يُقبل علينا مرة في العام ضيف عزيز شريف كريم يحمل العطايا والمنح ولا يضاهيه في أجره عمل، شهر الصبر والتصبُّر والتزوُّد من الأجور والحسنات، نتجهَّز له بتهيئة نفوسنا وقلوبنا لتكون محِلًّا مناسبًا يليق بتنزُّل الهبات عليها، ثلاثون يومًا من شهر …
مقالات أفكار الكتب من أخضر.
"أغار عليكَ من نفسي ومني.. ومنك ومن زمانك والمكانِ" كثير من المشاعر الإنسانية الرفيعة انحبست في معانٍ محددة تدل عليها وحدها، فأنت إن ذكرت الغيرة مثلًا أو مرَّت عليك كما في البيت السابق تبادر إلى ذهنك على الفور تلك المشاعر …
أبلغ هيئات العبودية السجود فبأثره يُعرَف المسلم يوم القيامة، فمن كان أكثر سجودًا في الدنيا كان أعظم ضياء وأشد إشراقًا ووضاءة، وثمرة السجود تمام الافتقار إلى الله وهو أقرب باب يدخل منه العبد على الله تعالى، فما من عبد يسجد …
عادة الملوك أن يحييهم الناس بأنواع التحيات من الأفعال والأقوال المتضمنة للخضوع، والله أحق بكل أشكال التعظيم والثناء، فالتحيات لله (أي السلام لله) من جميع الآفات التي تلحق بالعباد، وعطفت عليه الصلوات عبودية له، ووصفت بالطيبات لأن الله طيب لا …
وهو الخضوع بظاهر الجسد استكانة لهيبة الله وتذللًا لعزته فيتصاغر في القلب كل تعظيم للخلق والنفس، وقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يطيل الركوع كإطالته للقيام ويردِّد بتأنٍّ وتدبُّر: "سبحان ربي العظيم"، ويزيد عليها "سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء …
يفتتح الإنسان الصلاة بفاتحة الكتاب، فيتلو ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، فالحمد هو الإخبار عن المحاسن مع إقرار الحب للمحمود، والعباد في الحمد ما بين مستقل ومستكثر على قدر معرفة كلٍّ منهم لربه، فكلما زادت معرفة العبد بربه ازداد حمدًا له …
إذا استقبل العبد القبلة صرف نفسه عن كل شيء سوى الله ووقف بين يدي مولاه مقام الخاضع المسكين، مستحضرًا أنه على أعتاب المناجاة مع رب هذه العوالم المحيط بجميع المخلوقات، مستدبرًا الدنيا من ورائه مستقبلًا الكعبة بوجهه ورب الكعبة بقلبه …
شارة دخول المرء في الصلاة هي التكبير ينطقها اللسان ليمتلئ القلب تعظيمًا وإجلالًا لله، يعلنها المرء سرًّا أو جهرًا أن الله أكبر من أي شيء أو أي أحد فتتخلَّص النفس من آفاتها من كذب وكبر ورياء واتباع للهوى بالتكبير الصادق، …
إذا زار المرء ملكًا من ملوك الأرض تجمَّل بأجمل الثياب وأزكى العطور فكيف بملك الملوك؟! وقد شرع الله الوضوء حتى يتسنى للعبد الطهارة الحسية والمعنوية بطهارة البدن وطهارة القلب، فالوضوء عبادة مستقلة وهو يكفر ذنب مؤديه إذا صاحبه حضور القلب …
كثير من المسلمين يصلون، ولكن أقل القليل من يقيم صلاته فيتم ركوعها وسجودها وخشوعها ويتنعم بها، فكم مرة هزمه الشيطان في معركة الصلاة؟! وقدر المرء في الإسلام على قدر حظه من الصلاة، وهذا ميزان يزن به المرء نفسه ليعرف حال …
وأما عن أصل الذِّكْر كما ذكرنا وهو القرآن الكريم الناسِخ لما سبقه من الكتب السماوية الخاتم لها، والمليء بالأسرار والأخبار، وهو الذي لا ينضب خيره ولا تنتهي عطاياه، ولا يزال المسلمون يفتشون في أسراره ويستخرجون درره ولطائفه جيلًا بعد جيل، …
