الانتباه والتركيز
الانتباه والتركيز
هناك العديد من المشتتات والعراقيل التي تُفقدنا تركيزنا، ولكن قبل معرفتها يجب علينا معرفة معنى الانتباه أو التركيز، فهناك نوعان أساسيان للانتباه، أولهما الانتباه الإرادي، وفيه تكون واعيًا للمشتتات من حولك، وترغب بالتركيز على ما تفعله، ويمكن التحكم به، فأنت من تحدد وتعي ما يسترعي انتباهك وتحاول تجاهله، ومثال على ذلك: عندما تذاكر في بيئة تحتوي على الكثير من الضوضاء، فأنت مدرك لتلك الضوضاء ولذا ستحاول الابتعاد عنها، أو وضع سماعات تفصلك عن البيئة المحيطة، ويمكن تقوية الانتباه الإرادي فهو مثل العضلة التي إن دربتها ستزيد قوتها، ومن ثم يمكنك تقوية وتطوير قدرتك على التركيز، والتغلب على الشرود، طالما كانت لديك الرغبة لذلك.
أما الانتباه غير الإرادي فهو على النقيض، لأنه شيء لا يمكنك التحكم به، فتخيل أنك تقرأ كتابًا، وفجأة سمعت طلقًا ناريًّا؛ فسرعان ما تفقد تركيزك، وتشعر بالتوتر، وتتساءل عما يحدث، وربما تستمر بالتفكير به، وتكون العودة لقراءة الكتاب أمرًا شاقًّا عليك، ورغم أن الانتباه غير الإرادي كانت له قيمة عظيمة في الماضي، فهو ما ساعد على بقاء أسلافنا عن طريق تحفزهم الدائم للحفاظ على حياتهم، فإننا نعيش حاليًّا في بيئة آمنة إلى حد كبير، ولكن نجد الانتباه غير الإرادي ما زال يسيطر على حياتنا، فعند إصدار هاتفك لأي رنة أو إشارة تجد نفسك تهرع لتفحصه، ومن ثم تفقد تركيزك، ولذا يخلق الانتباه غير الإرادي سلسلة من المشتتات، ولكن يمكنك التحكم به عن طريق تحكمك بالانتباه الإرادي.
الانتباه الإرادي ينقسم إلى نوعين وهما: الانتباه الواسع المدى، والانتباه القائم على التركيز، ويقعان كلاهما تحت سيطرتك، ولكن يجب معرفة الصعوبات التي تواجههما، فعند اللجوء للانتباه الواسع المدى قد تفقد بعض التفاصيل المهمة، ولكنه في المقابل يساعدك على تقييم الظروف بنظرة شاملة، بينما الانتباه القائم على التركيز يجعلك تركز على أمر بعينه، مما قد يفقدك التركيز على الصورة الكبرى، ولكنه يساعدك على تقدير الموقف، وتحديد أنسب الطرق للتعامل مع المشكلة، ولذا يجب أن يعملا بجانب بعضهما بعضًا.
الفكرة من كتاب فن التركيز والإنجاز
هل تجد أفكارك غير مرتبة؟ هل تواجه صعوبة في الانهماك في فعل أي نشاط؟ وهل يؤدي أبسط إزعاج لتشتيت انتباهك؟ إن كانت إجاباتك عن هذه الأسئلة بنعم، فأنت يا صديقي تعاني فقدان التركيز، ولكن لا داعي للهلع فهي مشكلة يعاني منها أغلب البشر، وبخاصة في الوقت الحالي وسط التفشي الكبير للعديد من المشتتات التي تهدد بفقدان تركيزنا، وتشتيت انتباهنا، والحياة عبارة عن صراع دائم مع نفسك لتحقق ما تريد، ولذا إن أردت إنجاز شيء ما، عليك أن تتعلم كيف تحافظ على تركيزك وانتباهك لأطول فترة ممكنة، وهذا الكتاب هو دليلك لترويض انتباهك كي تستطيع التركيز على ما تفعل، ويحتوي على عديد من الخطوات والقواعد البسيطة التي ستساعدك معرفتها على القضاء على فقدان التركيز.
مؤلف كتاب فن التركيز والإنجاز
ديمون زهاريادس : كاتب أمريكي وهو أحد أهم الكتاب الملهمين في مجال تطوير القدرات للأفراد، فهو خبير في تطوير القدرة الإنتاجية وتطوير الأعمال والذات، ويقدم استشارات لعدد من الشركات، ورغم كونه في الخمسينيات من عمره، فإن هذا لم يعقْه عن أن يكون منتجًا، فقط بدأ رحلة نجاحه بعد عدد من الإخفاقات المتتالية، ولديه موقع على الإنترنت يرشد فيه الناس إلى كيفية استثمار يومهم لإنجاز المزيد من الأعمال.
ومن أبرز مؤلفاته:
صباح استثنائي كل يوم
الأثر المذهل للعادات البسيطة.
الطريقة الأكثر فعالية لإنجاز المهام.
معلومات عن المترجمة:
د.سالي مجدي: كاتبة ومترجمة وطبيبة أسنان مصرية، من مواليد عام 1984، محافظة الجيزة، وتخرجت في كلية طب الفم والأسنان جامعة القاهرة عام 2006، ولها العديد من الأعمال المؤلفة، من أبرزها: “عصر ما قبل الهستيريا”، و”كوكب آمون”، و”ليلة مرعبة”، ويعد كتاب فن التركيز والإنجاز أول كتاب من ترجمتها.