يستصعب بعض الناس حفظ الصحابة والمحدثين المتقن للأحاديث ويستبعدون ذلك وبخاصةٍ في المكثرين منهم كأبي هريرة، مع أن العقل البشري -كما بينت دراسة أمريكية- يمكنه تخزين واستيعاب بلايين المعلومات، والحس والعقل يشهدان بذلك، ونرى من يحفظ الألفية ويحفظ آلاف الأحاديث …
مقالات أفكار الكتب من أخضر.
يشمل حفظ السنة النبوية مرحلتين: مرحلة الاستقبال والحفظ ومرحلة الحصر والجمع، واعتمد توثيق السنة في زمن تلقي السنة من فم الرسول (صلى الله عليه وسلم) على الجمع بين التدوين على الأوراق والحفظ الشفهي عن ظهر قلب، فأما الكتابة فهي أوثق …
اتفق العقلاء أن الخبر إذا ثبتت صحته كان مصدرًا صحيحًا من مصادر المعرفة، وتتكوَّن رواية الخبر -أي خبر- من ثلاثة أركان: نص الخبر، والناقل له، والظروف أو المعلومات المحيطة بهما، فالناقل للخبر إما صادق وإما كاذب، فإن جمع إلى صدقه …
أحيانًا كثيرة نلجأ إلى الهروب، ولكن إلى الأمام، ويتمثل ذلك الهروب في الانشغال بالأشياء الكبيرة، بغية الإفلات من تحمل مسؤولية الأشياء الصغيرة الحرجة، فأنت تتحدث مثلًا عن هموم المسلمين ومشكلاتهم وتتناسى تقصيرك ومشكلاتك، وهذا النوع من الهروب يُمارس بطريقة غير …
نلجأ إلى البر والإحسان والملاطفة حينما ندرك القصور في الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تحكمنا، والتسامح هو استدراك لقصور هذه الأنظمة، والمتخلي عن التسامح إنما يفقد بذلك شيئًا جوهريًّا نفيسًا، وليس شيئًا يمكن الاستغناء عنه، والتسامح ليس حالة نتخذها إزاء …
من يريد أن يحيا متوازنًا فمثله كمثل الذي يسير فوق حبل مشدود، والمسلم يصبو إلى التوازن الذي هو رمز للكمال، فتكاليف الإسلام شاملة وكثيرة، والمسلم المتوازن يحاول أن يؤديها كلها، فالالتزام بالواجبات الشرعية يضمن لنا عدم الانجراف وراء الانحدار أو …
الوعي يكره الفراغ، ويميل الإنسان إلى ملء هذا الفراغ بتكوين انطباعات ذهنية حتى إن لم يستكمل الحد الأدنى من المعطيات، كما أنه يألف ما اعتاد الاحتكاك به، وهذا الإلف إنما يتجسد في حالة من اللا مبالاة، وكذلك تجنب طرح الأسئلة، …
القُراء المخضرمون الذين يستوعبون الأفكار الكبيرة والألفاظ العميقة لم تولد موهبتهم من عدم، وإنما كانوا مُهيئين في الأساس للتفاعل مع هذا الطرح العميق، وعلى الصعيد الآخر فإن معظم الناس أبعد ما يكون عن الأفكار الحقيقية المؤثرة في تشكيل العقول، فهل …
يتميز المجتمع الإسلامي بانقسامه إلى عدة فئات، فئة متفائلة وأخرى متشائمة، والأخيرة رجال من طراز خاص، فالنوع الأول يهتم بالأمور الروحية، وينأى بأفكاره وسلوكه عن التوازن، فهو يُفرط في صفاته الجيدة لتجد طيبته سذاجة، وهؤلاء الأشخاص يميلون إلى مساحات الراحة …
ونحن نخشى الموت رغم أننا نحب لقاء الله حياءً منه، ووجلًا من تقصيرنا وقلة زادنا، فلا ندري إلى أين مصيرنا، والله يرسل إلينا علامات تنذرنا لنتعظ بها كالمرض، وكبر السن والشيب، وفقد الأحبة، ورؤية القبور.
