أسوأ القادة
أسوأ القادة
كين شين هانغ، الرجل الذي وحَّد الممالك السبع المتحاربة في الصين بغزوها والسيطرة عليها جميعًا قبل 222 عامًا من الميلاد، وأرسى دعائم الحضارة والبنية التحتية للصين، لكنه حقَّق ذلك بالعنف واستعباد العامة في العمالة لبناء المشاريع الضخمة، وكان هدفه من كل ذلك هو البحث عن “إكسير الخلود”، فقد مهَّد الطرق كي يتمكَّن الناس من الانطلاق للبحث عن هذا الإكسير، وكان هوسه بالخلود على ما يبدو سببًا في مقتله بتناول نسبة كبيرة من الزئبق في العينات التي قام بتجريبها.
نيازوف، الذي حكم تركمانستان وفق أهوائه الشخصية تمامًا مدة عشرين عامًا، بنى لنفسه تمثالًا من الذهب، بقاعدة تتحرَّك لتواجه الشمس باستمرار، وألف كتابًا أسماه روح ناما، كتب فيه قصة حياته وبعض الأشعار والنصائح، وأصدر أمرًا بجعل قراءته شرطًا للحصول على شهادة قيادة السيارات، ثم أغلق المكتبات مقرِّرًا أن الناس لا يحتاجون إلى قراءة أي كتب سوى كتابه والقرآن الكريم، وانتهى بإعلان قراءة كتابه شرطًا أساسيًّا لدخول الجنة.
أما الملك مراد الرابع في الدولة العثمانية، فقد قيل إنه قتل ما يقرب من 25 ألف شخص خلال خمس سنوات من فترة حكمه، كان يقتل لأي سبب حتى إنه أصدر أمرًا بقتل كل من يشرب القهوة التي كان قد منع شربها، وقتل جميع إخوته حتى لا ينازعوه في الحكم، حتى إنه أمر بقتل أخيه الوحيد إبراهيم قبل وفاته بخمس دقائق، لكنه نجا بتدخُّل والدته، وكان سبب موته تشمع كبده لإفراطه في شرب الكحول.
عندما رأى الناس ما حدث من مساوئ الحكم الفردي واستبداد الحكام، رأوا أن ينتهجوا طريقًا آخر وهو الديمقراطية، وكان الناس يتحمَّسون لاعتقادهم أن معهم سلطة التغيير، لكن ما اكتشفناه أن الديمقراطية تتطلَّب مجهودًا ضخمًا من المسؤولين للحفاظ على ألا يلاحظ المواطنون حقيقة أنهم عبيد لها.
الفكرة من كتاب البشر.. موجز تاريخ الفشل وكيف أفسدنا كل شيء
“لقد وضعت كتابي هذا لأحكي فيه عن البشر وقدرتهم العجيبة على تخريب كل شيء، عن كل لحظة امتلأنا بها فخرًا لكوننا بشرًا أمام عمل فني لا يضاهى، أو إنجاز علمي تفوَّقنا به على أنفسنا، بينما الحسرة واليأس يملآن قلوبنا لأجل كل تلك الحروب والتلوث الذي لا يضاهيه شيء”.
يتحدث هذا الكتاب عن أخطاء البشر على مدى التاريخ، في كل المجالات؛ سواء البيئة والسياسة والحروب والتكنولوجيا، فقد كانت الأسباب التي جعلتنا قادرين على تحقيق أعظم الإنجازات من قدرة على التحليل والتخيُّل ورغبة في المعرفة، هي نفسها الأسباب التي أفسدنا بها كل شيء، فالبشر كانوا ولا يزالون يعانون قصر النظر، وعدم القدرة على التنبؤ الدقيق بمآلات أفعالهم، ومع التطور التكنولوجي الهائل الذي صحبه معدل تغير سريع للغاية في الأحداث، كان من الصعب مواجهة تلك المشكلة التي تفاقمت بالفعل، ففي عالم اليوم هناك شيء ما يحدث لأول مرة كل يوم.
مؤلف كتاب البشر.. موجز تاريخ الفشل وكيف أفسدنا كل شيء
توم فيليبس Tom phillips: صحفي ومؤلف، وهو محرِّر منظمة Full Fact، وهي مؤسسة خيرية مستقلة لمراجعة الحقائق في المملكة المتحدة، شغل سابقًا منصب مدير التحرير في BuzzFeed UK، كما عمل أيضًا مع MSN وMetro، وفي تطوير التلفزيون.
من كتبه ومؤلفاته:
الحقيقة.. لمحة مختصرة عن تاريخ الهراء.
البشر.. موجز تاريخ الفشل وكيف أفسدنا كل شيء.