أمثلة على الإبداع
أمثلة على الإبداع
من الأمثلة التي تشجِّع المرء على الانطلاق في آفاق الإبداع، وإدراك سعة الحياة، وصلتها بنا، وصلتنا بها، وبيان مهمتنا في العمل، وحمل مشعل الرسالة من أعمال السابقين: أعمال محمد الفاتح في فتح القسطنطينية وأسلافه، ومن ذلك ما فعله مراد الرابع حين استرجع بغداد من يد الصفويين، وهذا في الغزو، وفي مجال العلم لا حد للإبداع، وأمثال الشافعي والبخاري ومسلم وابن تيمية غير قلة في الأمة.
ولو أردت الكشف عن الإبداع في التأريخ للعلوم الإسلامية، لوجدت فؤاد سزكين حاضرًا بمجلداته في (تاريخ التراث العربي)، وسنان شيخ المهندسين في العصر العثماني، وذروة ما قام به تجده في مساجد السليمانية، وشهر زاد، والسليمية، وفي الخط لا بدَّ من ذكر ياقوت الأماسي الذي نفخ الروح في خط النسخ، وجعل منه صورة حية في يد الكاتب، وقد أرسى ياقوت قواعد فن الخط عند الأتراك، بترسيخه أصول ستة من أنماط الخط العربي المختلفة، أو ما يعرف اليوم بالأقلام الستة، وفي القرن الخامس عشر قام الشيخ أحمد حمد الله بكتابة الأنماط الستة، واضعًا لها قواعد على أسس محددة تتصل بنسب جسم الإنسان، وقواعد تشريحه.
وليس علينا قصر الجمال والإبداع على المسلم المتفق معنا في الوصف لكي نحتفي بإبداعه، بل علينا الاحتفاء بما يخدم توجهنا الحضاري، ويسهم في نشر عقيدتنا، ويساعدنا على غرس الأذواق المعتدلة والجماليات في نفوس الناس، فتتعدَّد بذلك عوامل التأثير التربوي في نفوس الناس.
الفكرة من كتاب صناعة الحياة
تعني نظرية صناعة الحياة أننا ننظر إلى إدارة الحياة على أنها (صنعة)، لها فنونها الخاصة، وتنميها الخبرة المكتسبة إذا تراكمت، وتستلزم مهارة، ونحن نريد تسيير الحياة في تيار واحد، ولجعل هذا التيار يصب في الوادي الإسلامي فعلينا معرفة خصائص البشر الفطرية وأسرار علاقاتهم، وهي في خلاصتها تنبيه على ضرورة إمساك الدعاة بمصادر القوة العلمية والمحركات العاطفية، والأمور المالية، فيخبرنا الكاتب عن مضمون هذه النظرية، وكيف نعد هؤلاء الصناع، وكيف نختارهم، وندربهم لرفع راية دينهم، مسترشدًا بالقوانين الثابتة في الكون وبأعمال السابقين.
ويخبرنا أنه من الممكن تقسيم الحياة لخططٍ متدرجة، فيكون الخط الأمامي لما يلهب مشاعر الناس، ويحركهم، يليه خط امتداد خلفي من صناع الحياة، ثم خط تركيز خلفي ثانٍ تمثله التربية الأسرية، وخط تطوير ثالث يمثله البناء التخصصي لصناع حياة جدد، فنكون بهذا علقنا الظاهرة الدعوية بالظواهر الكونية القدرية، كالولاء والقدر.
مؤلف كتاب صناعة الحياة
محمد أحمد الراشد: كاتب وداعية إسلامي، ولد في الثامن من يوليو، عام ألفٍ وتسعمائة وثمانية وثلاثين، درس في كلية الحقوق، وتتلمذ على يد الكثير من علماء بغداد، وهاجر بعد حرب الخليج الثانية إلى أوروبا، ويعتبر من أهم منظري ومؤلفي الحركة الإسلامية، فهو مؤلف العديد من الكتب التي تحاول أن تجمع روح الحركة مع العلم الإسلامي ونوع من الروحانيات وتأكيد الأخلاق الإسلامية، وكتبه خليط مميز من الأدب والفقه.
ومن مؤلفاته:
فقه الحياة.
آفاق الجمال.
سلطان الإيمان.
صراطنا المستقيم.