يقول ﷺ: "من أصبح آمنًا في سربه، معافًى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"، فالإحساس بالأمان والعافية وكفاية اليوم الواحد تتيح للإنسان التفكير بهدوء، وتمكنه من الإنتاج، وعلى المرء أن يتعلم العيش في حدود يومه وألا …
سأبدأ حينما تتهيَّأ الفرصة، في بداية العام الجديد، من الأفضل أن أنتظر حتى تتحسَّن الظروف.. نريد أن نتغيَّر لكنَّنا دائمًا ما نربط الأمر بموعد مع قدر غير محدَّد نظنُّ أنه سيكون الوقت الأمثل للتغيير، والحقيقة أن هذا الربط ليس سوى …
الاتكالية هي أحد الأمراض المزمنة التي أصابت الأمة وقتلت روح المبادرة في أبنائها، وأقعدتهم عن طلب المعالي، فأهملوا كثيرًا من العلوم التي تفوق فيها المسلمون قديمًا ولم يتطرَّقوا إليها، والاتكالية مرض ومحلول يشربه كثير من العرب والمسلمين مع حليب أمهاتهم …
اتسعت رقعة تهميش العلماء وإقصائهم عن الساحة وعن دائرة صنع القرار والحياة العامة، وكانت نتيجة ذلك أن المجتمعات العربية فقدت جهود خير أبنائها ووضعت مقدَّراتها في أيدي أنصاف المتعلمين، وهو ما يعكس حالات التدهور الذي يحدث في قطاعات كثيرة، ومن …
يرجع جزء كبير من أسباب التخلف إلى أزمة الفكر والمفكرين، فالتيارات الموجودة على الساحة تمثل عائقًا من العوائق التي تمنع عملية التنمية، والوضع الحالي للأمة من تخلف فكري، وضعف معرفي، وفقر علمي، واضطراب مرجعي، سببه الرئيس أزمتها الفكرية، وعليه فليس …
تقوم النظرية الأخلاقية الإسلامية على مسلَّمتين، إحداهما: "لا إنسان بغير أخلاق"، والثانية: "لا أخلاق بغير دين"؛ وتترتب على هاتين المسلمتين نتيجة مفادها "لا إنسان بغير دين"، مما يدفعنا إلى تعريف الإنسان بكونه الكائن الحي المتدين، فالهوية الإنسانية في حقيقتها هوية …
لا شك لكل عاقل أن الجهل أصل لكل شر، ومن شرور الجهل أنه عائق للتقدم والرقي والفكر، والجهل يأتي على رأس المعوِّقات التي تحول بيننا وبين تحقيق النهضة والتقدم في العالم العربي والإسلامي، فالعالم العربي فيه أكثر من ٧٠ مليون …
إن كنَّا نسلِّم بأن المتخلق بأخلاق الدين الإسلامي لزمه أن يتصف بالعقل والعلم، لكن لا نسلم بأنه لكي يتصف بهما أن يندفع آخذًا كل مناهج العقل والعلم التي جاء بها النمط المعرفي الحديث، لأن هذا النمط يقوم على أصلين، الأول: …
يعد الفساد السياسي من أهم معوقات تحقيق التقدم لأنه يلقي بظلاله القاتمة على كل المجالات، اقتصادية كانت أو اجتماعية أو علمية، وهو عدم تفعيل دور الكثير من المؤسسات التعليمية والبحثية في الدول العربية والإسلامية.
