أوراق التُّرُنجان والسعادة
أوراق التُّرُنجان والسعادة
لا يعرف أحد وصفة للسعادة، ففي لحظة التعاسة لن تنفع أطيب أنواع الرضا، وحتى ولو أثار الحزن شهية بعض النساء، فمن غير المحبَّب التهام الكثير من الطعام في أيام التعاسة، إذ إن الحزن يمنع الجسد من امتصاص المواد الغذائية، ولا يسمح سوى للدهون بالدخول إليه، وتتحوَّل أكثر الوجبات فائدة للجسم إلى بركان من السموم عندما تأكلها امرأة غامضة، ويكون الصيام الحل الأمثل أيام الحزن هو عادة صحية.
وهناك العديد من الطرق التي تواسي حزن المرء عن طريق التآلف الدائم والعشرة الطويلة مع الفاكهة والخضرة والأعشاب وعضلات الحيوانات البرية والأليفة، فتلك أطعمة خفيفة، ومع ذلك من الضروري تناولها بحذر، فأفضل الأدوية قد تحمل بداخلها السم لبعض الناس.
وإذا كان الحبيب بعيدًا، وكانت وطأة غيابه غير المرئية تسبِّب التعاسة، فمن الضروري تجربة هذه الوصفة، وهي قطف ثماني وعشرين ورقة نضرة من أوراق التُّرُنجان ووضعها في لتر من الماء، ثم تسخينها لدرجة حرارة عالية حتى تتحوَّل إلى سائل، وعند غليان الماء يقوم البخار بترطيب أطراف أصابع اليد، ولا تتم إضافة أي ذرة سكر، ومن ثم يتم شربه في كأس بيضاء، وإن لم يتم الشعور براحة معينة خلف عظام الصدر، يتم التسخين مرة أخرى، وإذا استمرَّ الشعور بالشوق إلى الحبيب بعد انقضاء وقت العصر، فهذا ينبئ على عدم عودة الحبيب أبدًا، أو أنه سيعود ذات عصر يومٍ ما، ولكنه سيرجع شخصًا مختلفًا بدرجة كبيرة عما كان من قبل!
الفكرة من كتاب وصفات لنساء حزينات
للطبخ معلمات بارعات فيه، لكن يطمح الكاتب هنا في البحث عن حلول لكآبة النساء من خلال كونه حارس الوصفات التي تعطِّر الخيالات والأحلام، فيضع لكل حالة شقاء وأسى وصفة شهية تساعدها على تخطِّي ذلك.
مؤلف كتاب وصفات لنساء حزينات
هيكتور آباد Héctor Abad: ولد في ميديلين 1958، وهو روائي وكاتب مقالات وصحفي ومحرِّر كولومبي، يعد آباد أحد أكثر كتاب “ما بعد الطفرة” موهبةً في أدب أمريكا اللاتينية، ويشتهر آباد برواياته الأكثر مبيعًا.
له العديد من المؤلفات، منها: Hides it”, “Narrow”, “Dawn of a husband”, “What was present”.