جهنم في نكتة!
جهنم في نكتة!
لا نسمع كلمة جهنم هذا الأيام إلا في نكتة، وقد تحولت في ذهن الرجل العصري إلى أسطورة مضحكة، وقد يتساءل: “كيف يعذبنا الإله الرحيم؟ إنه لا شك يخوفنا وسيفاجئنا يوم الحساب جميعًا بالدخول في الجنة”، ويخيل للسائل بأنه يقدر الله حق قدره، والحقيقة إنه يسيء للخالق.
وهنا يخبرنا الكاتب بأننا إذا اتفقنا أن هذه الدنيا التي نعيشها من خلق الله، فلا بدَّ أن نوافق جميعًا على أن الله يعذب، فلا شيء أصدق من العذاب، مَن الذي خلق الميكروب، والسم في الثعبان، ومن يفجر البركان؟! إنه ليس الشيطان ولكنه هو نفس الإله الرحيم الذي خلق الربيع وأودع الحب في القلوب، وقد وصف سبحانه نفسه في كتابه بأنه النافع والضار والمحيي والمميت.
لقد تيقنا من خبراتنا أن العذاب لا يتناقض مع الرحمة بل يكون أحيانًا هو عين الرحمة، وتكاد تكون القاعدة أن القلب لا يصحو إلا بالألم والنفس لا تستفيق إلا بالمعاناة، والحالات الفردية التي نعجز فيها عن رؤية الحكمة في العذاب يكون سببها ضعفنا البشري وجهلنا وليس أبدًا ظلم الله، ولكن بعد إصرار المتعامي على عماه وبعد أن فشلت الكتب والرسل في التماس مدخل للقلب، حينئذٍ تصبح جهنم هي الجراحة الوحيدة الممكنة لفتح العين وإشهاد الحواس، وهي بهذا المعنى عين رحمة الله.
الفكرة من كتاب الروح والجسد
يتحدث الدكتور مصطفى محمود في هذا الكتاب عن طرفين نقيضين يتصارعان، وبينهما يعيش الإنسان في مشقة وتعب، فيتناول الكاتب هذا الصراع من زوايا مختلفة، إذ يناقش عدة قضايا منها: “الصمت والروح والجسد والماء والأصنام والحب والعداوة” وغيرها من الموضوعات التي تهم الإنسان.
مؤلف كتاب الروح والجسد
مصطفى كمال محمود، مفكر وطبيب وأديب مصري، درس الطب ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألَّف 89 كتابًا منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية.
أنشأ مسجده في القاهرة، ويتبع له ثلاثة مراكز طبية، ويضم المركز أربعة مراصد فلكية، ومتحفًا للجيولوجيا.