لما كانت الأفعال هي بالذات الجانب الخُلُقي من الإنسان، فإن الحضارة الغربية قد ظلمت الإنسان بترجيحها جانب القول على جانب الفعل، واتخذ هذا الظلم للإنسان مظاهر ثلاثة، أولها: "التضييق من مجال الأخلاق"، فلا أخلاق في العِلم، وما إلى ذلك، وثانيها: …
البعد عن الله سبب شقاء الإنسان وتعاسته، وسبب شقاء جميع المخلوقات من حوله، لأن الذي خلق الإنسان ويعلم ما يصلحه ويفسده هو الله، وهذا ليس كلامًا مرسلًا يلقى على عواهنه، بل حقيقة ثابتة، وأمتنا اليوم تسير نحو السراب الذي يحسبه …
تنقسم العقلانية إلى عدة أقسام منها: العقلانية المجردة، وهي عبارة عن خاصية الفعل الإنساني الذي يسعى إلى تحقيق مقاصد لا يقين في نفعها، بوسائل لا يقين في نجوعها، وسبب الخلل في نفع المقاصد هو وقوعها في "النسبية"، فما يصح في …
كانت الغابات تغطي معظم الأرض تقريبًا ولكن على مدى التطور المجتمعي وغزو المدنية للحياة الإنسانية بدأ يتقلَّص حجم الغابات على نحو كبير إلى أن أصبحت مساحتها اليوم قرابة ثُلث ما كانت عليه من قبل وهي في ذلك تتوزَّع بين المناطق …
بذكر ما سبق يتبين لنا أن الدين والأخلاق شيء واحد، فلا أخلاق بغير دين، ولا دين بغير أخلاق، ومن الاعتقادات الشائعة أن الأصل في حفظ الدين، حفظ الشعائر الظاهرة، بينما الغرض من الشعيرة الدينية هو ما يتركه أداؤها من آثار …
تأسَّست العلاقة بين الإنسان والحيوانات منذ الِقدم، حيث استطاع الإنسان استئناس البعض منها واستخدمها في تدبير أموره الحياتية اليومية، وكذلك في الحصول على بعض احتياجاته الضرورية من مأكل وملبس وغير ذلك، بل إن بعضها تم استخدامه في فترة من الفترات …
تفرَّعت دعوى استقلال الأخلاق عن الدين -وهي الصور الثالثة من صور علاقة الأخلاق بالدين- من مبدأ "لا وجوبَ من الوجود" لدافيد هيوم، فلا نتيجة أخلاقية تلزم من قضايا غير أخلاقية، كأن يُقال: "في العِلم منفعة للإنسان" تلك قضية خبرية لا …
كانت الزراعة هي الثورة الأولى في الحياة الاجتماعية للإنسان القديم، حيث شكلت نقطة تحول في الانتقال بحياة الفرد من التنقل والترحال بحثًا عن الكلأ والماء إلى حياة الاستقرار وتزايد الإنتاج عن الاستهلاك وتقسيم العمل، مما أدى إلى تطور النشاط التجاري …
أما الصورة الثانية من صور علاقة الأخلاق بالدين فهي "تبعية الدين للأخلاق"، والتي بنيت على مبدأ "الإرادة الخيِّرة" عند كانط، ومقتضاها تأسيس الأخلاق بصدورها عن شيء خيِِّر بإطلاق، بحيث تأتي فعلها عن شيء داخلي هو عينه يكون غاية في نفسه …
تغطي المياه أكثر من ثلثي الكرة الأرضية تقريبًا ما بين محيطات وبحار وأنهار وبحيرات، وعلى نحو عام تنقسم الموارد المائية إلى نوعين هما: المياه العذبة متمثِّلةً في الأنهار والبحيرات، والمياه المالحة التي تتمثَّل في المحيطات والبحار، وتمثِّل تلك الموارد المائية …
بحث الفلاسفة ثلاث صور ممكنة للعلاقة بين الأخلاق والدين، أولاها "تبعية الأخلاق للدين" واعتمدوا على أصلين اثنين، الأول: "الإيمان بالإله" حيث يرون أنه ما دام الغرض من الأخلاق هو رسم طريق الحياة الطيبة للإنسان، فلا شيء يبلغ مبلغ الدين في …
لطالما كان مفهوم الثروة موضع لبس بين الكثيرين، إذ لا تعدو في نظرهم مجرد كميات كبيرة من النقود، ومن ثم أصبحت النقود والثروة في ذهن العامة وجهين لعملة واحدة، ولكن في عُرف الاقتصاد يعد الأمر مختلفًا بعض الشيء، فالنقود ما …
