تعدُّ منطقة اللاشعور أو ما يسمى بالعقل اللاوعي أكثر جوانب النفس البشرية غموضًا وإثارة، فهذا الجانب هو المقابل الوظيفي لمنطقة الشعور أو العقل الواعي للإنسان، كما يمكن وصفه بأنه كاتم الأسرار! إذ يحوي نسخة من كل المشاهدات والأفكار والرغبات والنزعات …
مقالات أفكار الكتب من أخضر.
نتيجةً للصراع المشتعل بين الـ"هي" والـ"أنا العليا"، لا مناص إذًا لبعض النزعات اللاشعورية من الكبت في ظل الرقابة الصارمة التي تمارسها الأنا العليا، لذا تلجأ تلك النزعات المتمثلة في الـ"هي" إلى مجموعة من الحيل اللاشعورية لتضليل الرقيب حتى تخرج إلى …
العقل من حيث الجانب المادي هو كتلة واحدة فليس للإنسان عقلان فضلًا عن ثلاثة! ولكن من الناحية الوظيفية يمكن تقسيمه إلى جانب شعوري وآخر لا شعوري، أما الجانب الشعوري فهو ذات الإنسان، وهو ما يطلق عليه مصطلح الـ"أنا" في الأوساط …
ينصرف مفهوم التحليل النفسي إلى الطريقة التي اتبعها فرويد -عالم النفس الشهير- وتتركَّز ملامحها في البحث في سرد المريض النفسي لتاريخه المرضي للوصول إلى بدايات تشكُّل العُقَد النفسية التي تكوَّنت على النسيج النفسي وتحليل الأسباب الأساسية للاضطرابات المزاجية، فتبدأ رحلة …
النفس كالبحر، فأنت تجد الأمان فقط على شاطئه، وكلَّما توغلت أكثر زادت حيرتك واضطرابك، فهي تستعصي على مبضع الجراح وبوتقة الاختبار، من هنا كانت الصعوبة في محاولة التعرف على هذا الكائن وعلى طبيعة العلاقات المتبادلة بين الفرد ونفسه، وهي رغم …
عانى الكاتبُ من ذكرياتِ الحروبِ الأليمةِ، وحاولَ التغلُّبَ على معاناتِه تلكَ بتعاطي المخدِّرَاتِ، بدلًا من تقٌّبلِ حقيقةِ وجودِ مشاعرِ الألمِ والأسى.
نحن نواجِهُ العديدَ من الضغوطاتِ الحياتية، مما يُشعِرُنا بالتوتُّرِ والقلق، الأمرُ الذي يُثقل الجسدَ ويَزيدُ من تواجُدِ المركَّبَاتِ السُّمومِيَّةِ ويراكِمُها بالدّم؛ أنت تستطيعُ مواجهة نَمَطِ الحياِة ذلك بالتأمل. تشيرُ العديدُ من الدراساتِ إلى دورِ التأمُّلِ في انخفاضِ معدَّلاتِ التسمُّمِ الكيميائيِّ؛ …
عند ممارسةِ التأمل، اجلس بشكلٍ مريحٍ وركِّز على تنفُّسِك، ستجدُ عقلَكَ شَرَدَ بعيدًا لا محالة لا تجزع! أعِدِ التركيزَ على التَّنَفُّسِ دونَ إدلاءِ أي حكم؛ فهدفُ التأمُّلِ الرئيسيِّ هو مشاهدةُ محتوى عقلِكَ دونَ إبداءِ أيِّ رأي.
يقولُ البروفيسور "جون كابات-زين" أنَّ ممارسةَ التأمُّلِ الواعي تُزيدُ من الإبداعِ والإنتاجيَّةِ؛ لأنَّها تُصفِّي الذهنَ من أفكارِ الفرضياتِ الشخصيةِ والروتينِ اليومي، وتُفرِغُ العقلَ للمفاهيمِ المفيدةِ والجديدة.
يعلِّمُنَا التأملُ الواعي الاستجابةَ السليمةَ لأي حدثٍ أو شعورٍ داخليٍّ، دونَ ردودِ أفعالٍ آلِيَّةٍ بلاَ تفكير، فهوَ يَزيدُ قدراتِنَا على عدمِ الانغماسِ بشكلٍ كاملٍ في لحظاتِ الحاضر ومقاومةِ الغرقِ في ضغوطِ الحياة.
"الأنا" ستطلُبُ المزيدَ مهما لبَّيتَ لها من رغبات، فمهما بلغَتْ ثروَتُكَ أو ممتلكاتُكَ؛ ستجِدُ نفسَكَ تتطلَّعُ لسيارةٍ رياضيَّةٍ جديدةٍ، حتى دونَ وجودِ احتياجٍ حقيقيٍّ لديكَ لامتلاكها.
