أنواع الذكاءات
أنواع الذكاءات
لقد اختلف العلماء في تعريف الذكاء فعرَّفه ألفريد بينيه بأنه “سلوك معقَّد التكوين ومتعدِّد المظاهر، يُفصِح عن نفسه في أربع قدرات عقلية، وهي: الفهم والابتكار والنقد والقدرة على التوجيه الهادف إلى السلوك”، ويرى تشارلز سبيرمان أن “الذكاء قدرة فطرية عامة تؤثر في أنواع النشاط العقلي جميعها مهما اختلف موضوع هذا النشاط وشكله”.
وكما اختلفوا في تعريف الذكاء فقد اختلفوا أيضًا في تعريف الموهبة، إذ ترى ليتا هولنجورث أن الموهوب هو “الذي يتعلَّم بقدرة وسرعة تفوق بقية الأطفال في المجالات كافَّة”، أما جوزيف رنزولي فقد حصر الموهبة في ثلاث صفات، وهي: الذكاء فوق المتوسِّط والمثابرة والإبداع، والذكاء لا ينحصر في شكل واحد، بل له أشكال متعدِّدة، وقد وصل العلماء إلى أنواع كثيرة جدًّا، فقد اقترح جاردنر عشرات من الذكاءات، منها: الذكاء اللغوي الذي يتميَّز صاحبه بوفرة مصطلحاته وحبِّه للقراءة وتعلُّم اللغات ومهارة إلقائه للشعر، والذكاء المنطقي الذي يتميَّز صاحبه بحبِّ الرياضيات والقدرة الرهيبة على التفكير والملاحظة، والذكاء البصري الذي يُسهِّل على صاحبه تذكُّر الوجوه والأمكنة، والذكاء الإيقاعي الذي يمتاز صاحبه بحب الاستماع للترتيل والأناشيد وتعجبه الأصوات الجميلة، والذكاء الاجتماعي الذي يُعدُّ صاحبه ماهرًا في عقد الصداقات ويعرف كيف يسعد الآخرين، كما يمتاز بالحسِّ الفكاهي، ولديه جاذبية عالية، ويمكنه التفاعل في العديد من الأنشطة، ويوجد كذلك الذكاء الذاتي والذكاء البيئي والذكاء الحركي وغيرهم، وجميع هذه الذكاءات تكتسب، فإذا وجد الشخص التشجيع والتوجيه المناسب سيكون من السهل عليه تطوير ذكاءاته إلى مستوى مرتفع، لا سيما الأطفال الذي يحتاجون إلى اكتشاف مهاراتهم وتدريبهم على العديد من المواهب.
فلكل إنسان ذكاؤه الخاص الذي يميِّزه، ولكن المهم هو أن يعرَّف الجميع نوع الذكاء الذي يتميَّزون به، يقول علي (رضي الله عنه): “قيمة كلِّ إنسان ما يُحسن”.
ونقطة التحوُّل لدى الإنسان تنبع من الإدراك، فعندما يُدرِك الإنسان أهميَّة ما يعمل سيبدأ فورًا بالانطلاق، والشخص الناجح هو الذي يحدِّد ما يريده، ولهذا لن تساعدك الظروف التي ولدت فيها بقدر ما ستساعد أنت نفسك! ولكي تساعد نفسك لا بد أن تعتقد عنها اعتقادات إيجابية، فالاعتقاد السلبي عن الذات يقيِّد الإنسان عن الحركة.
الفكرة من كتاب التفوُّق ليس حِكرًا على الأذكياء
إن تحقيق النجاح لا يقتصر على فئة بعينها، بل هو إرادة نابعة من داخل الإنسان، ولكن كيف يستطيع الإنسان استغلال مهاراته وتحقيق النجاحات؟ هذا ما يشرحه الكاتب لنا، لذا فإننا على موعد مع اكتشاف قدراتنا الذاتية والإحساس العالي بقيمة نفوسنا.
مؤلف كتاب التفوُّق ليس حِكرًا على الأذكياء
سعد سعود الكريباني: مؤسس ومدير عام “مركز تربية الموهبة للاستشارات التربوية والتدريب“، حاصل على بكالوريوس التربية في جامعة الكويت، وهو مدرِّس لمادة العلوم والأحياء للمرحلة الثانوية من 1992 حتى 2002 م، ومُعدُّ ومقدِّم برنامج “صناعة التفوُّق”.
من مؤلفاته: “كيف أصبحوا عظماء“، و”قصص أعجبت طلَّابي” .