تعدُّ بنما ورقة دومينو أخرى في لعبة سقوط الدول النامية تلك، حيث بدأت القصة كالعادة من مكتبة جامعة بوسطن من أجل الحصول على المعلومات قبل بدء تنفيذ الخطة التي تمثلت في السفر للمشاركة في إنهاء بعض المفاوضات لتحويل بنما إلى …
بعدما تم تجنيد بركنز كقرصان اقتصادي لإحدى شركات الاستشارات الأمريكية الكبرى، بدأت عملية إعداده وتحضيره، حيث خضع لتدريب مكثف على حقيقة دوره وكيفية القيام به عبر خليط من الأساليب الاقتصادية القياسية، لصناعة التنبؤات المستقبلية مع بعض أساليب المناورات السياسية، فهو …
كان النهج المتبع من قبل الإمبراطوريات هو شن الحروب من أجل الحفاظ على مصالحها ومعاقبة الأمم التي تخرج عن الطاعة، ولكن العالم تغيَّر ولم يعد خيار الحرب متاحًا دائمًا، بل أحيانًا كان يتسبَّب في نتائج كارثية، وتكاليف ربما تفوق العائد …
يعدُّ هؤلاء القراصنة بمثابة قرون استشعار للحكومات والشركات الكبرى، فهم دائمًا ما يكونون الفصل الأول في مسرحية الترويض الاقتصادي للأمم والشعوب، فمن عندهم تبدأ الحكاية، فهم يلعبون لعبة قديمة قدم عهد الإمبراطوريات ولكنها تأخذ أبعادًا مخيفة في هذا الزمان، فعملية …
تعدَّدت أسباب تأخُّر المسلمين والنتيجة في النهاية واحدة، فمن الجهل بعلوم الدين والدنيا للعلم الناقص الذي لا يُسلِّم أصحابه بنقصان علمهم ولا يقتنعون بما يخالف ما لديهم، إلى فساد الأخلاق والبعد عن الفضائل والمكارم التي جاء النبي (صلى الله عليه …
أفرزت لنا العولمة الاقتصادية وحركة تحرير رؤوس الأموال ما يسمى بظاهرة الكوربوقراطية، أي منظومة الشركات المتعددة الجنسية، تلك المؤسسات العملاقة التي يمتد نشاطها في أكثر من دولة ولا تحكمها حدود جغرافية أو ما شابه ذلك، فهي من القوة بمكان بحيث …
"ما أخشى على المسلمين إلا من المسلمين، ما أخشى من الأجانب كما أخشى من المسلمين" عبارة للملك سعود لم تكن خيالًا مستبعدًا وإنما واقع مرير عاشه المسلمون من إخوانهم بالفعل، فما تمكَّن الأجنبي المستعمر من فتح ما فتحه من بلاد …
هل موارد المسلمين قليلة أو منعدمة لدرجة تؤخِّرهم عن عَون ونجدة إخوانهم وتجعلهم في آخر القائمة مقارنةً بالغرب؟ بالطبع لا، بل إن لدى المسلمين من الموارد البشرية والطبيعية ما بلغوا به الغاية أيام عزهم ومجدهم وبهروا به الأمم في ميادين …
البندقية التي يتم تعليقها في بداية المسرحية لا بدَّ أن تطلق النار في النهاية، لذا كانت النتيجة المتوقعة لهذه الكتلة النفسية المعقدة لليهود، أن تتحوَّل إلى عمل يتمثَّل في سلوك عدائي، يتغذَّى على ما تحويه طبائعهم من اضطرابات نفسية وصراعات …
نتيجة للحصار النفسي الذي فرضه اليهود على أنفسهم، خُيِّل إليهم أن العالم كله تكتَّل ضدهم وأنهم منبوذون لمجرد يهوديتهم! وما دام اليهود يأنفون من اتهام أنفسهم أو النظر إلى خطاياهم في حق الأمم الأخرى، قادتهم عنصريتهم تلك إلى ترويج ما …
اصطبغت الشخصية اليهودية بالتعصُّب العنصري والانعزالية الاجتماعية، وكان نتيجة ذلك بل وأحد أهم أسبابه تأصُّل فكرة الصراع كإحدى الركائز في التكوين النفسي لليهود، فهم لا يتوحَّدون ولا ينسون خلافاتهم إلا بالدخول في مواجهة مع صراع خارجي، فلا بدَّ لهم إذًا …
دائمًا ما يجيد اليهود لعب دور الضحية، ولعل هذا الشعور بالاضطهاد المتأصل في الشخصية اليهودية مستقى من عوامل عدة مشتركة أبرزها كونهم أقلية في مجتمعاتهم وعدم قَبولهم للانصهار، وتمايزهم المصطنع عن غيرهم، فقد كانوا أشبه بوحدات متحوصلة داخل مجتمعاتهم ترفضهم …
تعدُّ عقدة الشعور بالفوقية والاستعلاء على البشر من أخص صفات الشخصية اليهودية، وذلك ظاهر حتى في أصل مسمياتهم (اليهود وإسرائيل والعبرانيين) كما أوضحنا، فهي ترجع إلى عنصرية دينية أو عرقية، ولعل ذلك المعنى تأكد بعد ذلك كردَّة فعل عكسية على …
كان لدى قبائل العرب من الجاهلية والقسوة والوثنية ما كان، حتى نزل عليهم القرآن ودانوا بدين الإسلام ليتحوَّلوا إلى المدنية والرحمة والوحدة والسيادة ويفتحوا الأقطار برًّا وبحرًا تُحركهم حميَّة الإسلام لا القبيلة ولا النسب، لتلفت أنظار العالم إليهم تتعجَّب وتتساءل …
يمكن القول إن مصطلح الشخصية في حد ذاته يحوي كثيرًا من الغموض، ويدخل في تشكيله العديد من العوامل المؤثرة، فهي لا تسري على قانون ثابت، ولكن للتبسيط يمكن القول إن مصطلح الشخصية يمكن تفسيره بمجموعة الصفات والعوامل التي تميز الشخص …
يأتي تأثير الزمن من شعور المرء بوجوده، ومفهوم الزمن في الفيزياء ليس له وجود مجرد، بل حتى في التاريخ يتم التواصل مع الزمن بمقدار ما يتركه من آثار وذكريات، وفي القرآن إشارة إلى ربط الإنسان بالأزل، وإحالته إلى الأبد، القيامة …
أيهما أولى: العدل أم الحرية؟ كان الخلاف الأساسي بين التيارات المختلفة يدور حول هذا السؤال، وكان السؤال الذي تطرحه الأيديولوجيات على الإسلام هل هو دين عدل أم دين حرية؟ وإذا تم اختيار أحدهما ظهر وصف أيديولوجي إضافي، ومع الأيام اكتشفت …
يحمل الإسلام الإنسان إلى مدارات العبادة، فيُشاهد المرء في صورة الحجاج حول الكعبة كدوران القمر حول الأرض، أو انتظام شذرات الحديد حول المغناطيس، وكل ذلك من دوائر الكون والوجود، ومدارات حب الله.
ميَّز الله الإنسان بالعقل وحرَّره بالسؤال والاختيار، فالحرية في الإسلام تنبع من صيغ السؤال وحركة العقل نحو المعرفة للاختيار، ولذا ففي البدء قد كان السؤال، فقبل "كُن" كان الخبر: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾، وجاء سؤال الملائكة: ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن …