بعد أن تعرفت على معتقداتك الأساسية، حان الوقت لنرى كيفية تفاعلها مع عقلك وعلاقاتك، فعندما تدخل في تجربة أو علاقة جديدة فإن ذكريات طفولتك وتجاربك التي عشتها تُعاد إلى الحياة مرة أخرى، وتأتي معها الأحاسيس والأفكار السلبية نفسها، فتجد نفسك …
تبدأ الأمور من الطفولة، فعندما كنا أطفالًا اعتمد بقاؤنا على مقدم الرعاية الذي يوفر لنا الأمان والسلامة، فإذا بدأ الخوف من الهجر حينها وتعامل معك الوالد أو الوالدة بشكل غير متسق، أو قُطع التواصل معه أو شعرت منه بحب مشروط، يبدأ …
لن تكون المدينة المقدسة سهلة القطاف، فقد أصر الفرنجة على امتلاكها ولم يرضَ فرسانهم المتعصبون بأي صلح طرحه صلاح الدين لتسليم المدينة دون قتال، ودام الحصار والدفاع الشرس أيامًا حتى أدرك المحاصرون ألا نجاة لهم من نية السلطان المعقودة لاسترداد …
كانت مصر بخلافتها الفاطمية بعيدة إلى حدٍّ ما عن حروب الشام، لكنها كانت مسرحًا عامرًا بفوضى الوزراء ونفوذهم، وسيجلب شَاوَر وضِرْغَام ميدان المعركة إلى القاهرة، فبعد استحواذ ضِرغام على السلطنة، هُرِعَ شاوَر إلى الملك نور الدين يطلب منه العون على …
مات زنكي وخشي المسلمون أن يضيع ميراث الجهاد الذي بثه وأحياه هذا الرجل العظيم، لكن وسط الهلع الذي ساد معسكره، ظل رجل واحد رابط الجأش عازم النية على إكمال الطريق، لم يلبث نور الدين، محمود ابن زنكي، بعد وفاة أبيه …
لم يملك الأمراء المسلمون أية إجابة، فقد سلموا بالوجود الفرنجي، بل أقاموا حروبهم على أساسه واستعانوا بقواته، لكن جذوة النار في قلوب الناس ظلت مشتعلة، لقد سمعوا بالمجازر التي حدثت والذل الذي حاق بالخاضعين، وكانت المقاومة التي حث عليها العلماء …
في الحقيقة لم يُلقِ أيٌّ من الأخوين، أميري دمشق وحلب، بالًا لحصار أنطاكية، فقد كان أميرها منافسًا مؤرقًا، وعلى كل حال فقد كانت أنطاكية تابعة لبيزنطة في ما سبق، ولن يتغير العالم كثيرًا لو عادت تلك المدينة إلى الحظيرة الرومية، …
نبدأ من هناك، في هضبة الأناضول، حيث لم تكد الدولة التركية الوليدة في "نيقية | Νίκαια" تستقبل أيام الدعة والسلام، في ملك الأمير السَّلْجُوقي "قِلِج أرسلان | Kılıç ArslanI" حتى أتت أنباء مقلقة تنذر بجيوش أوربية متجهة إلى الشرق، كانت …
عندما كان أستاذ طب التخدير في جامعة هارفارد "هِنَرِي بِيتْشَر | Henry Beecher" في الحرب، اعتمد على إعطاء الجنود المصابين محلولًا ملحيًّا إلى جانب طمأنتهم بأن آلامهم ستشفى عما قريب، ونجحت تلك الحيلة نجاحًا معقولًا، فقرر دراسة العلاج الوهمي بعد …
توجد قصص كثيرة عن أشخاص أقوياء فقدوا السيطرة على أنفسهم، ما يدفعنا إلى السؤال "لماذا يكون الأقوياء عرضة لتدمير الذات؟"، لنلقِ نظرة على القوة نفسها أولًا، فالقوة هي مصيدة النجاح والقوة تغيرنا، إذ تُبدِّل من توازن الهرمونات في الجسم وتحول …
نحن مغمورون في توقعات بعضنا عن بعض، ومهما حاولنا لا نستطيع أن نحتفظ بها لأنفسنا، لكن كيف لهذه التوقعات -غير المفصح عنها- أن تصبح نبوءات ذاتية التحقق؟ وهل يمكن أن تغير التوقعات من إدراك الناس؟ لاستكشاف الإجابة سنتحدث عن تأثير "بجماليون في …
إن عقولنا المتطلعة دائمًا إلى المستقبل تساعدنا على تحديد هويتنا وإمكاناتنا، وتبدأ هذه العملية بحاجة الدماغ باستمرار إلى إيجاد المعنى في كل شيء يراه. ادعى عالم الأعصاب "رِيتْشَارْدْ جرِيجُورِي | Richard Gregory" أن الإحساس حزمة من "الفرضيات التنبؤية"، فيتوقع أن …
