذه الأفكار والقيام بثلاث خطوات، أولها: مشاهدة أفكارك بتقنية اليقظة التي تناولناها سابقًا، والخطوة الثانية تسمية الأفكار وأن تدونها مثلًا في دفتر يومياتك، فتقول: “هذه فكرتي السلبية حسب المعتقد الأساسي كذا…”، وآخر خطوة هي التخلي عن أفكارك والتحرر منها، فتتخيل أن تترك أفكارك على لوحات الإعلانات أو كأنها بالونات تطلقها وتشاهدها تطير بعيدًا، واستمر في ذلك كلما عاودتك تلك الأفكار كي لا تعود ذات أثر بك، أما الأفكار الصعبة التي تقتحم عقلك وتعوقك عن التصرف وفقًا لقيمك، عليك كتابتها والنظر حولها، متى وكيف تظهر؟ وما تأثيرها بك؟ وما نحو ذلك.

ومع ذلك هناك ما يعرقل طريقك ويجعلك عالقًا، إنه صوت يعزز معتقداتك الأساسية من خلال تذكيرك بالماضي، وعندما يجد موقفًا تشعر به بالسوء حيال نفسك فلن يتوقف حتى يجعلك تشعر بأنك أسوأ! إنه النقد الداخلي، الذي يضخم كل خطأ ترتكبه حتى يمنعك من ارتكاب أخطاء جديدة، ولكن إذا كانت هذه الانتقادات قاسية لدرجة تجعلك تشعر بالسوء تجاه نفسك، فطريقة التعامل معها تكون بتعلم كيفية زرع التعاطف مع نفسك والإشفاق على ذاتك، ومن أسهل الطرق لفعل ذلك أن تتخيل نفسك طفلًا صغيرًا مجروحًا ترغب في مساعدته. ولكي تستطيع تجنب استمرار عواطفك المؤلمة وأفكارك السلبية، عليك ألا تفكر في التجربة المؤلمة نفسها مرارًا وتكرارًا، وأن تتقبل ما حدث، وأن تبتعد عن السلوك الذي تحركه العاطفة والذي يضر العلاقات.
الفكرة من كتاب الخوف من الهجر: طريقك للحصول على علاقة آمنة
هل تبحث عن علاقة تكون فيها حاضرًا دون أن تتحكم فيك مخاوفك، أو تجد نفسك تصارع شعور الخوف من الهجر؟ وهل تشعر بوجوب أن تكون كاملًا في علاقاتك وإلا سيتم رفضك؟ وهل تضطر لإخفاء نفسك الحقيقية، وتصاب بالذُّعر عندما لا تتلقى استجابة فورية لرسالة نصية أو بريد إلكتروني أو صوتي؟
مع هذا الكتاب قل وداعًا لتجنب العلاقات خشية أن تُترك في النهاية أو أن تكون في علاقة غير صحيّة خشية الوحدة، هنا ستتعلم من ألمك، وستضع التجارب المؤلمة في نطاقها الصحيح دون إلقاء اللوم على نفسك دائمًا ، وستبدأ في بناء العلاقات التي تريدها، وستتعامل مع مشاعرك المؤلمة وأفكارك السلبية.
مؤلف كتاب الخوف من الهجر: طريقك للحصول على علاقة آمنة
ريهام عصام الدين: اختصاصية مصرية في العلاج السلوكي المعرفي، والتقييم النفسي للأطفال، حصلت على الدكتوراه فى علم النفس من جامعة الإسكندرية، كما أنها استشارية فى الاضطرابات الشخصية واضطرابات المزاج، وعضوة الجمعية المصرية للمعالجين النفسيين، بالإضافة إلى ذلك فهي معالجة نفسية فى يونيسف مصر، ولدى وزارة التضامن، وفي مركز شازلونج. لها مؤلفات عدة، من أشهرها:
من الخوف إلى الحب: دليل حماية الأطفال من الاضطرابات النفسية.
زوجة رجل نرجسي: دليل عملي للتعامل مع العلاقات ذات الاتجاه الواحد.