أوَّل ما يحاسب به المرء يوم القيامة
أوَّل ما يحاسب به المرء يوم القيامة
يقول رسول الله ﷺ: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر”، وقد كان الصحابة لا يرون ترك أي عمل كفرًا إلا الصلاة، ولا يُقصد بالكفر هنا الكفر العقدي المخرج من الملة إلا إن كان تارك الصلاة منكرًا لها، أما إن كان مؤمنًا موحدًا وتركها في غير إنكار فهو كالكفار عذابًا في النار غير أنه لا يخلَّد فيها.
في الحديث الشريف يقول رسول الله ﷺ: “خمس صلوات افترضهن الله (عز وجل) من أحسن وضوءهن وصلاتهن لوقتهن وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له، ومن لم يفعل فليس له على الله عهد إن شاء غفر له وإن شاء عذَّبه”، ولذا كانت الصلاة أول ما يندم عليه أهل النار.
لذا كان من الضروري التنبُّه أنه لا يغني انخراط الناس في أعمال البر والخير وحتى الدعوة هنا وهناك عن تقصير في حق الصلاة، فما معنى أن تبني البيت دون عماد فيهوي على رأسك ولا ينبغي للمرء أن ينشغل بواجب عما هو أوجب، فضلًا عن سنة أو عادة حسنة!
ومما يبيِّن عظم وأهمية هذا الركن هو “صلاة الخوف”، فحتى حين الحرب والخوف لم تسقط الصلاة عن المؤمنين، وماذا يكون أكبر من الحرب ليدع لنا عذرًا لفواتها؟ فالصلاة لا تسقط إلا عن مجنون أو من هو في حالة إغماء وما يساويهما شرعًا، وفي أحرج صورها تُصلَّى ركعة واحدة بالإيماء ولا تخرج عن وقتها.
الفكرة من كتاب الدين هو الصلاة.. والسجود لله باب الفرج
“الله أكبر، فتخلصُ النفس من خوفها لتأمن بالله.. الله أكبر، فتخلص الروح من حزنها ووحشتها لتأنس بالله.. الله أكبر، فتتحرر النفس من ضعفها وعجزها لتتقوى بالله.. الله أكبر، أنت في حما الله عز وجل الآن، تستمد منه القوة والملاذ، والأنس والجمال والجلال والسلام، فتنطلق للحياة بنفس ثابتة مطمئنة”.
بين أيدينا رسالة يقدمها الكاتب في فريضة الصلاة، مستمدًّا مادتها من كتاب الله وسنة نبيِّه، لبيان مركزيتها الكبرى ومنزلتها عند الله (عز وجل)، وما كان عليه النبي ﷺ وصحابته من قيام بحقها، ولبيان ثقلها في ميزان العبد إذ يُناط بها مصيره ويلحق بها سائر عمله.
مؤلف كتاب الدين هو الصلاة.. والسجود لله باب الفرج
فريد الأنصاري: كاتب مغربي، ولد عام 1960 وتُوفِّي عام 2009، وقد حصل على الدكتوراه في أصول الفقه من جامعة الحسن الثاني في المغرب، وعرف بأسلوبه الأدبي المميز وانطلاقه من مركزية الوحي والسنة النبوية في طرحه.
له عدد من الروايات والدواوين الشعرية، وصدر له عدد من الكتب منها:
البيان الدعوي وظاهرة التضخُّم السياسي
جمالية الدين: معارج القلب إلى حياة الروح
سيماء المرأة في الإسلام بين النفس والصورة