تبدأ عملية التغيير دائمًا من رغبة داخلية، وغالبًا ما يكون مصدر تلك الرغبة هو وجود شكوى ما، والشكوى في المعتاد أمر سلبي، ولكن كما يقول المؤلفان فإن احترام الشكوى ومنحها أرجلًا وأيدي للعمل واستئصال القوة السلبية الكامنة فيها هو ما …
مقالات أفكار الكتب من أخضر.
في بعض الأحيان قد يكون الإنسان مُشتتًا، لا يستطيع تحديد مشروع عمره، فبإمكانه هنا أن يخصِّص جزءًا من وقته وهو هادئ البال، ويُجيب عن بعض الأسئلة التي قد تفتح له أبوابًا يستطيع من خلالها معرفة مشروعه، ومن تلك الأسئلة: ما …
إن المشروع الذي يختاره الإنسان لا بدَّ أن يكون مستوفيًا للمواصفات التي تمنحه وصف المشروع، وهي في المجمل أربع صفات؛ أولاها أن يكون مشروعًا يصل بين دنيا الإنسان وآخرته، فهذا ما يميِّز الإسلام أنه جعل طريق الدنيا هو طريق الآخرة …
إن التحول من لغة إلقاء اللوم على الآخرين إلى لغة الالتزام هو أمر منطقي وضروري جدًّا؛ ﻷن كل إنسان له تصوره الخاص عن المشكلات والمحفزات التي يواجهها داخل بيئة العمل، ومن خلال فهمه الخاص يمكنه التركيز على ما يستطيع فعله …
المشروع العمري هو مشروع تتضح في ذهن صاحبه أهدافه وتستولي فكرته على فكره وعقله، ويبذل له جميع طاقاته، فهو مشروع تخصُّص، ومجال تحبُّه، وتهفو إليه بمشاعرك وقلبك، فهو الهدف الأكبر الذي نصَّبته لنفسك، ورسالتك في الحياة، فقد يكون عملًا علميًّا، …
تعكس الكلمات أغلب التوجهات التي نتبناها، وتعبر كذلك عن طريقتنا في الفعل والتنفيذ وتجاهلنا لكل الطرائق الأخرى، وحينما نتكلم فإننا نعرض الأشياء الحاضرة في الذاكرة القريبة من نفوسنا، وننسى تمامًا كل تلك الأفكار البعيدة التي نتوهم أننا نعرفها، فالكلمات تمهيد …
تأمَّل قول أبي الأنبياء إبراهيم (عليه السلام) وهو يشتاق إلى تخليد ذكره، وبقاء أثره فيدعو ربَّه ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾، فقرر أن يعيش حياتين، الحياة الأولى تلك التي يخوضها بجسده، والأخرى تلك التي أبقاها مشروعه، وكذلك نبي الله …
لقد خلق الله الإنسان وأودع فيه من القدرات والإمكانيات والقوى الكامنة ما كان صالحًا بها لعمارة الأرض، وتحقيق الخلافة فيها، وقد سخَّر الله (عز وجل) للإنسان ما في السماوات وما في الأرض ليتم تلك الغاية التي خُلق من أجلها، وقد …
لقد جمع الله في مواطن عديدة في كتابه العزيز بين طاعته وطاعة الوالدين، ونصَّت على ذلك أحاديث شريفة عديدة أيضًا، ومع ذلك فالواقع المُشاهد من تصرفات عقوقٍ وجدالٍ ورفع صوتٍ، بل وتعدٍّ باللفظ والضرب أحيانًا تُشير إلى خلل في فَهم …
يتذكر الكاتب أخته أديل المقيمة في ألمانيا ليقرر أن يكتب لها رسالة، وكان كل ما عرف عنها أن صحتها لم تكن جيدة، وأنها بحاجة إلى عناية لم تكن متوافرة في منزلها، بل حتى لم يكن متأكدًا إن كانت ما زالت …
يُعدُّ هذا الموضوع من أهم موضوعات الإيمان، بل ورأسها جميعًا، ألا وهو موضوع الصلاة بالطبع، ولكن المؤلف هنا يتناول جانبًا محدَّدًا منها، وهو جانب السكون والخشوع والحركة والتلفُّت في أثناء الصلاة مأخوذًا بعدة مواقف ومقارنات ومشاهدات لبعض المصلين.