للتوقعات دور كبير في التأثير في السلوك البشري، خصوصًا في سياق نظام المكافأة في الدماغ، إذ تبيّن أن توقعات الاحتياج لدينا أقوى من ميولنا، فإن توقع المكافآت -وليس المكافآت نفسها- هو الذي ينشط نظام المكافأة في الدماغ، ما يؤدي إلى سلوكيات …
في مجال كرة القدم بالتحديد يمكن رؤية سلبية التوقعات العالية والضغط الذي تُسببه، وأكبر مثال على ذلك حالة اللاعبين بالمنتخب الإنجليزي مع ركلات الترجيح التي أذهلت "جِيرْ جُورْدِت | Geir Jordet" وأراد معرفة سببها، لذا راقب "جُورْدِت" مئات ركلات الترجيح في …
للتوقعات آثار عظمى في مجال الرياضة وفي دفع الحدود الجسدية، لذا تُعد محاولة وضع حدود للقدرات البشرية أمرًا مثبطًا للعزيمة، فإذا نظرنا إلى القرن الماضي سنجد أننا قطعنا أميالًا كثيرة وكسرنا أرقامًا قياسية عدّة، لكن الحال اختلفت الآن وقلّت وتيرة الأرقام …
تعددت النظريات التي تفسر النوم، وإحدى هذه النظريات تُشير إلى أننا ننام كي نغمض أعيننا عن واقع الحياة بعض الشيء، أي إن النوم وسيلة للهروب من الهموم والمخاوف، لكن بعض الأشخاص يختلف سلوكهم تجاه هذه الهموم والمخاوف، فتسبب لهم الأرق، …
يُعد التجول في أثناء النوم من الظواهر المصاحبة للنوم، ويُعد دليلًا على انحلال الشخصية، وعلى أن اللا شعور يتحرك، فعلى سبيل المثال، شكت أم من أن ابنتها ذات الأربعة أعوام تستيقظ فجأة، وتبدأ في ضرب الأم، ثُمَّ تعود إلى نومها …
يُعد التنويم المغناطيسي لونًا من ألوان النوم، ويرجع تاريخه إلى أواخر القرن الثامن عشر، حين قام الطبيب "مِسْمَر | Mesmer" بتنويم المرضى العصبيين لشفائهم، وكانت نظريته تنص على أن جسم الإنسان أشبه بقضيب من الحديد يسري فيه المغناطيس، وأن الرأس …
يُعد النوم من الحاجات الفسيولوجية التي يطلبها البدن لتحقيق فائدة حيوية، وهذه الحاجة البيولوجية تكتسي على مر الزمن لونًا نفسانيًّا، تتدخل فيه الرغبة والفكر والشعور والعادة، فالنوم يصبح عند الإنسان عادة من العادات فيستغرق في النوم دون أن يشعر، وهذا …
لاحظ القدماء أحوال الحيوان في نومه ويقظته، ودونوا هذه الملاحظات في كتبهم، ولكن تلك الملاحظات لم تكن دقيقة ترتفع إلى المرتبة العلمية، وقد عد العلماء النوم سكونًا عن الحركة، وابتكر عالم يُدعى "زيمانسكي | Szymanski" جهازًا يُسمى مسجل الحركة، واستخدمه …
حاول بعض العلماء أن يبعدوا مصطلح "شمولية الوعي" عن المعتقدات الدينية، فرأوا أن الوعي كالجاذبية والكهرومغناطيسية، أي إنه قوة ما يمكن للفيزياء الكشف عنها، كذلك فعَل التفكير الحديث فاتخذ من العلوم مرشدًا، وتماشى تمامًا مع مذهب الفيزيائية والاستدلال العلمي. في حين …
لقد تطورت العلوم لدرجة أنه يمكننا تصوير الدماغ بدقة متناهية، ومعرفة المناطق التي تنشط من جراء فعلٍ ما، أو تأثيرٍ خارجي ما، وقد تفسر كثير من الإشارات العصبية جملةً من تصرفاتنا اليومية، بل يمكننا استخدام علوم الأعصاب في تحديد اللحظة …
إننا كلما تعمقنا في السلوك لم نستطع الوقوف على ربطٍ بينه وبين الوعي، إذ تكمن المشكلة في أن جميع الكائنات الواعية وغير الواعية تبدُر منها سلوكيات متوافقة، حتى تلك التي تخص المشاعر، فهل من سبيل آخر ندرك من خلاله ماهية …
إننا في حياتنا اليومية نوعز لفظ الوعي إلى أحد المعاني الثلاثة، إما الانتباه واليقظة، وإما الشعور بالذات وإما القدرة على تأملها، وعليه يكون الوعي هو الإدراك والتمييز، فنرى أنه من البدهي كون الإنسان واعيًا، كذلك من البدهي أن يكون غيره …