في الحضارة القائمة على أسلوب التملُّك نجد اختزال الإنسان فيما يملكه من أشياء، فالإنسان يساوي فقط مقدار ما يملك، وبالتالي يعتبر الإنسان لا شيء إذا كان لا يملك شيئًا، وعلى العكس من ذلك، فإن أسلوب الكينونة يكمن في عدم اشتهاء …
يُرجِع فروم السبب إلى أن العصر الصناعي بنى وعده على مقدمتين نفسيتين أساسيتين: إحداهما، أن السعادة هي الهدف الوحيد للحياة، ما يعني وجوب تحقيق أقصى متعة للإنسان، والعمل على إشباع كل رغباته وحاجاته الذاتية، فتم بذلك حصر السعادة في مذهب …
لقد وعدت الحضارة الغربية الإنسان منذ بداية العصر الصناعي بالتقدم غير المحدود، والإنتاج غير المحدود، والاستهلاك غير المحدود، والحرية الشخصية المطلقة، والسيطرة على الطبيعة وتسيُّد الإنسان عليها، وبالتالي الحصول على الحياة الطيبة والسعادة للجميع؛ فبعد أن تحطَّمت أغلال الإقطاع ظن …
"كل ابن آدم خطَّاء وخير الخطائين التوابون"، ولكن هل تَنَبَّهت أنك حين ترتكب خطأ أو معصية فأنت لا ترتكبها بمفردك، بل تُشرِك معها أعضاء مختلفة من جسدك تُشهدها بغير وعي منك على جُرمِك!
سبحان من حبَّبَ اللون الأخضر البهيج إلينا، مساحات شاسعة من الأشجار والنخيل والزرع تستطيع أن تجلس أمامها أيامًا تتأمَّل فيها ولا تمل، تلك مشاهد لا يختلف عليها اثنان في روعتها وبهجتها واستحسان الناظرين إليها، تلك مشاهد دوِّنت برِيش اللوحات، وسُطِّرت …
إن هذا الكون كله عظيمه وحقيره ما تراه بعينك وما غاب عنها، ما اكتشفه العلماء وما جهلوه، الكون كله يخضع لنظام واحد ويسير بنسق واحد لا يخرج عنه، وهو نسق العبودية لخالقه وفاطره إسلامًا واستسلامًا حقيقيًّا كإسلام واستسلام بني آدم …
لا تحسب أنك وحدك تدور في فلك الدنيا أو أنها تقوم عليك وحدك، ألم تُعمل عقلك وتتدبَّر! ألم تر ما حولك من جبال وشجر ودواب وحشرات! هل فَطِنت إلى شيء بعد هذا التفكر؟
خلق الله سبحانه لكل شيء حدًّا ينتهي إليه ولا يتعداه، وجماله يكمن في بقائه في ذلك المحدود الذي خُلِق له لأنه لو تعدَّاه أو تخطَّاه لصار منفرًا فاقدًا لأصل جماله، نعم جمال الأشياء يكمن في بقائها فيما ألفناه عليها لا …
"الإسلام دين الإرهاب وسفك الدماء"، دعوى جاهلة سخيفة تتصدَّر دنيانا كل حين وآخر بلا دليل ولا حجة، وليس الغرض منها سوى زلزلة الأرض تحت أرجل ضعفاء الإيمان قليلي العلم، ومن يستقرئ التاريخ يرى بالوقائع والأحداث والأسماء أن سفك الدماء وإزهاق …
ومنا من يغدو يطلب الرزق أو العلم أو يفرُّ من خطر أو ضرر ولكنه يقطع في ذلك أميالًا ويقطع مسافات يسافر من أرض إلى أرض حينًا من الدهر يطول أو يقصر، فعند من يستودع أهله وإلى من يكلهم وعلى من …
وبعد أن ينجلي الليل بظلمته يغمرنا النهار بنوره، فيُطوى زمان القيام والمناجاة ليأتي زمان الكدح والعمل وكلاهما عبادة، فأوقات المسلم العاقل كلها عبادة إن جمع قلبه وأخلص نيته.
ينقضي النهار بتعبه وكدِّه، ويقبل الليل بهدوئه وسكونه ويأوي كلٌّ إلى منزله يطلب الراحة بعد عناء يوم طويل، فهل يمرُّ هذا الليل البهيم على النبي الكريم هكذا كما يمر على أكثرنا كغيره من الليالي لا نضيف فيه إلى أنفسنا شيئًا!
