الحمد لله
الحمد لله
وُضِع الحمد، في ذهن أغلب الناس، ضمن سياق مغاير تمامًا لحقيقته؛ كمخدر لتجاوز الأيام والمواقف الصعبة، أشبه ما يكون بتقرير واقع من فاقد للحيلة وتارك للمواجهة، لكن يرى الكاتب أن الحمد يحمل قيمة إيجابية وفاعلية متخمة تدفع بالمرء لمواجهة آلامه واستئصالها لا الاستسلام لها، هذه الإيجابية والدافعية لا تتغافل عن الواقع وترسم صورة وردية له، بل تشتبك معه معترفةً بعيوبه وتعاسته، ومؤمنةً بالقابلية للتغيير وإمكانيته، وقدرة الإنسان على تغيير هذا الواقع، وهو ليس ثناءً على هذا الواقع البائس، بل حمدًا لله على ما قدَّره وعلى ما بصَّرنا به وعلى ما حبانا به من إرادة للتغيير، وحمدًا له أولًا وآخرًا على التشريف بمهمة الاستخلاف في الأرض، سبع عشرة مرة يوميًا على الأقل.
يؤكد السياق القرآني كل ما سبق: إن الحمد دائمًا مصاحب بالتوجه نحو التغيير إلى الأفضل، ومعين على دفع الحَزَن الذي قد يكسر حتى أصلب الرجال من جَرَّاء ضربات الحياة المتتابعة التي لا تكاد تُطاق؛ ذلك اليأس الذي يذهب بكل أمل في التغيير إذا استغرق أحد في التفاصيل الصغيرة وغفل عن حمد الله في السراء والضراء، وإن لمن دعاء أهل الجنة: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ﴾.
الفكرة من كتاب عالم جديد ممكن.. الفاتحة: العدسة اللاصقة على العين المسلمة
يحاول الكاتب البحث في أعماق السورة التي يبدأ بها المصحف، ولا تتم الصلاة إلا بها، وقد تكون، إذا أمعنا النظر قليلًا في آياتها، عدسة تغير نظرتنا إلى أنفسنا والكون من حولنا.
مؤلف كتاب عالم جديد ممكن.. الفاتحة: العدسة اللاصقة على العين المسلمة
الدكتور أحمد خيري العمري، طبيب أسنان وكاتب عراقي مهتم بالتجديد الديني، له عدة مؤلفات أهمها “البوصلة القرآنية”، و”سيرة خليفة قادم” و”استرداد عمر من السيرة إلى المسيرة”، وغيرها، يحاول تقديم منهج منضبط يتجاوز الجمود الحادث وتفلت الموجات التجديدية.