لا تتبع شغفك!
لا تتبع شغفك!
تربينا منذ طفولتنا على الاحتفاء بالمغامرين الذين تركوا وظائفهم المستقرة واتبعوا شغفهم، وبنظرة واحدة على رفوف الكتب نجد عبارات مثل “اتبع شغفك” مسيطرةً على عناوين الكتب في مجالات عدة، وهذا يعد دلالة على كون الأجيال الحالية تعاني من معضلة الشغف المسبق في اختيار الوظيفة، فنحن ننتظر تلك الوظيفة التي تُشبع الشعور بالشغف والمغامرة، لكننا نشعر بالصدمة حين نتفاعل مع العالم الواقعي، ونجد أن السعادة الوظيفية ليست متعلقة بالشغف فقط، وقد بينت إحصائية حديثة أن معدل عدم الرضا الوظيفي ارتفع بشكل ملحوظ خلال الأعوام الماضية، وهو ما يدل على أن تجربة التخطيط الوظيفي المعتمدة على الشغف فاشلة.
وقد أوضحت عدة دراسات أن الشغف المسبق ليس عاملًا مهمًّا في اختيار مجال العمل، ولا ترتبط به السعادة الوظيفية، وكان منها دراسة تضمنت عينةُ البحثِ فيها موظفين من كل المجالات، واتضح من نتائجها أن الموظفين الإداريين كانوا أكثر سعادة وشغفًا بعملهم أكثر من المهن التي تتطلب شغفًا مسبقًا كالطب، وربطت هذه الدراسة بين طول مدة العمل والسعادة والشغف، إذ تبين أن الموظفين الذين قضوا وقتًا أطول في المهنة وأتقنوها كانوا أكثر شغفًا بها.
وفرضية الشغف التي يروجها الأشخاص مثل جوبز وكتب التنمية خطيرة، إذ تقنع الشباب بوجود عمل سحري عليهم إيجاده، وأن السعادة والنجاح لن يتحققا إلا فيه، وهو ما يسبب لهم التعاسة حين يكتشفون أن مهام المبتدئين في الوظائف المختلفة لن تتضمن تغيير العالم، وإنما طبع الأوراق على الأغلب.
الفكرة من كتاب جيدٌ إلى درجة أنهم لا يستطيعون تجاهلك: لماذا تهم المهارات أكثر من الشغف في سعيك للعمل الذي تحب؟
ارتفع معدل عدم الرضا الوظيفي بشكل لم نعهده من قبل، وبدأت رحلة البحث الوهمي عن السعادة الوظيفية التي رُبِطَت بالشغف المسبق، ومن لم يمتلكوا شغفًا مسبقًا فهم التعساء أصحاب الوظائف المكتبية، هكذا تُصَوِّر ثقافتنا الحالية عقلية الشغف، وفي هذا الكتاب نمر بمجموعة من القصص الواقعية للأشخاص الذين تمكنوا من جعل الشغف تابعًا لهم في خلق وظيفتهم المثالية، وليس قائدًا لسعيهم، ونعرف خلال هذه القصص قواعد تحقيق السعادة الوظيفية، ونؤكد أن الوظيفة المثالية تُصنَع ولا يُبحث عنها وتُنتَظر.
فما القواعد؟ وما بديل عقلية الشغف؟ وأخيرًا كيف نصنع الوظيفة المثالية؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة وغيرها.
مؤلف كتاب جيدٌ إلى درجة أنهم لا يستطيعون تجاهلك: لماذا تهم المهارات أكثر من الشغف في سعيك للعمل الذي تحب؟
كال نيوبرت: أستاذ مساعد في علوم الكمبيوتر في جامعة جورج تاون، وحاصل على الدكتوراه من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وله عدة مؤلفات، منها:
Deep Work
Digital Minimalism
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية للكتاب.