أزمات داخل العلاقة
أزمات داخل العلاقة
والأنماط غير الآمنة تخلّف وراءها مجموعة من الأزمات مثل أزمة الثقة، فهي ضرورية للعلاقات الصحية ولحل الخلافات والتعامل مع التحديات وباب للمشاركة والانفتاح، تنبع من داخلنا ومن عدم الثقة بالنفس، فالقلِق يرى الآخرين غير مضمونين ومتقلبين، واللا مكترث يرفض الثقة ولا يريد الاعتماد على أحد، ولأهميتها يحتاج كل طرف إلى إعادة بنائها داخله وتعلم الثقة بالآخرين.
وتنشأ داخل الأنماط غير الآمنة أزمة في التواصل، فالقلِق خائف من الرفض في التواصل، فيبالغ في المدح، ويكون غير مباشر في رسائله يكتفي بالتلميحات، دراميًّا في تواصله، يبتلع الآخرين ويلغيهم، واللا مكترث لا يرى فائدة للاتصال ويتوقع الرفض ويصبح سلبيًّا في تواصله، ونحن في حاجة إلى التعبير عن أنفسنا والتواصل بفاعلية، وأن نفرق بين ما يحصل بسبب الآخرين وبسبب مخاوفنا ونمط تعلقنا.
كذلك تنشأ أزمة في الاهتمام والرعاية، نمتلك توقعات غير منطقية لما نطلبه من الآخرين ونصاب بالخذلان والتعاسة لواقع الاهتمام منهم، فاللا مكترث قلما يستجيب أو يهتم باحتياجات الآخر أو بتأثير أفعاله فيه، وهو في حاجة إلى رؤية أن ما يقدمه قليل، والقلِق اهتمامه مفرط يحاول به الإبقاء على الآخر وإرضاءه بكل الطرق بسبب خوفه من الرفض، ويحتاج إلى رؤية أن ما يقدمه مبالغ فيه.
الفكرة من كتاب أزمة تعلق: أنماط التعلق والعلاقات الحميمية
الإنسان كائن اجتماعي يتشكل ويتكون بوجود الآخرين والتفاعل معهم، ويمارس إنسانيته من خلالهم، فيعيش في العلاقات ويطورها ويعيد صياغتها وتشكله العلاقات وتطوره، وعلاقته بالأم هي الأهم؛ تصوغ داخلَه وترشده في بقية العلاقات، وفي العلاقات لا تسير الأمور دائمًا على ما يرام، فقد يكوّن الإنسان نمطًا آمنًا من العلاقات يساعده على الانطلاق والنجاح، وربما يكوّن نمطًا غير آمن يسبب له الخوف الذي يصاحبه في حياته وفي كل العلاقات.
ولأهمية العلاقات يقدم إلينا هذا الكتاب شرحًا وافيًا لنظرية أنماط التعلق وتأثير ذلك في العلاقات الحميمية، كما يساعدنا على فهم خريطة الحب التي صيغت داخلنا، ومعرفة طريقة العلاج من الأنماط والنماذج المعطوبة داخلنا.
مؤلف كتاب أزمة تعلق: أنماط التعلق والعلاقات الحميمية
ماهر عبد الحميد: تخرج في كلية الطب جامعة المنيا، استشاري الطب النفسي وحاصل على الزمالة العربية في الطب النفسي، اشتهر بكتاباته النفسية المبسطة على منصات التواصل الاجتماعي.