يبدأ الدكتور مصطفى محمود كتابه بالحديث عن الحرية التي تعد نقطة البَدء، وأن الحرية ليست في الحصول الإنسان على حاجات الطعام والشراب كما يقول الماديون، وإنما الحرية أن يملك الإنسان القدرة على التفكير والاختيار، وأن يستطيع قول "لا" للظلم والباطل، …
مقالات أفكار الكتب من أخضر.
إذا أردنا تكوين نظرية ذات بعد نفسي عن المال فلا بدَّ أن نتجاوز الأفراد إلى سيكولوجية واقع الحياة اليومية، فالمال قد بلغ من تسلُّطه على الأفراد أن جعل الكثيرين منهم محبوسًا خارج ذاته! فهو وجدان يختلج في اللاشعور عبر الكثير …
لطالما كانت النقود مجرد وسيط للتبادل فكانت بذلك ترجمة نقدية لتيار السلع والخدمات، ولكن مع تطور وظائفها للمضاربة وتفضيل الاحتفاظ بها بدافع الاحتياط والسيولة بالإضافة إلى التطور القانوني الذي أفضى إلى ظهور فكرة الحق كالملكية والديون الشخصية بديلًا عن السيطرة …
إن الإنسان هو ملخص للوجود كله فهو مثل الكتاب والكون أشبه بالصفحات المفرقة، ويشير الكاتب إلى أن هذا التناظر بين الإنسان والكون والتقارب بين الدنيا والآخرة مثل تشابه الذرّة والمجرّة في السلوك وتشابه الخلية في النبات والخلية الحيوانية ما هو …
على مدى التاريخ البشري كانت هناك أحداث جسام شكلت نقاطًا فاصلة في توجيه دفة العالم، كان من بينها اكتشاف الزراعة وما عُرف وقتها بالثورة الزراعية، ثم كانت الثورة الصناعية التي غيرت الكثير في الحياة الاقتصادية، وفي خضم تلك الأزمات والتعقيدات …
ينتظم تاريخ الاقتصاد العالمي وفق منحنى الدورات الاقتصادية التي تتكوَّن من قمم التوسع والازدهار وقيعان الانكماش والركود، فالعالم خرج من قاع الكساد في الفترة ما بين الحربين إلى ازدهار ما بعد الحرب العالمية الثانية الذي استمر لربع قرن تقريبًا حتى …
استخلصت الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية الدروس من الحرب العالمية الأولى، فلكي تمنع العالم من الانزلاق مجددًا إلى مرحلة الفوضى والاضطراب، سارعت إلى إحكام قبضتها عليه عبر خلق مؤسسات ومنظمات دولية تمكنها من السيطرة على العالم سياسيًّا واقتصاديًّا، وبما …
خرج العالم أكثر عقلانية بعد الحرب العالمية الثانية، فالجميع كان قد تعلم الدرس وأدرك خطورة الانسياق وراء غرائز الانتقام والتشفِّي من المهزومين، ولكن ما فتئت الحرب تضع أوزارها حتى وجد العالم نفسه أمام تحديات صعبة تمثَّل أولها في معالجة هذا …
إذا كان الحاضر يتشكَّل وفق ماضيه فينبغي إذًا الرجوع قليلًا إلى الجذور التاريخية لنقف على أبعاد النظام الاقتصادي الدولي المعاصر، وبدايةً نستطيع القول إن العالم شهد نوعًا من الاستقرار بعد سقوط نابليون وحتى قيام الحرب العالمية الأولى، حيث سادت الرأسمالية …
يمكن اعتبار المال بوصفه كائنًا منفصلًا بذاته، وإذا وضعناه على منضدة علم النفس يمكن تقسيم شخصيته إلى الأقسام الثلاثة الشهيرة من "الأنا" و"الهو" و"الأنا العليا"، فالأنا العليا هي القواعد المشروعة والمثل العليا التي تنظِّم عملية اكتساب المال وكيفية إنفاقه، أما …
إن أول ما خلق الله الأوحد خلق الواحد فضرب مثالًا على وحدانيته، وقد اُختلف على تسمية هذا الواحد بين الصوفية والفلاسفة -كما يوضح الكاتب- فقال الفلاسفة هو "العقل الكلّي"، أما عند الصوفية فهو "النور المحمدي" أو "الحقيقة المحمدية"، وحجتهم حديث …
تتبَّعت النظرية النفسية للمال بمفهومه الواسع ما طرحه علماء الاقتصاد والاجتماع في أدبياتهم حول المال واستخلصت عدة مبادئ وتصورات وأفكار تركَّزت في تسليط الضوء على معيار القيمة للمال، فكما أن المال أداة لشراء السلع والخدمات فهو في الوقت نفسه معيار …