وكيف لا نحبه وقد أرشدنا إليه بآثار قدرته في الكون،كيف لا نحبه وقد أنعم علينا بالإسلام وكفى به نعمة، بل كيف لا نحبه وهو يقول في الحديث القدسي: "إذا تقرَّب إليَّ العبد شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإذا تقرب إليَّ ذراعًا …
ونحن نحب رسول الله (ﷺ) لأننا لولاه ما اهتدينا، وقد بذل (صلوات ربي وسلامه عليه) من أجلنا ومن أجل أن يصلنا الحق من دمه ونفسه، نحبه لعلنا نُحشَر مع من نحب، نحبه بحبه لنا، وهو الذي يقول: "وددت لو أني …
وليس من باب للدخول على الله هو أوسع من باب الافتقار إليه والتذلُّل بين يديه، وأكثر ما يكون ذلك وقت المحن، بالإقرار بأنه الغني وأنك الفقير إليه، وبأنك ضعيف لا حول ولا قوة لك إلا به، ولا ملجأ لك منه …
وعلى المؤمن أن يكون حييًّا، يستحي من نفسه، التي ستشهد عليه في الآخرة، فعينه التي نظر بها إلى الحرام ستشهد عليه، ويده التي بطش بها، وقدمه التي سار بها إلى معصية، يقول تعالى: ﴿وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ …
يقول تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾، ونتوب جميعًا لأننا لا ندخل الجنة إلا برحمة الله علينا لا بعملنا، فحقُّ الله أعظم من أن يُوفَّى، وأول شروط التوبة الترك، حتى وإن عدت إلى الذنب تتوب ثانيةً وثالثة، …
من نعم الله علينا المال، والله تعالى يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾، فكان الصحابة يبذلون مالهم لله، فنرى عثمان (رضي الله عنه) يسارع في ذلك، فلما قال النبي من جهز جيش العسرة فله الجنة، …
من شؤم المعصية على نفس المسلم، أنها حرمان من التوفيق في طلب العلم، وسبب في تأخر الرزق، يقول (ﷺ): "وإن الرجل ليُحرَم الرزق بالذنب يصيبه"، ويقول في ذلك سفيان الثوري: "إني لأعرف ذنبي في خلق امرأتي، ودابتي وفأرة بيتي"، وتتابع …
يذكر الكاتب عدة موازين مغلوطة، منها ميزان الغلبة، فالإنسان بطبعه يميل إلى الجماعة، وأن الأسهل أن يؤمن بفكرة يعتنقها الكثير من الأشخاص، على أن يشق طريقه باحثًا عن الحقيقة، ومع هذا تجد القرآن الكريم يكرر حقيقة أن الأغلبية لا تؤمن …
إذا أمعنا النظر في قصة قاتل المائة نفس، نجد أن الفارق بين الراهب والعالم؛ هو أن الراهب أغلق باب الأمل في وجه القاتل، ولم يُدرك سعة رحمة الله، أما العالِم فقد كان موقنًا برحمة الله التي وسعت كل شيء، وعليه …
يقول الله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾، تعدُّ خيرية أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) مشروطة بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن هناك إشكاليات تخص الدعوة، فمنها ما يخص …
إن المُسلم مأمور بما أُنزل إليه، وقد أجمع علماء أصول الفقه أن كل أمة مُلزمة بالتشريعات المُنزلة إليها، ولا يمكن الاستدلال بشرع أمة في أمور أمة أخرى؛ إن حدث تعارض بين التشريعين، ومن مقتضيات هذا؛ المرونة في تنفيذ التشريعات، فقد …
ومن الأخلاقيات التي تتكرر فيها المفاهيم المغلوطة؛ التسامح، فالتسامح ليس فريضة، وإنما الأصل في الإسلام رد الحقوق لأصحابها بدون مغالاة في العقاب أو فُجر في الخصومة، فالعوض ليس حرامًا كما يدَّعي البعض، ومع ذلك أتاح الإسلام خيار الصفح، وذلك تقربًا …
يرى الكاتب أن كثيرًا من الناس يقتصرون مفهوم العدل على مشهد قاضٍ ومتهم ومحكمة، وهذا خطأ، ويرجع ذلك إلى العديد من الانتكاسات والأحكام الخطأ في أحداث حياتنا اليومية، فتجد في سورة النساء محاولة لتصحيح هذا الفهم السطحي، والتي تشمل العدل …
يقتضي الإيمان بالغيب السمع والطاعة، والامتثال للأوامر حتى مع غياب الحكمة (مثل قصة ذبح البقرة)، والإيمان كذلك لا يُشترط فيه فهم الحكمة من التشريع، ففي أشواط الحج مثلًا تجد الحجاج يقبِّلون حجرًا لا ينفع ولا يضر -على حد تعبير عمر …