الإبدال هو جعل حرف مكان آخر، ويشمل القلب والنقل والحذف والإدغام ولا يصح إخراجها منه، لأن الاختصار في تبويب الأبواب وأرسخ للعقل من فكِّ نظام المعلومات آحادًا، وقد اهتم العلماء قديمًا بهذا الباب، ومن حق اللاحقين أن ينظروا إلى صنيع …
مقالات أفكار الكتب من أخضر.
اللغة كالأجسام تتركب من ذرات صغيرة، فمزيدات اللغة ترجع كلها إلى مجردات، كما يسير العالم من البسيط إلى المعقد، وقد تكون مزيدات ليس لها مجردات مستعملة، مما يدلُّ أنها استُعمِلت قديمًا ثم هُجِرت لأن فرعها أصلح منه، ولا تعقل زيادة …
اللغة، مثلها مثل أي عمل جمهوري، يستغرق تكوينها الوقت الطويل لتنضج وتكتمل، فإن الجمهور يتلقى الشيء عن الأفراد ساذجًا ناقصًا، فيتمُّه ويتناوله بالتهذيب والصقل، لأن الجمهور يستوعب جميع وجهات النظر التي لا يتبناها الأفراد، ويتهيَّأ له من الأسباب والوسائل ما …
لا شكَّ أن اللغة من أقدم النظم البشرية، وصفة لازمة للجماعات لا يُتصوَّر أن تقوم دونها أو تنفكَّ عنها، ليس لجماعات البشر فقط، بل إن الحيوانات كذلك لها لغات تتواصل بها، واللغة باعتبارها أداة للتعبير تتطوَّر وتنمو مع تقادم الزمان …
يخاطب الله نبيه في القرآن فيقول: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ﴾، لا يقول إنك ستموت بل يقول "إنك ميت"، إنك تحيا بي وتسمع بي وتنطق بي، وهذا شأن كل بشري، لا حياة له في ذاته وإنما الكل معتمد في وجوده على …
لقد خصص القرآن سورًا طويلة يتلو فيها أخبارًا وحقائق هي طلاسم من الغيب، يحار فيها عقلنا، ولا يملك لها نفيًا ولا تأييدًا، وبذلك يتركنا أمام اختيار صعب أن يصدق أو يكذب، وتفسير هذا الأمر في اعتقاد الكاتب أنه امتحان لعمق …
إنه يستحيل معرفة ذات الله ومستحيل رؤيته لعين بشرية، لأن العين البشرية لا تدرك إلا كل ما هو محدود في المكان ومحصور بالزمان، والله ليس كمثله شيء، وفي آيات بديعة يقدم لنا القرآن هذه الحقيقة الأزلية: ﴿عالم الغيب والشهادة الكبير …
إن أول ما نزل من القرآن كلمة "اقرأ"، إنه أمر إلهي لكل إنسان بأن يقرأ، إذ إن انفراد القرآن بين جميع الكتب المقدسة بأنه ابتدأ بهذا الأمر، فهذا منتهى التشريف للعلم والعلماء، والآية حددت نوع العلم المقصود: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ …
إن التحريم في القرآن ليس لمجرد التحريم ولا التحليل ليس لمجرد التحليل، ولكن تحليل لكل طيب وتحريم لكل خبيث، ولم يصدر الأمر معاقبة وتضييقًا على الناس، ولكن أقام شريعته على محبة، وإذا لم نفهم هذه الحقيقة سنقع في متاهة لا …
يذكر المؤلف أنه انصرف عن القرآن في شبابه بسبب ما قرأ فيه عن أنهار العسل والخمر في الجنة، وهو لا يحب العسل ولا يحب الخمر، فاعتبر كل هذا سذاجات وانسحب حكمه على القرآن ثم على الدين كله، حيث كان الانصراف …
إننا نصبح أسرى للقرآن بمجرد الاستماع إليه، فإذا بدأنا نتأمل في الكلمات فسوف تنفتح لنا كنوز من المعاني، ويناقش الكاتب كيفية تناول القرآن لبعض المشكلات الأزلية ومنها "الحرية"، إذ تعدُّ ثغرة كبيرة يدخل منها الشك ويتسلل منها الملحدون، فأول ما …
ربما شغل هذا السؤال بالك كما شغل بال الجميع منذ القدم؛ فهذا السؤال وقضيته أزلية لا ينتهي الكلام فيها، ولا الفضول لأنها مرتبطة بحقيقة الإنسان ولغز القدر. لكن ما كيفية معرفة حقيقة التخيير والتسيير وما القول الفصل فيها؟