تُنسب نظرية التحليل النفسي إلى رائد علم النفس الشهير "سيجموند فرويد"، حيث شملت جوانبها تحليل الدماغ والعمليات الفيزيولوجية لكنها تركزت بصورة أساسية في دراسة العقل اللاواعي والسمات النفسية التي تُشكله، ويعد فرويد أول من لفت الانتباه إلى الطبيعة النفسية للمال، …
يعد المال ظاهرة معقَّدة تحمل في طياتها الكثيرَ من التشابكات، فهو ليس ظاهرة اقتصادية فحسب، بل في الوقت نفسه ظاهرة وجدانية تحمل العديد من الجوانب النفسية والاجتماعية والعقائد الدينية التي تتدخَّل في تشكيل نظرة الفرد تجاه المال وكيفيةِ تحصيله وإنفاقه، …
يشير الدكتور مصطفى محمود إلى أننا إذا كنا ندرك أننا في وجود فلا بدَّ أن هناك عدمًا، ولكنه ليس بالمعنى الحرفي أي أنه ليس معدومًا ولكنه عدمٌ له حضرة سالبة، كما أن الوجود هو حضرة موجبة كالظلمة والنور، وكل حقيقة …
بدأت القيادة مع وجود الجنس البشري على الأرض، فهناك حاجة إلى هذا، غير أنها لا تبدأ لدى باحثي القيادة إلا مع بداية التاريخ المدوَّن لأن معرفتنا بها اعتمدت على النصوص المكتوبة، ومن هنا كان الدرس الأول الذي تعلَّمناه عن القيادة …
إن الله يتقرب إلينا بذاته من خلال أسمائنا وصفاتنا نحن لا بأوصافه هو، وذلك من لطف الله بنا لأنه إذا تقرب إلينا بما لا نعلم سيشقّ علينا فإنه﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾، فحينما يصف الله نفسه أنه كريم وعليم فذلك الوصف للإفادة …
إن هناك العديد من النظريات التي تفسر كيف يقود القائد منها، النظرية الأولى أنه يمتلك سماتٍ محددة تحركه للتصرف بقيادية، فاقتُرِحَ في البداية أن السمات التي تميزه عن غيره هي الطلاقة في الحديث والذكاء وروح المبادرة والاستعداد لتحمل المسؤولية والثقة …
في عصرنا المليء بالمشكلات تزايدت الدعوات للتفكير فيما بعد الأعمال الحالية، حيث يمكن الاستغناء عن القيادة، بمجرد زوال سبب الصراع -سواء أكان بسبب ملكية خاصة أم بسبب الدين- فحينها تصبح القيادة غير ضرورية، أو توزيعها بالتساوي بين الجماعة، وهذا لأن …
قد يتساءل سائل: هل تعدُّ القيادة من الأمور الفطرية أم المكتسبة؟ ليس لدينا معلومات كافية للجزم بإحدى الإجابتين، لكن بإمكاننا توسيع نطاق الإجابة، فبدلًا من حصرها في الفطرة أو الاكتساب نضيف الجماعة والفرد، فربما يولد الشخص بغير استعداد فطري للقيادة …
إنَّ كل الظواهر الطبيعية والكونية منسوبة إلى الله عز وجلّ﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ۖوَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَۖ﴾، وهذا هو الفرق بين التوصيف الإسلامي والعلماني للأمور، فالعلماني يقول نزلت الصاعقة على فلان والمسلم الموحد يقول أنزل …
تجيد الرأسمالية تغيير جلدها تمامًا كالأفعى، فلو تتبَّعنا النسق التاريخي للأحداث نجد ثمة اختلافًا بين رأسمالية الثلاثينيات عن الخمسينيات، وأيضًا عن رأسمالية التسعينيات، حيث اختلفت صورها ومدى الأزمات التي تسبَّبت في إشعال فتيلها، ولكن يبقى ثمة خيط مشترك بين تلك …
أسهمت الرأسمالية في إذكاء عملية تركُّز رأس المال، ونظرًا إلى توحش الأسواق زادت عمليات الاحتكار عبر العديد من الاندماجات بين المؤسسات الإنتاجية المختلفة، وأضحت عدة شركات ضخمة تسيطر على معظم الناتج المحلي للاقتصاد العالمي، وتكمن الخطورة هنا في قيام تلك …
نستطيع أن نرى بوضوح ذلك التعاقب المتكرر بين الرخاء والأزمات في سلسلة من الدورات الاقتصادية المتعاقبة على مدى التاريخ الرأسمالي، فالتقلبات والمنعطفات التاريخية الحادة تشكِّل صفة أساسية من البناء المعاصر للرأسمالية مع اختلاف بينها في مدى قسوتها، وتعد أحد الأسباب …