أهمية وضع الحدود

أهمية وضع الحدود
يظن كثير من الأشخاص أنه لا ينبغي وضع حدود بين الزوجين لأن وضعها يسبب هدم العلاقة، لكن على غير المُتوقع فغياب الحدود في العلاقة الزوجية يؤدي إلى استنزاف أحد الطرفين لحساب الآخر، ووصوله إلى مرحلة الاستياء وعدم الرضا، فيستمر في ادعاء أنه يَعيش حياة سعيدة هادئة، لكنه يتجاهل احتياجاته ورغباته، فالحدود تساعد على احترام كل طرف لاحتياجات الآخر، وتقلل من الصراعات والتوتر.

ويمكن تعريف الحدود بأنها خطوط غير مرئية ترسمها حول نفسك وممتلكاتك ووقتك لحمايتها من السيطرة أو التلاعب أو الاستغلال، وتنقسم الحدود الشخصية ثلاثة أنواع: النوع الأول «الحدود الجامدة أو الصارمة»، وهي حدود ضيقة تفتقر إلى المرونة، وتكمن مشكلتها في أن وضعها يعمل على إبعاد شريك الحياة، فمن يضعها يعاني خوفًا كبيرًا من الرفض والتعرض للأذى، لهذا يلجأ إلى وضع حدود كثيرة حول عواطفه، أما النوع الثاني فهو «الحدود المسامية»، وهي عكس الحدود الجامدة، فهي حدود فضفاضة، تسمح بالتفاعلات التي يرفضها الشخص، لكنه يفقد القدرة على قول “لا” خوفًا من الهجر، أما النوع الثالث فهو «الحدود الصحية»، وهي التي تسمح ببعض المرونة في العلاقة مع حماية الفرد من الاستغلال، ووضع الحدود الصحية يكون صعبًا حساسًا في الزواج، لكنه ضروري لإقامة علاقة صحية.
ولتسهيل عملية وضع الحدود يمكن اتباع بعض النصائح، أولًا: الوضوح والتحديد بشأن الأشياء المقبولة والأشياء المرفوضة، مع تجنب استعمال عبارات غامضة يمكن أن يُساء تفسيرها. ثانيًا: الاستعداد للتسوية، فلا نلجأ إلى وضع حدود جامدة غير مرنة، بل نتفاوض ونتنازل في بعض الأحيان لإيجاد حل وسط يناسب كلينا، ما دام هذا الحل لا يُخل بقيم الطرف الآخر ولا يتجاوز الحد الذي يُمكنه تحمله. ثالثًا: تقبل أن الحدود لا توضع مرة واحدة، بل هي عملية مستمرة تُراجع وتُعدل حسب الضرورة. وأخيرًا: الوضوح بشأن العواقب التي يجب تحملها إذا لم تُحترم الحدود وتُطبق عند اللزوم، فعدم متابعة العواقب يُظهر للشريك أننا لا نحترم حدودنا، فلماذا يفعل هو؟
الفكرة من كتاب لا لم نكن سعداء: أنماط تواصل سامة تهدم الزواج وتقتل العلاقات
هل تخيلت يومًا أن تكون السعادة التي تَشعر بها في حياتك الزوجية ما هي إلا خدعة تحاول بها الاستمرار في العلاقة خوفًا من الانفصال والبقاء وحيدًا، أو خوفًا من نظرة المجتمع، فتلجأ إلى تجاهل كثير من العلامات التي تُشير إلى وجود خلل في العلاقة تحتاج أنت وشريكك إلى التعامل معه؟
يضعك الكاتب أمام هذه المشكلة ويوضح السلوكيات والتصرفات التي تسبب التعاسة في الحياة الزوجية، وتؤدي إلى عَيْش كل شريك في فقاعته الخاصة بعيدًا عن الآخر مُدعيًا الرضا والسعادة للإبقاء على العلاقة.
مؤلف كتاب لا لم نكن سعداء: أنماط تواصل سامة تهدم الزواج وتقتل العلاقات
علي موسى: كاتب وخبير في العلاقات وتطوير الذات، حاصل على البكالوريوس في علوم الاتصال من كلية الإعلام جامعة القاهرة، ودبلومة الصحة النفسيَّة من جامعة عين شمس، وشهادات من غرفة التجارة الأمريكيَّة والاتحاد الدولي للمدربين في مجال التطوير والقيادة، بالإضافة إلى شهادات من الولايات المُتحدة الأمريكيَّة في مجال التدريب، قدم عديدًا من الاستشارات والمحاضرات في العلاقات الأسريَّة، وتطوير الذات داخل مصر وخارجها، كما نُشِرت له الأعمال التالية:
كتاب GPS: كيف تعيش سعيدًا بعد الزواج.
اكتفيت: لا مزيد من الوجع.. لا مزيد من الخذلان.
الزم حدودك: روشتة واقعية للتعافي من العلاقات المؤذية.