أصنام نُرضيها
أصنام نُرضيها
إنه لمن المؤسف أن تتحوَّل آراؤنا إلى حُلل نرتديها وفق أهواء ومزاج العامة سعيًا إلى نيل إعحابهم وإرضائهم، بل ونضحي بساعاتنا وأعمارنا بحثًا عما يجلب التصفيق والتمجيد وعن النظرة المملوءة انبهارًا ودهشة، لا للبحث عن الحق والتحلي به. يقول ناقد غربي: الإنجليز يعتقدون أن شكسبير أعظم أديب في الكون لا لأنه كذلك، بل لأن رؤوسهم تحتفظ بقدر كبير من نصوصه.
والكثير منا كذلك يرجع تمسكه برأيه ودفاعه عنه واستماتته عليه لا من باب أنه ينال به إعجاب الناس وحسب، بل لأنه لا يعلم غيره ولو علم رأيًا آخر لتبنَّاه وعدل عن رأيه الأول لأنه لم يتوصَّل إلى آرائه تلك بعد سعي وبحث وفهم وإنما هو تارة يتبنَّى ما يُعجب الناس وتارة يتبنَّى ما نشأ عليه وما تبنَّاه أسلافه وأجداده ومشايخه.
يبدو أن مردَّ ذلك عائد إلى انعدام معرفة بالنفس وصدق معها، فالصادق مع نفسه واضح صريح يعلم من حقيقة نفسه لم ذلك الرأي أو لم دافع عن تلك القضية، وأما المتلوِّن المداهن فقلما يمكث مع نفسه بل ينعدم جلوسه معها ومحاسبته لها لأنه إن فعل اتضح له زيف آرائه ومعتقداته ولم يعرف نفسه لكثرة تلوُّنها وتردُّدها بين الآراء والمعتقدات.
إن هدف نيل إعجاب الناس واستحسانهم قد يتردَّى بالمرء ويهوي به وهو لا يدري حتى يكاد يوقعه في السفه أو الكفر، ولقد مدَّ رجل لرجل اسمه يحيى صحيفة في مجلس أبي حنيفة وقال مستهزئًا: يا يحيى خذ الكتاب بقوة! فقال أبو حنيفة: يا هذا، لقد كفرت!
الفكرة من كتاب سوار أمي
مجموعة من الموضوعات الحياتية المتنوعة يرويها الكاتب من زاويته الخاصة ومن تجاربه الفريدة ليصوغ منها حكمًا ومواعظ رقيقة تدلف إلى القلب شيئًا فشيئًا حتى تستقر فيه، فليست تشبه تلك المواعظ الجامدة التي لا روح فيها، وإنما هي مصبوغة بصبغة الناصح الأمين والواعظ الصادق.
مؤلف كتاب سوار أمي
علي بن يحيى بن جابر الفيفي، كاتب، حصل على بكالوريوس في تخصص الدعوة، إلى جانب حصوله على درجة الماجستير في تخصص الدعوة والاحتساب.
ومن مؤلفاته:
لأنك الله.
يوسفيات.
الرجل النبيل.