وسط التقدم الهائل في القرن العشرين، حيث الصواريخ تنطلق إلى الشمس والأقمار الصناعية تدور في الفضاء والأعمى يتحسس طريقه بعقل إلكتروني ووسط هذا التطور والتنوع في الوسائل التعليمية التي تبهر العقول، لا نزال نرى بعض شيوخ الجوامع يخطب الناس عن …
هل سألت نفسك من أنت حينما تتردد لحظة بين الخير والشر، فمن تكون؟ هل تكون الخيّر أم الشرير أم تترد في معرفة نفسك بينهما؟! أم أنت مجرد احتمال للفعل الذي لم يحدث حتى إذا حدث حكمت على نفسك ما منزلتك …
يكثر الخلط في لغتنا بين مفهوم كلمتي الروح والنفس، فيقال "فلان طلعت روحه" و"تتعذب روحه"، و"روحه طيبة" وهكذا، وكل هذه التعبيرات المستخدمة والشبيهة غير صحيحة، لأن كل هذه الأحوال من عذاب وطمأنينة وغيرها تختص بالنفس لا الروح؛ إذ التي تتعذب …
تتبنَّى النزعة الإنسانوية فكرة تعظيم الإنسان والإحسان إلى البشر والإتقان في صناعة الحياة، مستندة في ذلك إلى النظريات الفلسفية كنظرية الحق الطبيعي، وحتمية الصيرورة التاريخية، مع تأكيد فكرة تجاوز الأديان، وحقيقة الأمر أن أصل كل الفضائل مستمدَّة من الأديان السماوية …
يتناول الدكتور مصطفى محمود معجزة القرآن الكبرى التي يسميها المعمار أو البنية أو التركيب العضوي أو الترابط الحي بين الكلمة والكلمة، مشبهًا القرآن بالكائن الحي قائًلا: "إن كلماته كخلايا الكائن الحي تتكرر وتتشابه، ومع كل ذلك فهو ليس تكرارًا يبعث …
ساد المنهج التجريبي في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ونجح في دراسة الظواهر الطبيعية، وزعم كثير من علماء وفلاسفة تلك الفترة أن الإنسان يمكن دراسته على أنه ظاهرة طبيعية خاضعة لقوانين المنهج التجريبي، وأن الإنسان مجرد شيء يمُكن تفسيره بقوانين …
تعني النسبية الأخلاقية اختلاف معايير الصواب من ثقافة إلى أخرى، فليس هناك صواب مطلق في المجال الأخلاقي، وترجع النزعة النسبية للأخلاق إلى الحركة السوفسطائية والتي تعد البداية الحقيقية للنزعة الإنسانية في الفكر الغربي، حيث تبنَّت السوفسطائية نسبية القيم وسلطة الحواس …
انتشر في الفضاء الأوروبي فكرة أن الدين الموروث هو المسؤول عن كل صنوف التزمُّت والجهل والشر في العالم، ومن ثم لا بدَّ من التخلص من الأديان بكل معتقداتها، واستفاد أصحاب المذهب الإنسانوي من انتشار نزعة الشك وانتشار الفكر الإلحادي واللا …
وجد رموز الإلحاد الجديد أن التبشير بالدين الإنسانوي لقي قبولًا أكثر عند الناس من التبشير بالإلحاد المجرد، لذا أنشأوا المنظمات التي تحمل الرسالة الإلحادية المطبوعة بالطابع الإنساني، من أمثلة تلك المنظمات: مجلس الإنسانوية العلمانية، والأكاديمية العالمية للإنسانوية، والجمعية الإنسانوية الأمريكية، …
يُقصد بالإنسانوية العقيدة التي يندرج تحتها مجموعة من السلوكيات المتمركزة حول الإنسان، وتأكيد كرامة الإنسان وقيمته وقدرته على تحقيق الذات عن طريق العقل والمنهج العلمي التجريبي، وتُعد النزعة الإنسانية من أكثر المصطلحات تعقيدًا في الثقافة الغربية الحديثة، وتتعدَّد المصطلحات المستخدمة …
يقول البعض إن الإنسان سمي إنسانًا لأنه ينسى، والنسيان فطرة فطرنا الله عليها لحكمة يعلمها، ولكن إذا زاد عن حده ونسي الإنسان دوره في الحياة وحجمه الحقيقي في الكون أصبح مغرورًا كما هو الحال في إنسان العصر الحالي.
إن أسوأ مرض أصاب الجميع هذه الأيام هو الملل واللامبالاة تجاه كل شيء، لم تعد لدينا طاقة لاستكمال الطريق، لم نعد نعبأ بالسير أصلًا ولا بنتيجته، لم نعد نريد أن نتحرك وأن نبذل أي جهد. وسبب هذا الملل هو انسلال …