لما كانت الأفعال هي بالذات الجانب الخُلُقي من الإنسان، فإن الحضارة الغربية قد ظلمت الإنسان بترجيحها جانب القول على جانب الفعل، واتخذ هذا الظلم للإنسان مظاهر ثلاثة، أولها: "التضييق من مجال الأخلاق"، فلا أخلاق في العِلم، وما إلى ذلك، وثانيها: …
البعد عن الله سبب شقاء الإنسان وتعاسته، وسبب شقاء جميع المخلوقات من حوله، لأن الذي خلق الإنسان ويعلم ما يصلحه ويفسده هو الله، وهذا ليس كلامًا مرسلًا يلقى على عواهنه، بل حقيقة ثابتة، وأمتنا اليوم تسير نحو السراب الذي يحسبه …
تنقسم العقلانية إلى عدة أقسام منها: العقلانية المجردة، وهي عبارة عن خاصية الفعل الإنساني الذي يسعى إلى تحقيق مقاصد لا يقين في نفعها، بوسائل لا يقين في نجوعها، وسبب الخلل في نفع المقاصد هو وقوعها في "النسبية"، فما يصح في …
كانت الغابات تغطي معظم الأرض تقريبًا ولكن على مدى التطور المجتمعي وغزو المدنية للحياة الإنسانية بدأ يتقلَّص حجم الغابات على نحو كبير إلى أن أصبحت مساحتها اليوم قرابة ثُلث ما كانت عليه من قبل وهي في ذلك تتوزَّع بين المناطق …
بذكر ما سبق يتبين لنا أن الدين والأخلاق شيء واحد، فلا أخلاق بغير دين، ولا دين بغير أخلاق، ومن الاعتقادات الشائعة أن الأصل في حفظ الدين، حفظ الشعائر الظاهرة، بينما الغرض من الشعيرة الدينية هو ما يتركه أداؤها من آثار …
تأسَّست العلاقة بين الإنسان والحيوانات منذ الِقدم، حيث استطاع الإنسان استئناس البعض منها واستخدمها في تدبير أموره الحياتية اليومية، وكذلك في الحصول على بعض احتياجاته الضرورية من مأكل وملبس وغير ذلك، بل إن بعضها تم استخدامه في فترة من الفترات …
تفرَّعت دعوى استقلال الأخلاق عن الدين -وهي الصور الثالثة من صور علاقة الأخلاق بالدين- من مبدأ "لا وجوبَ من الوجود" لدافيد هيوم، فلا نتيجة أخلاقية تلزم من قضايا غير أخلاقية، كأن يُقال: "في العِلم منفعة للإنسان" تلك قضية خبرية لا …
كانت الزراعة هي الثورة الأولى في الحياة الاجتماعية للإنسان القديم، حيث شكلت نقطة تحول في الانتقال بحياة الفرد من التنقل والترحال بحثًا عن الكلأ والماء إلى حياة الاستقرار وتزايد الإنتاج عن الاستهلاك وتقسيم العمل، مما أدى إلى تطور النشاط التجاري …
أما الصورة الثانية من صور علاقة الأخلاق بالدين فهي "تبعية الدين للأخلاق"، والتي بنيت على مبدأ "الإرادة الخيِّرة" عند كانط، ومقتضاها تأسيس الأخلاق بصدورها عن شيء خيِِّر بإطلاق، بحيث تأتي فعلها عن شيء داخلي هو عينه يكون غاية في نفسه …
تغطي المياه أكثر من ثلثي الكرة الأرضية تقريبًا ما بين محيطات وبحار وأنهار وبحيرات، وعلى نحو عام تنقسم الموارد المائية إلى نوعين هما: المياه العذبة متمثِّلةً في الأنهار والبحيرات، والمياه المالحة التي تتمثَّل في المحيطات والبحار، وتمثِّل تلك الموارد المائية …
بحث الفلاسفة ثلاث صور ممكنة للعلاقة بين الأخلاق والدين، أولاها "تبعية الأخلاق للدين" واعتمدوا على أصلين اثنين، الأول: "الإيمان بالإله" حيث يرون أنه ما دام الغرض من الأخلاق هو رسم طريق الحياة الطيبة للإنسان، فلا شيء يبلغ مبلغ الدين في …
لطالما كان مفهوم الثروة موضع لبس بين الكثيرين، إذ لا تعدو في نظرهم مجرد كميات كبيرة من النقود، ومن ثم أصبحت النقود والثروة في ذهن العامة وجهين لعملة واحدة، ولكن في عُرف الاقتصاد يعد الأمر مختلفًا بعض الشيء، فالنقود ما …
منذ فجر التاريخ والإنسان لا ينفك عن التفاعل مع البيئة، فمنذ وطئت قدم الإنسان الأرض وهو يسارع بحكم غريزة البقاء إلى توفير احتياجاته الضرورية من مأكل وملبس ومسكن، ومن هنا كانت بداية التزاوج بين البيئة بكل مواردها الطبيعية "الجغرافية" وبين …
إنه لمن المؤسف أن تتحوَّل آراؤنا إلى حُلل نرتديها وفق أهواء ومزاج العامة سعيًا إلى نيل إعحابهم وإرضائهم، بل ونضحي بساعاتنا وأعمارنا بحثًا عما يجلب التصفيق والتمجيد وعن النظرة المملوءة انبهارًا ودهشة، لا للبحث عن الحق والتحلي به. يقول ناقد …
يحكي الكاتب أنه كان يمرُّ بحوض زراعي صغير مسوَّر بشبك حديدي وهو في طريقه إلى المسجد في كل يوم يذهب فيه إلى صلاة الفجر، وأنه كان يستنشق من ذلك الحوض عبق زهرة الفل فيمكث حتى يملأ صدره منها، وبعد فترة …