وللدخول في التطبيق العملي لأوراد الذِّكْر هناك خطوات ثلاث عامة جامعة، تشكِّل المسالك الرئيسة لسير العبد إلى الله في طريقه وأولاها أن تغتنم مجالس الذِّكْر وعلى رأسها مجلس القرآن الكريم، فهو خير أنواع المجالس وهي محبوبة عند الله تعالى يذكرها …
ومن الأوراد المُعينة والمخلِّصة للأنفس من تعلُّقها بملذات الدنيا أو شهوات أو مباحات هو وِرد الصيام. وللصيام فضل على غيره من الأوراد، فكلها معلومة الأجر عند العباد والملائكة أنفسهم إلا الصوم فإنَّه مما يجازي الله صاحبه بأجر لا يعلمه أحد …
ذِكْر الله من الأوراد التي تتعبَّد بها إليه فتنال أجرًا وثوابًا جزيلًا، وهو من الزاد الذي تتقوَّى به في سيرك إلى الله، فالذِّكْر حضورٌ للقلب بين يدي الله تعالى، واستحضار الروح لمقاصد العبارات ومعاني الألفاظ من الأذكار والآيات ومدى تأثيرها …
إن الميثاق عهدٌ محكم تلتزم بما يتضمَّنه وهو فيما يخصُّ الدين عهد موثق بينك وبين تعاليم هذا الدين وتكاليفه على نحو عام، أو أن يكون عهد خاص لعمل معين متعلق بالدين أيضًا، وكما أنه يشمل التزامك بأمور التكليف فإنه يشمل …
قد يسأل المعترض: أليس في طلب الرب أن يُعبد نوع من الكبرياء؟ فالإله الرحيم الودود يجب ألا يتكبَّر على خلقه، فمن أحب مخلوقاته عليه أن يكون معهم في كل شيء!
حتى يبلغ الإنسان مرحلة الوعي بنفسه، فهو يحتاج أن يعرف خالقه، ولن يُحقِّق معرفته بالخالق حتى يقترب منه اقترابًا يبحث فيه عن دفء خلاصه، فإن في القلب حنينًا دائمًا إلى النبع الذي يروي عطش الروح، فالتديُّن الحق هو الانجذاب العفوي …
يقول الله عز وجل ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ﴾، وفي هذا دلالة على أن الله سبحانه يعلم ما قد يأتي في عقول الخلق من أن ظواهر بعض الأمور بلا حكمة، أو أن ما فيها من حكمة لا يليق …
العبودية هي إظهار التذلُّل، والعبادة أبلغ منها لأنها غاية التذلُّل، وكمال العبودية تابع لكمال المحبة، وكمال المحبة تابع لكمال المحبوب في نفسه، والله سبحانه له الكمال المطلق التام في كل وجه، ولا يعتريه توهُّم نقص، ومن هذا فإن القلوب لا …
إن معرفة النوازع أو المقاصد من معرفة طباع الذات، فمعرفتنا بطبيعة ذات الإنسان تسمح لنا بالحكم بأن طلبه للشيء عادةً هو سبب يحمل فائدة للإنسان، لكن جهلنا بجوهر الذات الإلهية يُبطل مدَّ تلك الدعوى إليه سبحانه.
والصلاة في حقيقتها معراج للروح نحو الله (عز وجل)، وشفاء لما في الصدور ومداد للقلب، هي ملجأ المكروب وأمنه، وباب توبة النادمين، وهي العون على كدر الحياة ونصبها، يقول الله (عز وجل): ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ …
الخشوع هو روح الصلاة وبه يصل العبد إلى مقام اللذة، فتكون الصلاة ملجأه وراحته يفرُّ إليها من نصب الدنيا ويستشعر معنى قول النبي ﷺ أرحنا بها يا بلال، وبقدر الخشوع في الصلاة والاطمئنان في أركانها يكون أيضًا تمام الأجر أو …
ويوم الجمعة هو أفضل الأيام عند الله يقول ﷺ: "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط وفيه تيب عليه وفيه قبض وفيه تقوم الساعة، وما على وجه الأرض من دابة إلا هي تصبح يوم الجمعة …
الناظر في طبيعة الاعتراضات الإلحادية يُدرك أنها مُكرَّرة، يرتكز معظمها على أصل واحد مهما بدا تنوُّعها واختلافها، ومن تلك الشبهات ذلك التساؤل عن حكمة طلب الرب عبادته، وبالتأمُّل اليسير نلاحظ أن التساؤل أو الاعتراض يحمل في ذاته دليل فساده، لذا …