كلُّ ما نعرِفُهُ عن الأنا مقتصرٌ على ما درسناه في علمِ النفس، فكلُّ تصورِّنَا عنها أنَّهَا أداةٌ تخدُمُ سلوكَ صاحِبِهَا، دونَ أن يأبَهَ لما يعانيِهِ الآخرون، وهي أيضًا تعبِّرُ عن الكِبرِ والغشِّ والتَّمحورِ حولَ الذات، وذلك لا يختلفُ عن منظورِ …
كان اسبينوزا أوَّل من تساءل هل يمكن الوصول إلى حالة من الفرح دائمة أو غير منتهية، بأن يكون هناك صفاء دائم أو سكينة للروح لا تنتهي، حالة ينتهي فيها القلق كالتي يتوق إليها الفلاسفة والحكماء؟! يرى المؤلف أنه للوصول إلى …
إن الفرح لا تتم دعوته وإنما يُصنع له المناخ المنتج والمنمِّي له، فهو ليس أمرًا طوعيًّا، وهناك عدة عوامل تسمح بتهيئة البيئة المناسبة لنشأة الفرح، ومن تلك العوامل: الانتباه؛ فهو الذي يصلنا بالحواس، والفرح إنما ينطلق غالبًا عبر تجربة حسية، …
لم يعتنِ الفلاسفة القدماء بمسألة الفرح كما اعتنوا باللذة والسعادة لأن اللذة قابلة للتنظيم، فهي تأتي بفعل شيء ما يلتذُّ به الإنسان، أما الفرح فإنه يأتي من غير تنظيم أو استجلاب، فلا يقرِّر المرء متى يفرح أو متى يحزن، فالفرح …
تعدُّ تجربة الشعور بالإشباع وما يتبعه من إحساس باللذة هي التجربة الأكثر انتشارًا وفورية في حياة الإنسان، وذلك في اللذات الحسية كالأكل والشرب والراحة، وهناك لذات داخلية مصدرها القلب أو النفس كالشعور بلذة المعرفة، ولا يمكن للإنسان أن يعيش دون …
إنه إذا ما تمَّت الإساءة لنا بشدة وإذا رفضنا من دون سبب وعلى وجه خاطئ أحيانًا، فإن في هذه اللحظة يكون قد حان الوقت لترك كل شيء، فلا تعد هناك أهمية للغضب والحزن والحقد، وإذا استطاع المرء أن يتخَّلص من …
ثاني طرق الوصول إلى فرح شبه دائم هو الطريق المتعلِّق بالآخر، فهو الطريق الذي نستطيع من خلاله إعادة خلق الروابط الصحيحة والحقيقية، ومن هذه الروابط روابط الصداقة أو الحب، وتتميَّز الصداقة بالحب العميق والتشارك مع الآخر، ويقوم هذا النوع من …
على عكس المتوهَّم فإن أوروبا بتقدُّمها وتطوُّرها يأبى أن يقلد بعضها بعضًا أو يتخلَّى أحدٌ منها عن قوميته وثقافته خاضعًا للآخر أو حتى يندمج فيه كما يفعل بعض مسلمي اليوم، فالألمان يريدون أن يبقوا ألمانًا وكذلك الإنجليز والروس وغيرهم، بل …
كان اليونان والرومان من أرقى الأمم في زمانهم، فاليونان مثلًا هم أصحاب علوم الفلسفة والآداب والمعارف، والرومان أصحاب الدولة العظمى التي إذا ذُكرت فلا يُذكَر معها دولة، فماذا حدث عندما تنصَّرت تلك الأمم ودخلتها المسيحية بعد الوثنية؟ انحطَّت بلاد اليونان …
تعدَّدت أسباب تأخُّر المسلمين والنتيجة في النهاية واحدة، فمن الجهل بعلوم الدين والدنيا للعلم الناقص الذي لا يُسلِّم أصحابه بنقصان علمهم ولا يقتنعون بما يخالف ما لديهم، إلى فساد الأخلاق والبعد عن الفضائل والمكارم التي جاء النبي (صلى الله عليه …
"ما أخشى على المسلمين إلا من المسلمين، ما أخشى من الأجانب كما أخشى من المسلمين" عبارة للملك سعود لم تكن خيالًا مستبعدًا وإنما واقع مرير عاشه المسلمون من إخوانهم بالفعل، فما تمكَّن الأجنبي المستعمر من فتح ما فتحه من بلاد …
هل موارد المسلمين قليلة أو منعدمة لدرجة تؤخِّرهم عن عَون ونجدة إخوانهم وتجعلهم في آخر القائمة مقارنةً بالغرب؟ بالطبع لا، بل إن لدى المسلمين من الموارد البشرية والطبيعية ما بلغوا به الغاية أيام عزهم ومجدهم وبهروا به الأمم في ميادين …
البندقية التي يتم تعليقها في بداية المسرحية لا بدَّ أن تطلق النار في النهاية، لذا كانت النتيجة المتوقعة لهذه الكتلة النفسية المعقدة لليهود، أن تتحوَّل إلى عمل يتمثَّل في سلوك عدائي، يتغذَّى على ما تحويه طبائعهم من اضطرابات نفسية وصراعات …