أما عن موطنه "ألمانيا" فنرى هيرمان هيسه يتحدث عن حالها بعد الحرب العالمية الثانية، ويختص بحديثه فئة المفكرين والمثقفين الذين شهدوا تعاظُم قوة هتلر منذ البداية، ووقفوا ضد ذلك وعارضوه، بل ومنهم من ضحَّى بمنصبه ورفاهيته، حتى جعلتهم المعاناة أكثر …
لطالما تعوَّد الألمان على ترديد شعار "تحسين العالم" في أغانيهم، وكان يعني أن الروح الألمانية سوف توحِّد العالم، ولكن هيرمان هيسه لديه رأيٌ آخر، إذ يناشد الناس وليس الألمان فقط بأن يكفُّوا عن الحكم حول ما إذا كان العالم طيبًا …
هناك تصور سلبي أثَّر في تطور التصنيف العلمي وإثرائه، ألا وهو أن بَدء التصنيف والتأليف لا يكون في مرحلة طلب العلم والتحصيل وإنما يكون بعد الانتهاء منها، وهذا مما قد يؤثِّر سلبيًّا في الاحتياجات العلمية، بل وأثَّر بالفعل فيها، فطلاب …
يحكي لنا هيرمان هيسه حكاية وطن كبير -وطنه ألمانيا قبل الحرب العُظمى- عُرف بجماله رغم عدم كونه بلدًا ثريًّا، يقنع مواطنيه بالرضا فيه، وكثيرًا ما كان جيران هذا البلد المعروفون بثرائهم ينظرون إليه بسخرية، ورغم فقره فقد كان بلدًا ثريًّا …
في تلك الفترة من الحرب التي اقتربت من نهايتها بعد مباحثات السلام في بريت-فسك، أعرب الكاتب عن امتنانه للرُّوس لأنهم أول من قرر إنهاء الحرب والانسحاب منها، لكنه ظل قلقًا كذلك من حدوث مذبحة جماعية وشيكة في فرنسا، وفي ظل …
من القضايا التي تهم فئة القراء المطلعين أصحاب الخطط مما يتعلَّق بأبواب العلم أيضًا، ألا وهي كيفية استثمار الوقت المخصص للقراءة لتحقيق أفضل النتائج الممكنة، ومن الوسائل التي تساعد على ذلك ما يُسمَّى بـ"قراءة الجرد"، وفيها يقوم القارئ بمطالعة الكتاب …
ما دام الإنسان موجودًا، فستظل الحروب دائرةً، وهكذا حال الإنسانية التي لا تموت كذلك، ويخاطب هيرمان كل وزيرٍ مسؤول عن الحرب، ذاكرًا حالة ذلك الوزير الذي يخرج للعالم بخطابه المؤثر، فيُحرِّض على شنّ الحرب باعتبار أنه لا بديل لذلك رغم …
يشير هيرمان هيسه في البداية إلى موقف من أسماهم بالمحايدين، وهم العلماء والفنانون والأدباء، وبمعنى أشمل فهم ذوو المقدرة على التأثير في الرأي وخدمة الإنسانية والسلام، ولا ينبغي أن يميلوا إلى طرفين متنازعين إذ تكمن مهامهم في هدف أسمى من …
إن العقيدة التي أرسل الله بها رسله هي المنهج الرشيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وفي ضوئها يستطيع الإنسان أن يتعامل مع القدر خيره وشره؛ فيحمد الله في السرَّاء ويصبر في الضراء، وفي ضوئها يستطيع …
يشير الكاتب إلى أن المنطق الإلحادي منطق سخيف القول، عديم النفع، غير سديد وغير رشيد، لا يأتيه الحق، يدعي أصحابه أن النبي فيلسوف ادَّعى كذبًا أنه رسول الله -وحاشاه ﷺ أن يكون كذلك- وإن كان كذلك كيف يأتي بقرآن بهذه …
علم الله شامل لكل الموجودات بحيث لا يغيب عنه شيء، وقدرته شملت كل مقدور فلا يعجزه شيء قال تعالى على لسان لقمان: ﴿يا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ …
خير دليل للإنسان ليعرف الله هو تأمُّله في نفسه والهيئة التي خلقه الله عليها وبديع صنع الله فيه، وماذا لو لم يخلق الله له صمامًا يمنع الأكل أن يصل إلى الجهاز التنفسي بدلًا من أن يصل إلى المريء بفعل ما …
يحتاج المرء أن يعرف هويَّته، وإلى أي مبادئ ينتمي، وإلى أي قوانين يحتكم، ولن تقرَّ النفس إلا بوصولها إلى الحق الذي ترتضيه خالصًا من الهوى، والفطرة الصحيحة تأبى أن ترى بديع المخلوقات والكون من حولها ولا تقرُّ بأن ثمة خالقًا …