من عوامل ترقيق القلب بين المسلمين والتي تمثل حقوق كل منهم فيما بينهم؛ استشعار الأخوة في الله، وهذا المعنى يقتضي محبة الخير لهم كما يحبه المسلم لنفسه، كما عليه أن يثني بصدق واعتدال، وتجد سيرة السلف الصالحة زاخرة بمواقف تحمل …
إن أول سبب للسعادة الزوجية هو البُعد عن النكد، فالزوجة يجب ألا تنكد على زوجها بمراقبة كل أفعاله باستمرار خشية أن يتزوج عليها فهذا مما يسبب الضيق للزوج، بل عليها أن تراعي حقوقه كما يراعي هو حقوقها، وبالمثل يلزم الرجل …
لعلَّ من الأبواب التي لا يلتفت إليها الكثيرون، رغم شدة توصية الرسول (صلى الله عليه وسلم)؛ مسألة الجيرة، والمضايقات التي تتمثل في الأفعال الكبيرة والصغيرة، من إيقاف السيارة أمام بيوت غيرك، أو زراعة الأشجار الطويلة، وكذلك ضعف المشاركة الوجدانية في …
هب أنك مسؤول في العمل، وأن هناك موظفًا مجتهدًا وجادًّا كنت قد وليَّته إدارة مجموعة من الموظفين، جاءك يعرض عليك فكرة من شأنها أن تحسِّن إيراد الشركة قبل أن يُلزِم المجموعة بالقيام بها، وعندما طالعت مقترحه وجدته لا يصلح للشركة …
قضية ضرب الزوجات قضية شائكة لطالما شغلت منصات الإعلام والأذهان، والكاتب يرى أن الضرب ليس كله مذمومًا، وأن البعض من الحقوقيين الذين يقدسون حقوق النساء يتخذون موقفًا مضادًّا للشريعة في مسألة ضرب المرأة الناشز مثلًا، فالأصل في الضرب أن يكون …
كان الفيلسوف اليوناني سقراط يحب أن يبدأ نقاشه مع الآخرين بذكر النقاط التي يتفق كلٌّ منهما عليها ثم يكون بعد ذلك مناقشة ما اختلفوا عليه، وهذا نموذج ساقه كارنيجي على أن اللباقة في الحديث تكون بالحصول على أكبر عدد من …
فقر المشاعر بين الزوجين يتمثل في غياب استئناس أحدهما بالآخر، واستبدال الكلام بفقرات متصلة من الصمت المطبق، وكثرة النقد وبخاصةٍ فيما لا يملك فيه المُلام، وغياب التماس الأعذار، والافتقار إلى معانٍ واسعة لا تقوم البيوت إلا بها، مثل: التفاهم والتغافل …
يشبه كارنيجي الخصم في الجدال بالكلب العقور، إما أن تدخل في صراع معه وتقتله بعد أن نال منك وعضَّك أو تُخلي بينك وبينه ولا تسمح بأن يحدث الجدال أساسًا؛ فتكسب بذلك ودَّه بدلًا من الانتصار عليه وخسارته، فضلًا عما تسبِّبه …
نشر المشاعر الطيبة في البيت لا يحتاج إلى جهود خارقة، وإنما يبدأ من إظهار علامات الإصغاء والاهتمام أثناء محاورة الأبناء، والتعليق على أفكارهم بعبارات إيجابية؛ مثل: رائع، وهذا صواب وغيرها، وذلك مما ينمي شخصية الابن، ويساعده على تحسين صياغة أفكاره، …
يقرِّر كارنيجي أنه من أراد من الناس أن يهتموا به فليضع نفسه مكانهم ويحبهم ولا يعاملهم بأنانية، وهذا هو سر نجاح كثير من السياسيين، وتحلو الحياة بابتسامة لطيفة لا يتكلَّف صاحبها شيئًا، فيحبه الناس ويفرحون بصنيعه وتبقى ذكرى حلوة أبدًا، …
نجد بعض المعلمين يكتفي المعلم بمادته العلمية فقط، ولا يشارك في العملية التربوية فيخطئ الولد أمامه فلا يقوِّمه، ما نسميه سلبية تربوية، وعلى المعلم أن يعي أنه لا يمكن فصل العملية التربوية عن العملية التثقيفية بحال، وأن ذلك من تضييع …