منذ فجر التاريخ والإنسان لا ينفك عن التفاعل مع البيئة، فمنذ وطئت قدم الإنسان الأرض وهو يسارع بحكم غريزة البقاء إلى توفير احتياجاته الضرورية من مأكل وملبس ومسكن، ومن هنا كانت بداية التزاوج بين البيئة بكل مواردها الطبيعية "الجغرافية" وبين …
إنه لمن المؤسف أن تتحوَّل آراؤنا إلى حُلل نرتديها وفق أهواء ومزاج العامة سعيًا إلى نيل إعحابهم وإرضائهم، بل ونضحي بساعاتنا وأعمارنا بحثًا عما يجلب التصفيق والتمجيد وعن النظرة المملوءة انبهارًا ودهشة، لا للبحث عن الحق والتحلي به. يقول ناقد …
يحكي الكاتب أنه كان يمرُّ بحوض زراعي صغير مسوَّر بشبك حديدي وهو في طريقه إلى المسجد في كل يوم يذهب فيه إلى صلاة الفجر، وأنه كان يستنشق من ذلك الحوض عبق زهرة الفل فيمكث حتى يملأ صدره منها، وبعد فترة …
كثيرة تلك الأمور التافهة التي نخسر لأجلها أحب الناس! الكل يعلم أن علاقة الصداقة علاقة معقدة بعض الشيء، فعلى قدر ما فيها من القوة وما لها من جذور ضاربة في القلب (في حال الصداقة الحقيقية) على قدر ما يمكن أن …
هناك مقولة تقول: "من علمني حرفًا صرت له عبدًا"، فمنذ الصغر وحتى الآن تتلمذنا على أيدي معلمين ومدرسين في مختلف أحوالنا وتقلُّباتنا المزاجية والعمرية، بل ومختلف أماكننا وتنقُّلاتنا أيضًا، وخلال تلك الأعوام لا بدَّ أن لنا ذكريات معهم لا تُنسى …
لم تكن أثرة الأنصار إخوانهم المهاجرين حكرًا على زمانهم وظرفهم فحسب، بل هي جينات موروثة لأجيال تعقبها أجيال، وأنت حين تقرأ هذه العبارات قد مرَّ عليك طيف أحدهم ولا شك آثرك يومًا بماله أو وقته أو متاعه، فالدنيا لم تخلُ …
إن صنائع المعروف لا تقي مصارع السوء فحسب، بل إنها تجلب للمرء من التيسير والبركة والرزق الشيء الكثير، ومن أكثر المشاهد وضوحًا ودلالة على ذلك مشهد موسى الكليم (عليه السلام) الهارب من مصر إلى أرض مدين حين رأى الفتاتين تذودان …
أولت حركات الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي أهمية قصوى للتعليم الرسمي، وصار التعليم الجامعي همَّ كل أب وأم، وإن كان التعليم ضروريًّا للارتقاء بالحياة فإن تجارِب علم النفس أكدت أن التعليم بعد الابتدائية لا يفيد كثيرًا في تحسين سمات الشخصية، لقد باتت …
من أهم الأعراض الشائعة لعقدة الشعور بالنقص الرغبة في تغيير النظام الاجتماعي، ولا عجب أن نجد أن العاجزين عن الوصول إلى الصدارة الاجتماعية يتحوَّلون إلى مصلحين اجتماعيين فرارًا من واجب إصلاح أنفسهم، فالخلل في النظام التعليمي لا يبرر تركه بالكلية، …
ينبغي لنا في تربية أولادنا إشراكهم في الألعاب والأنشطة الاجتماعية لتنمية الجانب السلوكي والنفسي فيهم حتى لو أجبرناهم على ذلك، فقد قرر الكاتب وزوجته أن يتركا لأطفالهما حرية الذهاب أو عدم الذهاب إلى الدروس الدينية، وكانا ممن اختاروا عدم إرسال …
إن الإنسان بحاجة إلى يقين يشد أزره أمام مِحن الحياة وتقلباتها، وشحنة من الإيمان أكثر صلابة وثباتًا من منطقه العقلي مهما بلغت درجة اتزانه، وإنَّ تغليب جانب السببية على جملة المعتقدات والمبادئ والعواطف يجعل الحياة آلية بشكل لا يُطاق؛ والغريب …
إذا كان لدينا رجلان، لماذا تتحقق السعادة لأحدهما دون الآخر رغم أن الأخير أوفر حظًّا من المال والدرجة العلمية؟! الإجابة هي أن الأول نمَّى في نفسه عادات الإيثار والعطاء، بينما الثاني آثر الأنانية والانكباب على ذاته، فالشخص المنطوي يتحاشى الاختلاط …